تدريب العاملين بالقطاع الطبي على ”مكافحة العدوى” لحماية المنشآت الصحية من الأمراض المعدية
"مكافحة العدوى" أحد أهم التخصصات داخل أي منشأة صحية، وهي التحدي الأكبر الذي يواجه الدول والمؤسسات، وخاصة داخل المستشفيات، باعتبار أن المرضى الموجودين بها أشخاص ضعاف المناعة، وهم عرضة للعدوى في أي وقت حال عدم الاهتمام بمكافحتها، حتى أن إنفاق جنيه واحد على مكافحة العدوى الآن ينقذ حياة إنسان، كل ذلك دعا مستشفى سرطان الأطفال مصر 57357، من خلال قسم التعليم المستمر والتطوير، إلى تنظيم عدة دورات تدريبية للعاملين في الحقل الطبي، بهدف تنمية المهارات والمعرفة بأسس مكافحة العدوى، وكيفية التعامل معها، بل والوقاية من العدوى من الأساس.
وقالت د. نجوى خميس، استشاري ورئيس قسم مكافحة العدوى بمستشفى 57357، أن المستشفى ينظم التدريب منذ عدة سنوات لطلبة الكليات الطبية من طب بشري، وطب أسنان، وصيدلة، وعلوم، وتمريض، والهندسة الطبية، وذلك في تخصص مكافحة العدوى، ويدرسون فيها الإجراءات القياسية، والعزل، وبعض ما يتعلق بمكافحة العدوى، ويتم مراجعة الجزء النظري الذي درسوه في الكليات، وعمليا في 57357، على مدار الأجازة الصيفية ونصف العام الدراسي.
وواصلت، كانت جائحة كورونا تحتم علينا إضافة معلومات كاملة عن كوفيد19، وكيفية الوقاية منها، وهو أمر يتكرر في حالة انتشار أي عدوى تهدد صحة الكبار أو الصغار، كما نعلن حالة من الاستنفار وقتها، من أجل زيادة الانتباه، وعزل آي إصابات، لكي يتم منع انتشارها داخل المستشفى.
أما أهم الإجراءات القياسية التي يتم التأكيد عليها خلال التدريب العملي للطلبة، فهي التي يجب أن يعرفها كل من يعمل بالمجال الطبي أو الصحي، وأهمها إجراءات الوقاية الشخصية، ونظافة وتطهير اليدين، أما إجراءات العزل فهي إضافية لضمان عدم انتشار العدوى، وتكون مرجعية التصرف معها هي طريقة انتشار العدوى نفسها، سواء كانت فيروسية أو بكتيرية أو فطرية أو غيرها، فمثلا العدوى التي تنتقل عن طريق الهواء يتم ارتداء ماسك "N95" معها، والتي تنتقل عن طريق الرزاز تحتاج لارتداء ماسك جراحي، أما التي تنتقل عن طريق اليدين فيتم ارتداء القفازات، وتعقيم الأيدي، ويتم توضيح كافة التفاصيل للمتدربين لكي لا يحدث لبس عند التطبيق.
وقالت د. نجوى خميس، أن تخصص مكافحة العدوى رغم حداثته إلا أنه هام للغاية، ويفرض نفسه على الواقع بالمنشآت الصحية، وأصبحت هناك فرقا متخصصة وحاصلة على دراسات خاصة بمكافحة العدوى، ويجب على كافة المنشآت التي لم تدخل هذا التخصص لديها أن تشكل فريقا لمكافحة العدوى، وإنشاء هذا التخصص بها، خاصة أن إنفاق جنيها واحدا على الوقاية لا يوفر عشرات أضعافه في حالة الإصابة فقط، ولكنه ينقذ حياة إنسان، وهو ما لا يقدر بمال، وخاصة في ظل انتشار بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية بين الحين والآخر، وقد تكون عدوى يصعب علاجها، فتعرض حياة المريض للخطر.
وعن أهمية تدريب الطلبة في انعكاس ذلك عليهم، أكدت رئيس قسم مكافحة العدوى في 57357، إلى أنه يثقل مهاراتهم، وخبراتهم، ومن ثم عملهم المستقبلي، ويقومون بنقل الخبرات لزملاءهم في العمل، ومجرد تطبيقهم لمكافحة العدوى بأنفسهم، فإنهم يكونون ناقلين لتلك الخبرة بشكل غير مباشر لأقران العمل، ويتميز التدريب العملي المقدم في 57357، بأنه يطابق للتعليم النظري الذي يدرسه الطلبة بالجامعات، ولا يوجد فجوة بين ما يدرسونه في الكتب وما هو في الواقع داخل المستشفى.
وأكدت على أن مكافحة العدوى هي مسئولية كل فرد في المنشأة الصحية، ويتم تطبيق الإجراءات على الجميع دون تمييز بين الفئات العاملة بالمهن الطبية، مطالبة باستحداث أقسام لمكافحة العدوى داخل الكليات، لأنها لازالت عبارة عن مواد فقط، دون وجود أقسام قائمة بذاتها بالكليات.