الكاتب الصحفي صبري حافظ يكتب.. بطولة فقيرة فنيًا وجماهيريًا
لا أعرف السر من استحداث بطولة جديدة تحت مسمى كأس رابطة الأندية المحترفة، رغم عدم جدواها محليًا وضعف الإقبال عليها من الأندية والجماهير، فى الوقت الذى تتراجع فيه فنيًا مستوى المسابقة الأم «بطولة الدورى الممتاز»، حيث تتحدد مبكرًا فرق المقدمة فى «المربع الذهبي» وشبه الوقوف على الفرق الهابطة لدورى القسم الثانى قبل نهاية المسابقة بأسابيع.
لم يتغير شكل أو مستوى بطولة كأس رابطة الأندية فى موسمين متتاليين، فى الموسم الماضى أقيمت بنظام المجموعات ولم تسفر عن أى إضافات للأندية المشاركة أو البطولة نفسها أو فى الكشف عن لاعبين مميزيين للمنتخبات الوطنية المختلفة.
وفى الموسم الحالى أقيمت المسابقة بنظام خروج المغلوب، بعد أن كشف النظام السابق فشلها ولعدم وجود فراغات فى الموسم لإقامة منافساتها، وحاول القائمون عليها اقامتها بنظام المجموعات بهدف التشويق وزيادة عدد المباريات رغم ازدحام جدول ارتباطات الأندية ببطولتى الدورى وكأس مصر والبعض الآخر ببطولتى دورى الأبطال الإفريقى والكونفدرالية، ما يؤكد غياب الرؤية فى ظل تشبع أندية القمة خاصة قطبى الكرة المصرية من المشاركة فيها.
وفى البطولة الحالية أقيمت بنظام خروج المغلوب بدءًا من دور الـ16، واعتذر عن المشاركة فى البطولة الأهلى، وشارك الزمالك على مضض وبعض فرق المقدمة لاتشارك بكل قوتها فى البطولة والدفع بالعناصر البديلة ما انعكس على مواصلة مشوارها فى البطولة حتى النهاية بدليل الخروج المبكر لـبيراميدز وفيوتشر.
وتأهل لنهائى البطولة هذا الموسم المصرى وسيراميكا كليوباترا، وهو مايكشف عن ضعف البطولة بوصول فريقين للنهائى الأول يحتل المركز الثامن فى مسابقة الدورى الممتاز برصيد 41 نقطة ومتبقى 3 جولات فقط على خط النهاية، والطرف الثانى فى النهائى سيراميكا يحتل المركز الـ12 برصيد 33 نقطة والفارق بينه والثلاثي «المحلة وأسوان وطلائع الجيش» المهدد بالهبوط نقطة واحدة، ولكل منهم 32 نقطة.
وهذه ليست مسئولية ناديى المصرى وسيراميكا، وإنما من حاول إنشاء بطولة بهدف الشو الإعلامى لتُنسب له وأنه أحدث انقلابًا كرويًا فى تاريخ اللعبة بمصر باستحداث بطولة جديدة على طريقة النموذج الإنجليزى رغم الفجوة الواسعة بيننا وإنجلترا كرويا فى النظم وقوة المسابقة وتطوير اللعبة بكل منظومتها من لاعبين وحكام ومدربين وإداريين، والجدية والحزم والعدالة والاستفادة بتعظيم تسويقها والإقبال عليها جماهيريا لتحقيق أكبر استفادة ممكنة فنية ومادية لإخضاع كل شىء للاشتراطات العلمية والتجارب قبل التنفيذ لضمان أكبر قدر من النجاح بعيدًا عن الفهلوة والشو وأشياء أخرى.!.
ولم يُكلف اتحاد الكرة نفسه ومن فكّر فى استجلاب النموذج الإنجليزى فى التعرف على كيفية النهوض بمسابقة مستحدثة وأسباب نجاح التجربة الإنجليزية، بينما فشلت عندنا منذ موسمها الأول وزادت فى سلبياتها فى الثانى مع زيادة نسب إصابات اللاعبين بسبب ضغط المباريات عكس أوروبا لاختلاف النشأة والحصص التدريبية لكل لاعب منذ الصغر والأجواء عامة، وما يهدد باستمرار هذه البطولة التى فشلت قبل انطلاقها، زُهد الفرق القوية فى المشاركة لوجود إحساس بأنها دورة رمضانية أو بطولة ودية.!
كاتب المقال الكاتب الصحفى صبرى حافظ مدير تحرير جريدة الوفد والناقد الرياضى.