الوفد على صفيح ساخن !! تقرير يكتبة محمود شاكر
مازال الصراع قائماً داخل أعرق وأقدم الأحزاب السياسية في مصر ومازال حزب الوفد علي صفيح ساخن حتى كتابة هذه السطور
وتجدد الخلاف داخل حزب الوفد الذي يُعتبر أحد أعرق الأحزاب المصرية، حول مرشح الحزب لانتخابات الرئاسة المصرية المقبلة، وذلك بعد إلغاء اجتماع الهيئة العُليا للحزب المقرر الإثنين المقبل؛ لحسم موقف خوض الانتخابات، ودعوة الجمعية العمومية لاختيار مرشح الحزب من بين الذين أبدوا رغبتهم بذلك.
يأتي ذلك بعدما سبق أن أعلن رئيسه الدكتور عبد السند يمامة، موافقة الهيئة العليا للحزب على ترشحه للانتخابات الرئاسية
وتمسك عضو الهيئة فؤاد بدراوي، والذي يعتزم الترشح لنفس المنصب، بعدم موافقتها على هذا الترشح، مطالبًا بضرورة تطبيق اللائحة الداخلية التي تقتضي موافقة الجمعية العمومية على مرشح الحزب، خاصة وإن أن اللائحة الداخلية لحزب الوفد تقتضي بضرورة أن يحسم المرشح للانتخابات الرئاسية من خلال الجمعية العمومية، إلا أن الدكتورعبد السند يمامة، رئيس الحزب تقدم للترشح للمنصب أولًا، ولذا لم يكن هناك داعٍ لإعمال اللائحة وقتها، ولكن فؤاد بدراوي طرح نفسه بعد موافقة الهيئة العليا للحزب.
وقال فؤاد بدراوي، عضو الهيئة العُليا لحزب الوفد، إن رئيس الحزب ألغى اجتماع الهيئة العُليا المقرر الإثنين المقبل دون تحديد موعد جديد، وذلك للمرة الثانية على التوالي، مضيفًا أن جدول اجتماع الهيئة كان يتضمن بندًا لتحديد موقف الحزب من انتخابات الرئاسة المصرية، وعرض ترشحه على الهيئة، لإحالة الأمر للجمعية العمومية لاختيار مرشحها للانتخابات، طبقًا للائحة الداخلية للحزب.
وسبق أن قرر رئيس حزب الوفد عبد السند يمامة تأجيل اجتماع الهيئة العُليا لحزب الوفد إلى بعد إجازة عيد الأضحى، وبعدها حدد الإثنين المقبل موعدًا لانعقاد الاجتماع.
وكان فؤاد بدراوي وجه إنذارين على يد محضر إلى رئيس الحزب عبد السند يمامة، الأول لدعوة الهيئة العليا للحزب، والثاني أن يتم إضافة بند باجتماع الهيئة العُليا بمناقشة قرار خوض الحزب الانتخابات الرئاسية ،مؤكدا أن رئيس حزب الوفد لم يدرج هذا البند باجتماع الهيئة، ولذا جاء الإنذار الثاني بضرورة الالتزام بالقرار.
كما ارسل فؤاد بدراوي أول إنذار في 26 يونيو الماضي، إلى رئيس حزب الوفد عبد السند يمامة، يخطره برغبته في خوض انتخابات رئاسة مصر المقبلة، مطالبًا بسرعة عقد اجتماع للهيئة العليا، والجمعية العمومية للحزب لحسم خوض الانتخابات الرئاسية، واختيار مرشحها وفقًا للمادة 19 مكرر من لائحة الحزب، خاصة وإن اللائحة الداخلية لحزب الوفد تقتضي بضرورة أن يحسم المرشح للانتخابات الرئاسية من خلال الجمعية العمومية، إلا أن الدكتور عبد السند يمامة، رئيس الحزب تقدم للترشح للمنصب أولًا، ولذا لم يكن هناك داعٍ لإعمال اللائحة وقتها، ولكن فؤاد بدراوي طرح نفسه بعد موافقة الهيئة العليا للحزب.
وكتب عمرو موسى، على حسابه الشخصي تغريدة قال فيها: "أعجبني نداء محموًد أباظة الرئيس السابق لحزب الوفد إلى الوفديين بشأن الترشيح للانتخابات الرئاسية القادمة إذ طالب مؤسسات الحزب أن تضمن الالتزام بأحكام اللائحة التي تنظم عملية الترشيح واختيار المرشح ..الخ.. نعم أن عدم احترام اللوائح ينزع الشرعية عن الترشيح ويكون استخدام أموال الحزب في الحملة الانتخابية في هذه الحالة مشكًلا لجريمة الاستيلاء على المال العام توجه للمرشح والمؤسسات التي سمحت بذلك على حد سواء".
وأشار فؤاد بدراوي، إلى سحب عدد من أعضاء الهيئة العليا للحزب توقيعات الموافقة على ترشح عبد السند يمامة للانتخابات الرئاسية، غير أنه أكد عدم شرعية هذه التوقيعات في حسم مرشح الحزب للانتخابات، والتي تتطلب عقد اجتماع للهيئة العليا للحزب بالمقر الرسمي لتحديد موقف الترشح للانتخابات، على أن تختار الجمعية العمومية المرشح، وذلك بعد التصديق الرسمي على اجتماع الهيئة العليا، وهذه الإجراءات لم تحدث خلال ترشح يمامة، والذي اجتمع بعدد من أعضاء الهيئة خارج مقر الحزب.
وقال بدراوي، إن اختياره للترشح للانتخابات الرئاسية ممثلًا عن حزب الوفد أمر متروك للجمعية العمومية لتحديده
قائلا أن الترشح للانتخابات أمر كفله الدستور المصري، ويجب على كل مرشح العمل لضمان نزاهة وحرية الانتخابات حتى يمنح الحق للناخبين باختيار مرشحهم، مشيرًا إلى أن الإشراف القضائي الكامل على الانتخابات الرئاسية يكفل نزاهتها، إضافة إلى حرية الدعاية وعرض البرامج الانتخابية.
من جانبه قال الدكتور أيمن محسب، نائب رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد بمجلس النواب، وعضو الهيئة العليا للحزب، إن الدكتور عبد السند يمامة هو مرشح الحزب الأوضح للانتخابات الرئاسية المقبلة، وأضاف: "عبد السند يمامة " هو من أول من تقدم للترشح للانتخابات الرئاسية، في المقابل فؤاد بدراوي أحد رموز الوفد التاريخيين ولكنه ترشح للانتخابات متأخرًا".
ويرى أيمن محسب، أن حزب الوفد هو الأجدر بالمنافسة في الانتخابات الرئاسية، باعتباره الأكثر تنظيمًا والأكبر عددًا من حيث الأعضاء والأكثر انتشارًا على مستوى الجمهورية، مما يمكنه من المنافسة على المنصب.
ويُعد حزب الوفد أكبر وأقدم الأحزاب الليبرالية في مصر، وترأسه العديد من الزعماء المصريين أبرزهم سعد زغلول، وفؤاد سراج الدين، ويحل "الوفد" في المركز الثالث من حيث عدد الأعضاء الممثلين في مجلس النواب المصري بإجمالي 26 مقعدًا.
وتدرس الحكومة المصرية إجراء تعديل تشريعي على قانون الهيئة الوطنية للانتخابات للسماح بالإشراف القضائي الكامل على الانتخابات الرئاسية المقبلة في عام 2024، وذلك بموجب توجيه من الرئيس عبد الفتاح السيسي استجابة لمقترح مجلس أمناء الحوار الوطني.