الكاتب الصحفي صبري حافظ يكتب..لن تكون الأخيرة!
لم يكتف البعض بتواضع المستوى الفنى لبطولة الدورى المصرى، الذى من المفترض أنه «ممتاز» وراهنوا على وصوله إلى درجة متدنية فى كل عناصره ومنها التحكيم.
على العكس تمامًا ما يحدث فى الدوريات المتقدمة العربية وليس الأوروبية لصعوبة عقد مقارنات معها.
ما حدث فى مباراة الزمالك والمقاولون بالدورى يكشف عن أن أخطاء الماضى لن تتغير والبعض تسوقه ميوله، وتحكمه توجهاته، وتدفعه دفعًا رغباته وعواطفه، وتفضحه حوادث سابقة، تتكرر الأخطاء مع سبق الإصرار والترصد، تُعاد الكرة أمام الحكم ويلفت الانتباه زميله بالفار إلى صحة «ركلة الجزاء» ويتجاهل تأكيدات «العادل» محمد عادل وزملائه المجاورين له، ويُصر على قراره حتى لو خطأ وكأنّ «الفار» ليس وصيًا على «حكم الميدان» وأنه يرى ما لا يراه غيره حتى ولو أكد العالم كله صحة ركلة الجزاء!
الحوار الذى دار بين أمين عمر وزميله بالفار يكشف حجم «المأساة» والاصرار على عدم احتسابها والجدال معه بأن لمس الكرة «جوه ولا برة» بعد إثبات «الفار» تعمد لمس الكرة، وما حدث من مخرج اللقاء فضيحة بكل المقاييس وخطأ كارثى لا تراه إلّا فى مصر!
شلبى سجل هدفًا، واحتسبه الحكم تسللًا رغم صحته، وهو ما أكده البعض طبقًا للتعديلات التى أقرها الـ«فيفا» مؤخرًا، مع تفرقة فى إشهار الإنذارات بين لاعبى الفريقين بدوافع مختلفة وعدم الدراية بتقدير الخطأ رغم أنه مرشح للتواجد بالأمم الأفريقية بكوت ديفوار والمونديال.
احتسب 8 دقائق وقتًا بدلًا من الضائع وجاء الهدف فى الدقيقة التاسعة، كلها أمور تستفز كل فرق الدورى لعدم العدالة وتأثير هذه الأخطاء سواء بحسن نية أو غيرها على الجوانب الفنية والثبات النفسى والانفعالى للاعب والشعور بأن الكثير من المواقف التحكيمية تدار حسب الأهواء وظروف المباراة والضغوط الجماهيرية وخلافه.
هذه الأخطاء تقف حائلًا أمام طموحه فى المشاركة بالبطولات القارية والدولية المقبلة وتؤثر على التحكيم المصرى عامة.
الأخطاء الغريبة من الحكام تتكرر فى كل مباراة تقريبًا والشكوى مريرة ويزيد من التأزم صعوبة إعادة أى مباراة مهما كانت أخطاؤها إلّا إذا اعترف الحكم بوجود خطأ، ولا يحق تقديم احتجاج على القرارات التى يتخذها الحكم داخل أرضية الملعب إلّا فى حال اعتراف الحكم خلال 48 ساعة بارتكاب خطأ فى واقعة مؤثرة أو عدم رؤية الكرة، وفى مباراة الزمالك والمقاولون رأى أمين عمر الكرة أكثر من مرة من خلال «الفيديو».
ما يدعو للدهشة أن الدورى فى محطته الثانية فقط وهناك عوامل تساعد على إجادة الحكم لعدم وجود ضغوط وتوفر التركيز والانتهاء من معسكرات تأهيلية قبل انطلاق الموسم مباشرة.
تساؤلات عدة حول دور فيتور بيريرا، رئيس لجنة الحكام فى الارتقاء بمستوى التحكيم واختيار إدارتهم للمباريات الحساسة وكيفية التعاون والتنسيق خاصة الذين لهم مواقف سابقة «مؤلمة» مع هذا الفريق أو ذاك.
ما حدث «الإثنين» سيتكرر فى المباريات المقبلة خاصة المهمة والمصيرية وستكون المأساة أكبر مع دخول الدورى لمحطاته الصعبة، ويبدو أن رابطة الأندية والاتحاد يرحبان بحالات الجدل بعد أن فقد الدورى الإثارة والمتابعة!
كاتب المقال الكاتب الصحفى صبرى حافظ مدير تحرير جريدة الوفد.