رامي جلال، نائب التنسيقية، يقدم ندوة بمكتبة الإسكندرية بعنوان: ”الهوية المصرية والفنون: التأثير بين التنوع والثبات”
جلال ..الإسلام السياسي يحاول أسلمة الدولة الحديثة.. والهوية المصرية يجب أن تتحول إلى مشروع ثقافي متكامل وإلا سيقوم غيرنا بملأ الفراغ
اختتمت مكتبة الإسكندرية، اليوم الخميس، ندوة بعنوان "الهوية المصرية والفنون: التأثير بين التنوع والثبات"، والتي قدمها الكاتب الصحفي د.رامي جلال؛ المتخصص في حوكمة الثقافة، وعضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين.
قال جلال إن الهوية هي محصلة ثقافات جماعة من البشرن وإن سؤال الهوية مع بدء مع محاولات تأسيس الدولة الحديثة.. وأضاف جلال أن: "العلامة الفارقة على طريق الهوية المصرية هي ثورة 1919، كونها أو تجمع مصري شعبي يرفع شعارات وطنية تتعلق باستقلال الأمة المصرية".
تابع جلال أن: "الإسلام السياسي، بطبيعته، من الناحية الإجرائية لا يريد إقامة الدولة الإسلامية كما يدعي، ولكنه يحاول أسلمة الدولة الحديثة وأدواتها، فضلًا عن تصوير أن الإسلام ضد العالم، وذلك في إطار الطرح الذي يفيد بأن الدين والهوية هما الشئ نفسه".
أوضح جلال أن: "اللغة والدين مؤثرات ثقافية مهمة، لكنهما لا يؤسسان وحدهما لهوية، وإلا لأصبحت الشعوب الأفريقية الفرنكفونية فرنسية الهوية، ولتطابق المسلم المصري مثلًا مع غيره من مسلمي العالم".
قدم جلال تحليلًا لفكرة هضم الثقافة المصرية للكثير من طبقات الهويات، مثل أن مصر قد استوعبت الدين الإسلامي وأنتجت منه نسخة وسطية، كما هضمت اللغة العربية وأخرجت منها لهجة عامية".
قال جلال إن: "صراع الهويات قد أنعكس على الفنون كافة ومنها المسرح، والذي تحولت وظيفته إلى التحريض بالتوازي مع ثورة ١٩١٩. كما كان للهوية تأثيرًا على فن المسرح كذلك عبر ظهور المسرح الإسلامي الذي بدأه أخو مؤسس تنظيم الإخوان الإرهابي، في إطار عملية شاملة لأسلمة عناصر الدولة الحديثة. كما ظهرت الهوية كذلك في دعوات التأصيل العربي لفن المسرح، وكلها دعوات تتغافل أن الفن مثل العلم تراكمي بطبعه، يتكون من حلقات تسلم بعضها البعض للوصول إلى الشكل الذي افرزته عملية التطور دون محاولة فرض نمط واحد أو التوقف عند لحظة تاريخية معينة بوصفها مبتدأ الفن ونهايته".
وعرض جلال المجهودات التي تقوم بها تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين في محور العدالة الثقافية، وقال إن التنسيقية لديها دراسات ومقترحات ثقافية كثيرة قُدمت عبر نوابها في مجلسي النواب والشيوخ، كما أنها قدمت عددًا كبيرًا من المبادرات الثقافية؛ مثل مبادرة قصور الثقافة التي تسعى إلى إعادة تفعيل دور تلك القصور، خصوصًا في المناطق الحدودية والنائية. كما قدم جلال تعريفًا بمبادرة "كن أديبًا" التي ترعى فيها التنسيقية عددًا كبيرًا من الأطفال المبدعين، ودعا الحضور إلى مشاهدة أول نتاج مسرحي لأطفال المبادرة، في مسرحية "فلوسك إيه؟" التي تُعرض حاليًا على مسرح الهناجر.
أضاف جلال أن: "عدم تحديد الهوية بوضوح، يجعل من الصعب الرد على الكثير من الأسئلة التي تساعد المجتمع في المضي قدمًا مستقبلًا، لأن الهوية تحدد اتجاه التحرك بأسئلة مثل: تحديد أنماط التعليم، أو طرق التعامل مع ملفات السياحة والفنون والمرأة، أو سبل الانفاق على البحث العلمي، وغيرها من الأمور المهمة، وكل هذا من المفترض أن يترجم إلى سياسات وأدوات تستخدم في تكامل لتقديم مشروع ثقافي شامل ضمن رؤية ثقافية جديدة للدولة المصرية، وإلا سيقوم آخرون بملء الفراغ الذي