حكاية المكوجي .. سيد مرسي .. الذي أصبح أشهر شعراء الأغنية في مصر
هذة واقعة حقيقية وليست تمثيلية ، أو أكذوبة ويرجع تاريخها الي سنوات ماضية وفي زمن الفن الجميل ، والحكاية أنة في يوم من الأيام مأمون الشناوي كان نازل شغله ولابس بدلته بيحط إيده في جيب البدله لقى ورقه مكتوب فيها اغنية واغنية جميلة فعلا.. وعجبته جدا.. استغرب ايه الغنوة دي لانها مش بتاعته مش هو اللي كاتبها، ومتأكد انه ما سمعش كلامها قبل كدة وبعدين ايه اللى جابها في جيب الجاكت ، سأل البنت الشغالة ايه الورقة دي وصلت جيبي إزاي فاعترفت ان في مكوجي بيحبها " وكان بيبعتلها جوابات في هدوم مأمون الشناوي، بس هما اتخانقوا و بعتلها الجواب ده علشان يصالحها.
فطلب منها تنزل تحضر المكوجي ده فورا، واتصل بمحمود الشريف صاحبه والملحن المعروف وسمعه كلمات الاغنيه والتي عجبت محمود جدا وطلب منه مأمون يحضر فورا، وحضر محمود ، وحضر المكوجي، سالوه انت اللى كاتب الكلام ده، قاله ايوه وعندي منه كتير، قاله إحنا هنأخد الغنوة دي وتنزل باسمك في الاذاعة، كان في الوقت ده مأمون والشريف و عبدالغني السيد التلاتة ثلاثي فني عظيم، اتصلوابـ عبد الغني السيد ، وقالوا له عندنا غنوة حلوة. راح لهم عبدالغني السيد واعجب بالكلمات اللي كتبها المكوجي، واللحن اللي عمله الشريف ووقف عبدالغني السيد بيسجل الغنوة في الاذاعة، وتتذاع الغنوة وتنجح جدا وتفضل عايشة للنهاردة وتبقى واحدة من أشهر أغاني عبد الغني السيد في تاريخه،، لكن المهم في الحكاية دي كلها مش عبدالغني ولا مأمون ولا الشريف، المهم المكوجي اللي في لحظة اتحول لواحد من اهم كتاب الشعر الغنائي في مصر المكوجي ده اسمه "سيد مرسي"له اغنيات عظيمة في تاريخ الاذاعة مثل:
والنبي وحشتنا لشادية - وخليكو شاهدين لفايزة احمد- واحضنوا الايام وليالينا لوردة ... كما غنى لة كل من نجاة ،ومحرم فؤاد ،وهدى سلطان، وعفاف راضي، وليلى مراد، وهانى شاكر.
تعرفوا ايه بقى الاغنية اللي لقاها مأمون في جيب الجاكتة ولحنها الشريف وغناها عبدالغني السيد الاغنية هي:
" ع الحلوة والمرة "
" مش كنا متواعدين "
" ليه تنسي بالمرة عشرة بقالها سنين."
سيد مرسي الذي ولد عام 1887 وتوفى عام 1995، حيث عاش مائة و7 أعوام، لم يكن يتوقع أن واقع كلماته الغرامية ستغير مصير حياته للأبد بعد أن اكتشفها مأمون الشناوي الذي ساعده عندما أمن بموهتبه.
مأمون الشناوي
ويحكي الناقد الفني طارق الشناوي في تصريحات صحفية سابقة عن كواليس ما جرى بين عمه الراحل مأمون الشناوي، والشاعر سيد مرسي الذي كان معروفًا في الوسط الفني باسم سيد مُرّة نسبة إلى الأغنية التي قدمها لعبد الغني السيد، وكان الغريب في هذه القصة أن سيد مرسي لم يتزوج من الخادمة في نهاية المطاف، وهو النبأ السعيد الذي لم تحمله القصة، رغم ما تسببت فيه من نجاحات.
وأشار الناقد الفني إلى كون مأمون الشناوي كان حريصا على مساعدة سيد مرسي، حيث كان يصطحبه من أجل لقاء الموسيقار محمد عبد الوهاب وعدد كبير من نجوم الوسط الغنائي، مؤكدًا أن مأمون الشناوي عرف عنه دائما مساعدة الجميع وهو ما جعل اسمه الشائع مديون الشناوي، خاصة أنه لم يكن يفكر سوى في مساعدة غيره.