خشية تعرضهن لتحرش جنسي... بريطانيات لا يمارسن الرياضة ليلا
كشف استطلاع جديد للرأي في المملكة المتحدة، عن التأثير الكبير للتهديد بالتحرش الجنسي في قدرة المرأة على ممارسة الرياضة في الهواء الطلق ليلاً، بحيث أظهر أن نحو ثلثي النساء اللاتي شاركن في البحث، يشعرن بقلق من أن يكن موضع استهداف.
هذه النتائج تتزامن مع مبادرة مجموعة من العداءات إلى الالتقاء في وسط لندن، في إطار حملة تهدف إلى تسليط الضوء على التحديات والمخاوف التي يواجهنها في مواصلة نشاطهن البدني في الهواء الطلق مع اقتراب فصل الشتاء.
الاستطلاع - الذي أجرته مؤسسة "سينسوس وايد" Censuswide للاستشارات وأبحاث السوق، على نحو ألف امرأة في مختلف أنحاء المملكة المتحدة الشهر الماضي، من أجل حملة "هذه الفتاة تستطيع" This Girl Can (حملة تستهدف تشجيع المرأة على ممارسة الرياضة ومعالجة فجوة التفاوت في النشاط الرياضي بين الجنسين) - بين أن نحو نصف عدد النساء (48 في المئة)، لا يشعرن بالرغبة في ممارسة نشاط في الهواء الطلق بعد حلول الظلام، وأن 46 في المئة يغيرن روتين ممارسة التمارين في الهواء الطلق، أو عاداتهن، خلال الأشهر ذات ساعات النهار الأقصر.
ووجد الاستطلاع أن ستة من كل 10 نساء (60 في المئة) عبرن عن مخاوف في شأن خطر التعرض لتحرش جنسي أو للترهيب، عندما يمارسن نشاطاً بدنياً مع حلول ساعات الليل.
أظهر استطلاع للرأي على ألف امرأة في جميع أنحاء المملكة المتحدة الشهر الماضي أن نحو نصف عدد النساء (48 في المئة) المستطلعة آراؤهن، لا يرغبن في ممارسة النشاط في الهواء الطلق بعد حلول الظلام (غيتي)
الركض في أرجاء مدينة ويستمنستر مساء الإثنين بالتزامن مع استطلاع الرأي، كان الهدف منه إطلاق نقاش حول هذه القضية، كما أشارت الناشطات. وأعربت كايت ديل مديرة التسويق في كل من هيئة "سبورت إنغلاند" Sport England (التي تتبع لوزارة الثقافة والإعلام والرياضة البريطانية وتعنى ببناء نظام رياضة اجتماعية) وحملة This Girl Can، عن قلقها من أنه مع حلول الظلام، تختار عدد من النساء البقاء في منازلهن، بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة، مما يؤدي إلى تراجع مستويات النشاط البدني بين الإناث. وأشارت إلى أن هذا الاتجاه على صحة المرأة ورفاهيتها بشكل عام يشكل مصدر قلق كبير ويتطلب الاهتمام والتدخل.
وأضافت قائلة إنه "لمن الظلم أن يشعر كثير من النساء، طوال ما يقرب من نصف أيام السنة، بأن فرصهن في ممارسة النشاط البدني محدودة. حتى لو اخترنا أن نغامر على رغم هذه المخاوف، فمن الصعب أن نشعر بالمتعة والحرية والثقة التي يمكن أن يوفرها النشاط البدني، إذا كان يتحتم علينا البقاء في حال من القلق واليقظة، بالنظر من حولنا ومراقبة محيطنا".
وأشارت إلى أن ذلك "يشكل عقبة عاطفية أخرى وتحدياً إضافياً يتعين علينا التعامل معه إذا أردنا دمج النشاط البدني في روتيننا اليومي ونمط حياتنا. إن ضمان شعور المرأة بالأمان أثناء ممارستها الرياضة هو مسؤولية جماعية تتطلب مشاركة الجميع".
وخلال نقاش حول طاولة مستديرة في البرلمان البريطاني في وقت سابق من هذا الشهر، طرحت القضايا المتعلقة بالسلامة التي تواجهها النساء عندما يمارسن أنشطة بدنية، وجرى تحديد المواضيع الرئيسة ومجالات العمل لتعزيز سلامة المرأة وجعل الرياضة والنشاط البدني أكثر أماناً بالنسبة إلى الإناث.
وشملت تلك المواضيع تحسين التثقيف في شأن احترام المرأة ودعمها، وإنشاء آليات مناسبة للإبلاغ عن السلوكيات المعادية للنساء، وتخطيط المساحات المخصصة للأنشطة الرياضية والترفيهية في الأماكن العامة الخارجية بالتشاور مع النساء، لإرساء بيئة يشعرن فيها بالأمان.
وأخيراً قالت مشاركات في الحملة إن "الهدف الأكبر يكمن في معالجة ما يسمى بـ’فجوة الاستمتاع‘ - باعتبار أن النساء اللاتي يستمتعن بممارسة نشاط بدني هن أقل بنحو مليونين و400 ألف من الرجال - وذلك من خلال تمكين المجتمع ككل، بمن في ذلك مزودو خدمات ومرافق الرياضة والنشاط البدني، لجعل ممارسة النشاطات آمنة ومناسبة واجتماعية وخلق بيئة تشعر فيها النساء بالتمكين والثقة بالنفس".