هل يمكنك تجنب الإصابة بسرطان الثدي؟
تزداد احتمالية إصابة النساء اللاتي لديهن تاريخ عائلي لسرطان الثدي
بحسب منظمة الصحة العالمية يعتبر سرطان الثدي هو السرطان الأكثر انتشارا في العالم، حيث تم تشخيص إصابة 2.3 مليون امرأة به وتسجيل 685 ألف وفاة في عام 2020 على مستوى العالم، ويمكن أن يصيب سرطان الثدي أي شخص في أي مكان بعد سن البلوغ.
وتزيد العديد من العوامل من فرص إصابتك بسرطان الثدي بنسبة تصل إلى الضعف أو 3 أضعاف، ولا يعني وجود عامل أو أكثر أنك ستصابين بالمرض لا محالة، ولكن يساعد التعرف على تلك العوامل على الانتباه والكشف الدوري.
ولحسن الحظ، يمكن تغيير بعض هذه العوامل لتقليل نسبة إصابتك بالمرض، تعرفي على العوامل وما لا يمكن تغييره وما الذي قد يتغير.
هذه بعض عوامل الإصابة بسرطان الثدي التي لا تتغير:
الجنس: وهو العامل الأكبر للإصابة بسرطان الثدي، فالإناث هم الأكثر عرضة للإصابة به، وتبلغ نسبة المرض في الرجال حوالي 0.5 إلى 1% فقط، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
السن: مع التقدم في السن، يرتفع خطر الإصابة بسرطان الثدي، وبحسب إحصائيات الجمعية الأميركية للسرطان كانت معظم حالات سرطان الثدي لدى النساء بعمر 55 عاما أو أكثر.
الجينات: تزداد احتمالية إصابة النساء اللاتي لديهن تاريخ عائلي لسرطان الثدي، ويُعتقد أن حوالي 5% إلى 10% من حالات الإصابة وراثية تنتج عن تغيرات جينية منقولة من أحد الوالدين. وتزيد بعض الطفرات الجينية من خطر الإصابة، وأكثر تلك الطفرات شيوعا الطفرات في الجينات "بي آر سي إيه 1″ و"بي آر سي إيه 2" المسببة لسرطان الثدي الوراثي. كما تعتبر النساء اللاتي لديهن أحد هذه التغيرات الجينية أكثر عرضة للإصابة بسرطان المبيض وبعض أنواع السرطان الأخرى.
التاريخ العائلي والشخصي: معظم النساء المصابات بسرطان الثدي ليس لديهن تاريخ عائلي للمرض، إلا أن من لديهن مصابات بسرطان الثدي في العائلة هن أكثر عرضة للإصابة.
وذكرت الجمعية الأميركية للسرطان أن إصابة أحد الأقارب من الدرجة الأولى بسرطان الثدي يزيد خطر الإصابة لدرجة تصل إلى الضعف، ووجود 2 من أقارب الدرجة الأولى يزيد من خطر الإصابة بحوالي 3 أضعاف.
وكذلك التاريخ الشخصي للإصابة في أحد الثديين يزيد من خطر الإصابة بسرطان جديد في الثدي الآخر أو في جزء آخر من نفس الثدي.
الطول: قد يكون عامل الإصابة هذا مفاجئا بعض الشيء، لكن لدى النساء الأطول خطر أكبر للإصابة بسرطان الثدي مقارنة بالنساء الأقصر، وأحد التفسيرات المحتملة لذلك أنه يتعلق بالعوامل التي تؤثر على النمو المبكر والعوامل الهرمونية أو الوراثية، حسب الجمعية الأميركية للسرطان.
بداية وانتهاء الدورة الشهرية: بدء الدورة الشهرية مبكرا (قبل سن 12 عاما) أو انتهاؤها في مرحلة متأخرة (بعد سن 55) يعرض النساء لفترات أطول من الدورة الشهرية، مما يزيد من خطر إصابتهن بسرطان الثدي، ويمكن تفسير ذلك أنه بسبب التعرض لهرمونات الأستروجين والبروجستيرون لفترة أطول من غيرهن.
عوامل يمكن تغييرها
ترتبط بعض عوامل خطر الإصابة بسرطان الثدي بأسلوب الحياة والقرارات الشخصية، مثل النظام الغذائي المتبع ومعدل النشاط البدني واستخدام بعض الأدوية والقرارات المتعلقة بإنجاب الأطفال، ومثل هذه العوامل يمكن تغييرها أو التحكم بها لتقليل خطر الإصابة، منها:
الحمل والرضاعة الطبيعية: يقلل الحمل قبل سن الـ30 من خطر الإصابة بسرطان الثدي، وكذلك الحمل المتكرر أيضا. إلا أن الرابط بين الحمل والإصابة بسرطان الثدي معقد بعض الشيء، إذ يرتفع خطر الإصابة خلال العقد الأول تقريبا بعد إنجاب الطفل، ثم يصبح الخطر أقل بمرور الوقت.
وتقلل الرضاعة الطبيعية أيضا من خطر الإصابة بسرطان الثدي، خاصة إذا استمرت لمدة عام أو أكثر، ويفسر ذلك بأن الرضاعة الطبيعية تقلل من إجمالي عدد دورات الحيض لدى المرأة طوال حياتها.
موانع الحمل: تؤثر بعض وسائل منع الحمل على الهرمونات، مما قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، ومنها حبوب منع الحمل، ولكن عند التوقف عن تناولها يعود الجسم إلى طبيعته في غضون 10 سنوات تقريبا.
واللولب الهرموني وجرعات منع الحمل أيضا، مثل جرعات هرمون البروجسترون طويلة المفعول لتحديد النسل، قد يزيدان من خطر الإصابة بسرطان الثدي.
العلاج الهرموني لانقطاع الطمث: تستخدم عدة أشكال من العلاج باستخدام الهرمونات للمساعدة في تخفيف أعراض انقطاع الطمث، ويزيد بعضها من خطر الإصابة بسرطان الثدي، وذكرت الجمعية الأميركية للسرطان أن العلاج الهرموني المركب (HT) يزيد من احتمال اكتشاف السرطان في مرحلة أكثر تقدما.
زيادة الوزن: زيادة الوزن في النساء يمكن أن تزيد من خطر إصابتهن بسرطان الثدي، وذلك لأسباب عدة، منها ارتباط زيادة الوزن بارتفاع مستويات الأنسولين في الدم الذي يزيد ارتفاعه من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، منها سرطان الثدي.
ويمكن أن تحمي بعض التغيرات الجسمانية الناتجة عن إنقاص الوزن من خطر الإصابة، مثل تأثيرها على انخفاض مستويات بعض الهرمونات المرتبطة بخطر الإصابة بالسرطان، كالأنسولين والإستروجين والأندروجينات.
ووجدت دراسة نشرتها "المكتبة الوطنية للطب" ارتباطا بين فقدان الوزن وانخفاض خطر الإصابة بسرطان الثدي بين النساء بعمر 50 عاما أو أكثر.
معدل النشاط البدني: يقلل النشاط البدني المنتظم من خطر الإصابة بسرطان الثدي، خاصة في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث، والتفسير المحتمل لذلك هو تأثير النشاط البدني على وزن الجسم ومستويات الهرمونات.
وتوصي جمعية السرطان الأميركية بأن يكون النشاط البدني المبذول في حدود 150 إلى 300 دقيقة من النشاط المعتدل، أو 75 إلى 150 دقيقة من النشاط القوي خلال الأسبوع.
التدخين: يزيد التدخين من خطر الإصابة بالكثير من أنواع من السرطان، بما في ذلك سرطان الثدي، وخاصة لدى النساء الأصغر سنا (قبل انقطاع الطمث).