خبراء يحذرون: كأس العالم 2030 تهدد التزامات المناخ
أصدر الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) مؤخرا قرارا غير مسبوق، بإقامة نهائيات كأس العالم 2030 في 6 دول، للمرة الأولى في تاريخ البطولة.
وقرر الفيفا إسناد تنظيم كأس العالم 2030 إلى الملف الثلاثي المقدم من المغرب وإسبانيا والبرتغال، باستثناء أول 3 مباريات، حيث ستتم إقامتها في 3 دول بقارة أمريكا الجنوبية هي أوروغواي والأرجنتين وباراغواي، احتفالا بمرور 100 عام على انطلاق البطولة هناك.
لكن القرار الذي أسعد الكثيرين لاقى ردود فعل معارضة من قبل خبراء المناخ، الذين حذروا من أن قرار الفيفا بإقامة المونديال في 6 دول سيزيد من الانبعاثات الكربونية بسبب البطولة، مع اضطرار المشجعين للسفر بالطائرات لمسافات طويلة، لحضور أكثر من 100 مباراة، وهو ما يتعارض مع التزامات الاتحاد الدولي للعبة بشأن المناخ.
ومن المقرر أن تقام أول 3 مباريات في كأس العالم 2030 في دول أمريكا الجنوبية الثلاث يومي 8 و9 يونيو/ حزيران من العام المذكور، على أن تتجه البطولة بعد ذلك إلى المغرب وإسبانيا والبرتغال، مما سيؤدي إلى العديد من الرحلات الجوية عبر المحيط الأطلسي للفرق والمشجعين، فضلا عن الأدوار التالية للبطولة والتي ستفرض تنقل الجماهير بين الدول الثلاث.
ونقلت وكالة "رويترز" للأنباء تصريحات لمادلين أور، المتخصصة في علم البيئة الرياضي والأستاذة المساعدة في جامعة تورونتو التي تدرس أبحاثها آثار التغيرات المناخية على قطاع الرياضة، قالت فيها: "المشكلة الكبيرة هي أنهم يوسعون البطولة بشكل مستمر.
وأضافت مادلين: "كل قرار بزيادة عدد منتخبات كأس العالم والدول المستضيفة سيزيد من البصمة الكربونية للحدث، هذه هي الحقيقة المؤسفة.. تجني البطولة فوائد اقتصادية ونتيجة لذلك تحصل على بصمة بيئية أكبر. الفيفا نفسه قال إنه يأخذ في الاعتبار البيئة، لكن كل الإجراءات والتدابير التي يتخذها تتناقض مع ذلك".
وكان الفيفا أعلن من قبل أنه سيتخذ جميع التدابير اللازمة للتخفيف من الأثار البيئية الضارة لكأس العالم، وأنه ملتزم بخفض انبعاثات الكربون بنسبة 50%، مضيفا أن 97% من بطولة 2030 ستقام في 3 دول تشترك في حدود أو تفصل بينها كيلومترات قليلة، موضحا: "على مدى 101 مباراة ستقام البطولة في دول متجاورة وعلى مقربة جغرافية، مع خطوط نقل وبنية تحتية واسعة النطاق ومتطورة".
وتمثل وضعية كأس العالم 2030 تناقضا صارخا مع ما حدث في مونديال 2022 الذي أقيمت مبارياته الـ64 كلها في قطر بمشاركة 32 منتخبا فقط، حيث استضافتها 8 ملاعب في الدوحة وما حولها من مدن.