السفير محمد حجازى: دعوة مصر لقمة دول جوار السودان إدراكا لمسئوليتها الإقليمية
قال مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير الدكتور محمد حجازى، إن دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية، لعقد قمة "دول جوار السودان"، التى تستضيفها القاهرة، اليوم الخميس، جاءت إدراكًا لمسئولية مصر الإقليمية ولمحاولة بحث سبل لحقن دماء الشعب السوداني الشقيق وتجنيبه ويلات الحرب الأهلية التى عصفت بهذا البلد الآمن وتعرض أمنه وسلامته للخطر، وللحفاظ على وحدته وسلامته الإقليمية، وعلى مؤسساته الوطنية.
وأضاف السفير حجازى - فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم الخميس، أن قمة "دول جوار السودان" تمثل أيضًا تقديرًا للبعد الإنساني والأمني؛ نظرًا لارتباط أمن السودان بأمن مصر القومي وكذلك بأمن واستقرار دول الجوار التي باتت تتعرض لضغوط اقتصادية وأمنية وعسكرية بالغة الخطورة.
وتابع أنه فى ظل تفشي هذا النزاع بين الأشقاء بالسودان، حرصت مصر على الدعوة إلى تلك القمة من مسافة متقاربة من الجميع وبحيادية ومصداقية تتسم بها دومًا مواقفها الداعمة لشعب السودان ومؤسساته، وعلى السعي لإيجاد حل ولدور فاعل تشارك فيه دول الجوار الرأي، من أجل مواجهة الأزمة الأمنية والعسكرية والإنسانية المتفاقمة.
وأوضح أن في إطار تلك المسئولية الإقليمية، تحركت القاهرة للتشاور مع دول الجوار، لبحث كيفية إطلاق مسار تفاوضي، وطرح آليات للحل تتوافق مع الآليات والوساطات الإقليمية والدولية القائمة، وبهدف مشترك وهو إخراج السودان من حالة المواجهة لحالة التفاهم، والحفاظ على مؤسسات الدولة، ووضع مصلحة الشعب السوداني في المقام الأول، ولكي يتحمل الجميع مسئولياته.
وأشار إلى أن تلك القمة من شأنها أيضًا دعم الانطلاق نحو أسس لحل يكفل للسودان وحدته وسلامته، والحفاظ على مؤسساته، والخروج من هذا الوضع الخطير الذي يهدد دول الجوار والأمن والسلم بشرق القارة بل والأمن والسلم العالمي، وأصبح من الضرورة التأكيد على رفض التدخل الخارجي في النزاع ليكون الحل دومًا سودانيًا- سودانيًا تراعى فيه مصالح السودان وجواره الجغرافي.
وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق أن قمة "دول جوار السودان" تحمل أملًا جديدًا للتصدي لهذا الوضع شديد الخطورة، وتشكل رافعة للموقف ومواجهته بفاعلية والتزام وحيادية، حفاظًا على أمن واستقرار السودان وسلامة شعبه، مشددًا على أن مصر لن تألو جهدًا خلال تلك الاجتماعات لمحاولة البحث عن السبيل لجمع الكلمة وتوحيد الصفوف وإعادة المسار الديمقراطي، الذي كان يسعى شعب السودان وقياداته لتحقيقه.