المسرحيون العرب يناقشون التجريب المسرحى فى العراق والشام
مهرجان المسرح التجرببى
خصص مهرجان المسرح التجريبي ندوة بعنوان "التجريب المسرحي في العراق والشام" وأدار الندوة الدكتور هشام نور الدين من لبنان، ودكتور عبيد باشا من لبنان، ودكتور عمر نقرش من الأردن، ودكتور ميسون علي من الأردن، ودكتور رياض موسي من العراق، ودكتور عبد الواحد بن ياسر من المغرب.
واستهل الدكتور عبيدو باشا من لبنان حديثه قائلاً: أسوأ ما يوجد بالعالم العربي أننا نقوم بصناعة الإلهة، وهذا ماحدث في التجريب، فالتجريب بالنسبة لي أن تحذر من العيش في خطأ، وأن ترفض ماعندك كل يوم، فنحن نجد أن كل المسرحيين في العالم العربي جربوا، فالتجريب هو حركة تدفعك إلي الأمام، ولكن لا شيء ضد التجريب إلا المؤسسة، ومع الأسف تحول التجريب إلي مؤسسة وتخلي عن صفة المغامرة، فالتجريب ليس قائم علي منهج، ولا يأتي إلا بعد معاناة وأن تهيء الظروف له ويقوم التجريب بشكل أساسي علي الغريزة .
ومن جانبه قال الدكتور عمر نقرش من الأردن: لقد قطعنا شوطًا كبيرًا في التجريب ولكننا لم نتفق إلى الآن على معني التجريب، ومن وجهة نظري أن الفن لابد أن يكون له معيار حتى ولو تجريب، فالتجربة الإنسانية الحسية هي أساس المعرفة لذا أصبح لدينا تراجع للعقل، التجريب لا يخضع لفكرة السلطة سواء علي مستوى الشكل أو المضمون، وقد ساعد التجريب علي إزالة الحواجز والصراعات بين الفنون وعناصر العرض ، التجريب هو موقف انساني وجمالي وهو ليس من العلوم الباحثة هو حالة متطورة من تطور الانسان نفسه .
وقالت الدكتورة ميسون على استاذة المسرح في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق: التجريب كمفهوم ظهر عند العرب وارتبط بالحداثة والتطور التكنولوجي، وصفة التجريبية في المسرح لم تتبع تيار فني أو فترة زمنية معينة فهو كان دافعه الأول تطور المسرح، والحداثة في العالم العربي طرحت اشكالية الصراع بين القديم والجديد ، فالتجريب في الستينات شكل هم من الدرجة الاولي وطرح كشعار، أما في فترة السبعينات تزامنت مع عودة المخرجين السوريين الذين درسوا في الخارج وبدأوا في تقديم عروض مختلفة بها كسر للأشكال المسرحية، ولاحقا بدأت روح المعاصرة تسود بعض التجارب التي تقدم والبحث عن علاقة مختلفة مع الجمهور وكل ذلك ساهم في التجريب، والاهتمام التجريبي في سوريا كان دافع لتأسيس المسرح التجريبي وقدم المسرح التجريبي ثلاث عروض وهي يوميات مجنون لسعد الله ونوس، ورحلة حنظلة اقتباس سعد الله ونوس، والعرض الثالث ثلاث حكايات.
ومن جانبه قال الدكتور رياض موسي من العراق: كان المخرج المسرحي يصارع من أجل البقاء في العراق ووجدنا تجارب مهمة مثل صلاح القصب قد التجريب في عروضه ، والتجريب في المسرح العراقي لم يكن بحثا ولكن استجابة لنداء للضرورة، فإن المسرح العراقي كان حريصا علي التجديد ، وكانت رؤي كل المخرجين العراقيين تختلف بشكل كبير من مخرج لآخر، وهنا أريد أن أتوقف عند تجربة كبيرة وهي مفهوم التجريب في مسرح الصوره للدكتورة صلاح القصب، تلك التجربة التي شكلت منعطفا كبيراً وواجهت كثيرا من وجهات النظر ، وكانت مغرية لكثير من الشباب والمسرحيين في العراق ، وكانت اهم مايميز تجربته أنها لم تكن أسيرة التقليد ، فالمسرح العراقي مازال أب شرعي لتجربة المسرح التجريبي.