«جمصة» محبوبه الفرنسيون .. شاطئ الرمال الذهبية
قبل نحو 222 عاما، وبالتحديد فى أثناء أيام الحملة الفرنسية على مصر (1798 ــ 1801)، كان هناك ساحل ساحر خال من السكان، يقع على البحر المتوسط، قريب من «دمياط»، ولا يبعد عن «بلطيم» بكفر الشيخ كثيرا. هو ساحل «جمصة»، وبه مدينة الرمل الذهبى ومصيف العائلة المصرية. نالت اسمها من جنود الحملة الفرنسية الذين، وقفوا عند طابية عرابى فى عزبة البرج القريبة قبيل رحيلهم، فقالوا بالفرنسية: j›aime ca، ما يعنى أحب هذا المكان.تحور المسمى الذى أطلقه الفرنسيون مع مرور الوقت من النطق «جيمسا» إلى «جمصة»، التى أصبحت قرية صغيرة تحولت فيما بعد إلى مدينة ساحلية بطول 7 كيلو مترات على ساحل البحر، وبعمق 3 كيلومترات. وباتت المصيف الرسمى لمحافظة الدقهلية والمفضل للأسرة المصرية. لاعتدال أسعاره، وتميز موقعه الذى يبعد عن المنصورة 60 كيلو مترا، وعن القاهرة حوالى 185 كيلو مترا .
شاطئ جمصة متعة تعشقها الأسرة المصرية
البداية فى الستينيات
تأسس مصيف «جمصة» أوائل عام 1962، وكانت بدايته بنحو 40 شاليها وفندقا صغيرا على شاطئ البحر. وكانت هذه «اللبنة» الأولى، التى تلتها توسعات كثيرة وكبيرة .
وفى عام 1982 تم تخصيص 750 فداناً لإنشاء «تقسيم 15 مايو»، لتوسيع «جمصة». وتوزعت على 4200 قطعة أرض. وفى عام 1993، تم بناء محطة للصرف الصحى وشبكة داخلية بالمنطقة تكلفت 92 مليون جنيه. لكن المشروع واجه صعوبات حينها، وتم استكماله أخيرا.
أما «منطقة الشيخ زايد»، فقد تأسست على مساحة ٢٠٠ فدان، وتتضمن مشاريع الإسكان الاجتماعى بمرحلتيها الأولى على مساحة 90 فدانا، وتضم 4270 وحدة، والثانية 110 أفدنة وتضم 5304 وحدات.
وأصبح إجمالى مساحة «جمصة»، نحو 23 كيلو مترا مربعا، ويمر بحدودها الجنوبية «الطريق الدولى الساحلي»، الذى يربط بورسعيد ودمياط بالإسكندرية مرورا بالمنصورة الجديدة وعبر كفر الشيخ والبحيرة .
مياه ورمال و«طفطف»
من روائع «جمصة»، مياهها الصافية، ورمالها الناعمة، مع انخفاض واضح فى مستوى «الرطوبة»، وارتفاع نسبة «اليود». وهى تتميز بالمبانى ذات التراث المعمارى الرفيع، التى تتقاطع بفواصل من الحدائق الجميلة مثل حديقة «الأندلس»، و«أم كلثوم»، و«ابن لقمان»، و«30 يونيو». ولا تكتمل التجربة إلا بجولة فى أسواق «جمصة» المختلفة، ومنها «السوق الفرعوني»، و«سوق جمصة البلد»، و«سوق آمون». ومن مناطق «جمصة» الحيوية: «المروة»، و«آمون»، و«عثماثون»، وكذلك «العاشر»، بالإضافة إلى القرية السياحية، وكورنيش المدينة ومنطقة الفيلات. وتضم «جمصة»، جامعة الدلتا للعلوم والتكنولوجيا، والمنطقة الصناعية، التى جلبت مئات المصانع، ويوجد ثلاث دور سينما، والسيرك القومي، ومسرح للشباب. وتعرف «جمصة»، بخدمة النقل الداخلى بواسطة «الطفطف»، الذى اعتمده مجلس المدينة لنقل المصطافين.
سوق السمك والمراكب
يؤكد عمرو السنباطي، أحد أبناء «جمصة»، أن أهم ما يميز المدينة، شواطئها العامة المجانية المفتوحة لاستقبال كل الزوار، باستثناء الشاطئ الخاص لنادى القوات المسلحة والذى يحافظ على الخصوصية والهدوء ويمكن دخوله برسم منخفض بخلاف شاطئ النخيل، وبه حمامات سباحة وألعاب مائية وأسواق ومطاعم.
ويضيف صالح عبد العال، طالب انتهى للتو من اختباراته الجامعية، أن أسعار إيجار الشقق فى «جمصة» تناسب ميزانية الأسرة وتتراوح ما بين 200 إلى 350 جنيها فى الليلة، حسب الموقع وعدد الأيام. ويصل إيجار 4 كراسى وشمسية فى اليوم إلى 100 جنيه. والأسرة الزائرة تسعد بتوافر مختلف الخدمات التى ينشدها المصطافون، وأهمها «سوق السمك» الأقدم فى المدينة، بخلاف إمكانية شراء الأسماك الطازجة من المراكب مباشرة، فى تجربة وطقوس تزيد من تفرد ومتعة زيارة «جمصة». ويكشف أحمد شهدي، سمسار عقارات، أن كثيرا من الزوار يفضلون اعتبار «جمصة» كـ «مصيف اليوم الواحد»، خاصة يوم الجمعة والإجازات الرسمية ليناسب ظروف الموظفين ومساعى الاقتصاد فى الإنفاق.
18 شاطئا عاما
يؤكد المهندس أيمن محمد عزت، رئيس مجلس مدينة «جمصة»، أن الجهاز التنفيذى يعيش فى موسم الصيف والأعياد حالة طوارئ استثنائية لخدمة ملايين الزوار المتوقع وصولهم، خاصة عقب انتهاء اختبار «الثانوية العامة». ويؤكد العمل بتوجيهات المحافظ، الدكتور أيمن مختار، لتحقيق راحة المصطافين، ومنها دعم مخابز المصيف، وتوفير فرق إضافية للوجود على بلاج المصيف وبالحدائق والمتنزهات وأماكن للاستحمام.
يضيف: «لدينا 18 شاطئا عاما متاحا للجميع تمتاز كلها بمياه البحر الصافية، والرمال النظيفة. وقد تم أخيرا إنشاء وإنارة 350 عامود كهرباء بالكشافات، لخدمة الساحل. ويضاف إلى ذلك، ترميم الكورنيش و(البرجولات) وتطويرها».