فاز بجائزة سلطان العويس.. الشاعر المصري حسن طلب ”إبداع حتى مشيب الرأس”
الشاعر حسن طلب واحد من أبرز شعراء السبعينيات الذين احتفظوا بوهج إبداعهم حتى مشيب الرأس. إبداعه الفلسفي والشعري واللغوي بلا حدود، تجربته طويلة وممتدة بداية من "وشم على نهدي فتاة" أول دواوينه، حتى "ما كان بالإمكان كان"، من أحدث أعماله.
وقد أعلنت اليوم الإثنين مؤسسة سلطان بن علي العويس فوز كل من حسن طلب وأمين صالح وعبد الله إبراهيم وعبد السلام بنعبد العالي بجائزة سلطان بن علي العويس الثقافية الدورة الثامنة عشرة (2022 ـ 2023).
وذكر عبدالحميد أحمد أمين عام الجائزة، أنه بعد العديد من المداولات بين أعضاء لجنة التحكيم، قررت فوز الشاعر حسن طلــب بجائزة الشعر، حيث رأت اللجنة في تجربته فرادة وغزارة وتنوعًا، إضافة إلى وجود مشروع شعري متكامل ومتنام لديه يتسم بالتجريب ويمازج بين الشعرية والصوفية والرؤى الفلسفية.
يكتب حسن طلب الشعر لأنه يحيا وحياته لا تكتمل إلا بهذا الفن الذي أضاع فيه عمره، والذي يشعر أنه موجود عندما يستطيع أن يواصل هذه التجربة الشعرية الطويلة التي بدأها منذ وقت باكر.
فالشعر لديه هو المعادل الموضوعي للحياة، والوجود، وهو الشيء الوحيد الذي إذا توقف، يشعر أن الحياة توقفت، وقد تمر عليه فترة طويلة دون أن يكتب شعرًا، قد مرت سنة، وبدأ أن يكتب من جديد، لكن كانت هذه السنة أحس أنها سنة بلا حياة، فالحياة لا تكتمل بالنسبة لشاعر وضع الشعر في قمة أولوياته ليكون معادلا للوجود.
وحسن طلب شاعر منشغل بالقضايا الفلسفية يستطيع أن ينفذ بالشعر إلى قضايا كثيرة، يكتب عن الحب من وجهة نظره، يطوع الفلسفة لأغراض كثيرة، مادام الشاعر يرى أنه مطالب بالنفاذ إلي وراء السطح، لا يوجد موضوع يستعصى عليه، في الوطن والمراة والطبيعة وغيرها.
حسن طلب هو أبرز الشعراء المشاكسين، إذ خاص معارك ثقافية كثيرة، ولا يتوانَ عن إبداء رأيه بشجاعة وقوة، الأمر الذي يعرضه لخسارة صداقات كثيرة وفرص أيضًا، في هذا الموضوع يقول "المعارك ليس لها علاقة مباشرة بالشعر، ولكن الحياة ليست طول الوقت دائما مكرسا لكتابة الشعر، يوجد نشاط ثقافي آخر، وفي هذا النشاط الثقافي هناك ظواهر وشخصيات ثقافية يحتك بها الإنسان، ومن المطلوب على الإنسان أن يتخذ موقفًا إذا أخطأت تجاه القضايا، فأنا لا أستطيع أن أصمت إذا وجدت مثقفًا ينافق السلطة مثلًا، أنا لا أقود معارك شخصية مع أحد، لكني لا أتقبل التناقض في التنوير والكذب على الناس".
الشاعر الكبير حسن طلب أستاذ لعلم الجمال بكلية الآداب - قسم الفلسفة - جامعة حلوان، كما شغل سابقًا منصب نائب رئيس تحرير مجلة "إبداع"، وتنوع إنتاجه الثقافى، حيث صدر له حتى الآن عشرون ديوانًا، نشرها المجلس الأعلى للثقافة فى ثلاثة مجلدات تحت عنوان: "ديوان حسن طلب"، ويبقى المجلد الرابع قيد الإعداد، كما صدر له هذا العام عن الهيئة العامة لقصور الثقافة ديوان: "سفر الشهداء" وهو المتمم لثلاثية "إنجيل الثورة وقرآنها"، وسيصدر فى الأيام القريبة القادمة ديوان: "ما كان فى الإمكان كان" عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.
وهو من مواليد سوهاج عام 1944 م، تخرج فى كلية الآداب، جامعة القاهرة، عام 1968، وحصل على الماجستير فى الفلسفة من كلية الآداب، جامعة القاهرة، عام 1984 م، ثم حصل على درجة الدكتوراة فى الفلسفة من كلية الآداب، جامعة القاهرة، عام 1992م.
كان حسن طلب أحد المؤسسين لجماعة "إضاءة" للشعر عام 1977، ونال جائزة الدولة التشجيعية فى الآداب من المجلس الأعلى للثقافة، عام 1990 م. جائزة كافافيس اليونانية للشعر 1995 م، جائزة السلطان قابوس للإبداع الثقافى 2006 م، جائزة الدولة للتفوق 2012 م، ثم جائزة الدولة التقديرية 2014.
شارك الشاعر حسن طلب فى العديد من المؤتمرات الأدبية والشعرية فى اليونان وفرنسا وإيطاليا وكولومبيا والدانمارك والنمسا وألمانيا وروسيا وتركيا ورومانيا وكولومبيا وكوريا الشمالية وسوريا العراق والسعودية والكويت والبحرين واليمن ولبنان والأردن والسودان وتونس والجزائر والمغرب وغيرها.