الكاتب الصحفى مجدي سبلة يكتب .. (4 ثقوب في جدران حياة كريمه )
فرحنا وتعالت الزغاريد عندما هلت علينا مبادرة حياة كريمه وبدأنا نعيش في جلباب تلك المبادرة التى اعتقدنا أننا سندخل على قرانا وريفنا المصرى عنوانا جديدا كان غائبا عنه منذ زمن الخديوى هو (جودة الحياة ) كادت الفرحة لا تسعنا من جمال ورونق تلك المبادرة وابداعها لكنها فرحة لم تدم طويلا..لكن فوجئنا بأربعة ثقوب شوهت هذا الجمال وتلك المبادرة التى كنا نحلم بها هذه الثقوب هاجمتنا كالكابوس الذى يأتينا ونحن نيام وتمكنت من جدرانها .
*الثقب الاول هو الطرق الفرعية المؤدية لهذه القرى التى تجرى فيها الأعمال وربطها بالطرق الرئيسية لكى تصل القرى بالمدن التى تتبعها و أصبح سكانها كمن يعيشون في سجن كبير يشبه التخشيبة منذ عامين لاتستطيع الدخول أو الخروج الى هذه القرى ومعاناة ما بعدها معاناة والغريب أن المقاولين الذين يعملون لايمهدون الطرق والشوارع أمام المارة وأصبحت الاقامه داخل القرية منفرة وليست جاذبة بأى حال من الأحوال لدرجة أن عربات الأجرة والتكاتك ووسائل النقل الجماعي يخشون السير على هذه الطرق لوعورتها وتهدمها وللاسف لم يشعر بهذه المعاناة مسئول تنفيذى من محليات هذه القرى ولا حياة لمن تنادى وكأن هؤلاء المسئولون بالمحافظة يعيشوا في واد وما يجرى في واد آخر ..الناس غلابه لايعرفون لمن يشكون حالهم من تعاسة هذه الحياة التى يجب أن تكون كريمه ونواب الدائرة يبدوا أن حياتهم لم تكن كريمة لا توجد لديهم ادوات الرقابة ..
*الثقب الثانى هو مايسمى بتوصيل فرعيات الصرف الصحي الملاصقة لكتلة القرية السكنية حيث تقوم بها شركات و مقاولين فوجئنا أنهم يعملون بها على طريقة السماسرة حيث يتم مساومة أصحابها وذلك لمدها بخدمة الصرف لمن يدفع اكراميات أكثر لمهندس شركة المقاولات المنفذة حيث يجمعون اكراميات من الفلاحين الغلابه لأنهم أصحاب هذه المنازل بطرق شيطانية لان كل مهندس او مقاول يخصص له سمسار سرى يقوم بالمهمه بجمع الاكراميات حسب عدد سكان تلك الفرعية وعدد المشتركين في منازلها لانهم خارج الحيز العمرانى للقرية فأصحابها يدفعونها وهم صاغرون أمام هؤلاء المقاولين بل ويصفقون لهم خاصة وأنهم يعملون تحت ستار المبادرة لا رقيب ولا حسيب ويمكن للأجهزة الرقابية أن تأتى وتتحرى عن صحة ما يجرى ميدانيا حيث أمدوا لفرعيات وتجاهلوا أخرى لأنها لم تتعامل مع السماسرة فقد تم في قرية واحده 4 فرعيات على سبيل المثال أصحاب الفرعية الاولى سددوا اكراميات تصل ل ٦٠ الف جنيه والثانية ٣٠ الف والثالثة ١٠ آلاف والرابعة مازالت تجمع من المشتركين وكأن المقاولوين تعمل في عزب خاصة ..
مهندسي هذه الشركات تهدد من ينتقد أداءهم بأن هؤلاء المقاولين يتبعون جهات سيادية وهم من يشرفون علي هذه المبادرة ولا يجوز انتقادهم أو اعتراضهم أو حتى مجرد المطالبة بأى مطلب منهم ..
*الثقب الثالث هو بطء العمل في هذه المبادرة وكثرة الشائعات حولها بأنها توقفت ولم يعد هناك تمويل للمقاولين وكلام كثير كل حسب هواه ..
*الثقب الرابع هو الغموض الشديد حول توابع هذه القرى ولايعرف سكانها حتى الآن مصيرهم هل ستشملهم تلك المبادرة ام لا لأنهم لم يهبط عليهم مهندس واحد لطمأنة الناس في حين أن سكان توابع هذه القرى أكثر عددا من سكان القرى نفسها التى تشملها المبادرة حيث يوجد في كل مركز به قرى تدخل ضمن المبادرة لها توابع لم يعرف سكانها مصيرهم حتى الآن ..
هذه ثقوب أو نقاط سوداء في جدران تلك المبادرة جديرة أن تغير لونها وطعمها ومعناها وربما تقلل انتماء الناس لهذا العمل القومى الكبير لعدم جدوى منادتهم لعلاج هذه الثقوب وعدم الجلوس معهم والسماع لهم وتوعيتهم بمستقبل مايجرى في هذه المبادرة ..
وانا اعتبر هذا المقال بلاغ للجهات الرقابية وكل ما استطيع تقديمه هو تقديم ما لدى من شهادات مكتوبة من مشتركين حول تلك الفرعيات والاكراميات ولمن سددوها ..لان مثل هذه التصرفات لهذا المشروع الذى تكلف ترليون جنيه في مرحلته الاولى كفيلة بأن تشوه المبادرة برمتها في كل مراحلها بسبب تصرفات مهندس او مقاول غير مسئول أو مساح مساحه ينشأ محلا كبيرا لتجارة ادوات الصرف الصحي والسباكة لكى يستعين بتجارته في عمل شركته في المبادرة وفتح تجارته في قرية بعيدة لم يعرفها أحد بعيدا عن القرى التى يعمل بها في حياة كريمه لكن الموردين يعرفون ماذا يصنعون .
كاتب المقال الكاتب الصحفي مجدى سبلة رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال السابق.