محمود لملوم يكتب: لا داعي للقلق.. الاقتصاد المصري بخير
يُعاني العالم من كساد اقتصادي، ربما لم يشهده من قبل، وخاصة مع تراجع المدخلات الأساسية للإنتاج، وتراجع الصادرات لمعظم البلدن، بالإضافة لتراجع معدلات النمو في بعض الدول، ولكن مايجعلنا نشعر بالإطمئنان أن الاقتصاد المصري تعافى سريعاً من الأزمات العالمية، وانتصر عليها في الكثير من الأزمات الاقتصادية التي ضربت اقتصاديات العالم، بعد تداعيات كورونا، والحرب الروسية الأوكرانية.
تشكيل العالم من جديد، وانتهاء مفهوم القطب الواحد، أو القوى المسيطرة الوحيدة في العالم، التي كانت تتمثل في الولايات المتحدة الأمريكية، يجعلنا ننظر إلى بدايات جديدة لدول العالم النامي، أمريكا التي شكلت العالم اقتصاديا، وقامت بتقسيمه حسب هواها، مرة تطلق أذرعها الاقتصادية المتمثلة في مراكز الدراسات الخاصو بها، أو المؤسسات الاقتصادية التي تٌقيم الدول حسب الأهواء السياسية، فتجعل المستثمر يهرب من هذه الدولة مرة، لأن التقارير الأمريكية أمدته بدراسات كلها سلبية عن اقتصاد هذه الدولة، وفي نفس الوقت أُعدت هذه التقارير بشكل سياسي واضح، بعيداً عن الحياد.
ورغم المؤشرات التي ذكرها صندوق النقد الدولي عن معدلات النمو العالمي، والتي قال عنها ستشهد تراجعا مقارنة بالعام الماضي من 5.9 % إلى 3.2 لتصل 2.7 % لعام 2023؛ ذكر بنك "جولدمان ساكس" نمو الاقتصاد الصيني بحلول 2075، بناتج محلي يصل لـ 57 تريليون دولار، متفوقاً على الولايات المتحدة الأمريكية، وسيتفوق الاقتصاد الهندي أيضا على الاقتصادي الأمريكي، ليُصبح الاقتصاد الثاني عالميا، ولكن ما علاقة كل ذلك بنا، بربط كل هذه الأمور وانضمام مصر لمجموعة "بريكس" التي شاهدنا ثمارها قبل انضمام مصر رسميا، حيث بلغ حجم التبادل التجاري، والاستثمارت في مصر مع دول البريكس 891.2مليون دولار في العالم المالي 2021-2022، بزيادة تجاوزت 50 بالمائة عن العام السابق، وتصدر الصين وبعدها الهند حجم التبادل التجاري والاستثمار في مصر من المجموعة، وبربط هذه الإحصائيات، وحسب ما قاله تقرير "جولدمان ساكس"؛ من المتوقع صعود الاقتصاد المصري بين اقتصاديات العالم، وسيتفوق على الاقتصاديات الأوربية، بعدما سيصل ناتج مصر المحلي 10 تريليونات دولار، ويحتل المرتبة السابعة عالمياً.
وأضاف أيضا هذا التقرير بأنه بحلول 2050 سيحتل الاقتصاد المصري المركز الـ 12 عالميا، وسيعادل اقتصاد مصر ثلث اقتصاد منطقة اليورو، بينما ذكرت وكالة "فيتش للتصنيف الائتماني" أن الاقتصاد المصري سيتضاعف خلال السنوات الثلاث القادمة، كل ذلك يجعلني أقول أن القادم هو بشرة خير لكل المصريين، وأن الأزمات الماضية خير دليل على نجاح الاقتصاد المصري في التعافي من كل الأزمات العالمية، فلا داعي للقلق.. نحن بخير.