تعرف على تاريخ صناعة الأجراس فى الكنيسة
تمتزج أصواتها بالمشاعر المختلطة، فبعضها يبث الأمل والبهجة، وبعضها يبث الحزن فى الأزمات، فهى عادة توارثتها الأجيال لتذكيرهم بالصلاة ووجود الله، فأصواتها الفريدة تدعو للصلاة وخدمة القداس منذ قرون وحتى اليوم.. أصوات أجراس الكنائس خفية عن الأنظار، ولكنها مسموعة للجميع حتى أصبحت تشكل طقس الحياة اليومية فى القداسات والأعياد المختلفة، وبدقة منها يلتفت جميع المواطنين إلى مصدر الصوت فيعرفون بدء القداس.
وتؤكد العديد من الروايات التاريخية، أن عادة قرع أجراس الكنيسة تعود إلى عام 400 بعد الميلاد وتحديداً إلى زمن القديس بولينوس أسقف نولا الذى خلق رابطاً ما بين الأجراس والكنيسة، ففى نهاية القرن الرابع الميلادى عندما أعلنت الدولة الرومانية أن "المسيحية" واحدة من الديانات فى الدولة، وتم استخدام الأجراس للإعلان عن بدء الصلاة فى الكاتدرائيات، بالإضافة إلى استخدامها فيما بعد انتشار المسيحية للإعلان عن الصلوات فى الكنائس كلها.
وكانت الأجراس فى القرن الرابع والخامس الميلادي عبارة عن لوح خشبى أو معدنى كبير، يحمله الراهب ويدق عليه من أجل إعلان الصلاة، والتي مازالت تستخدم حتى الآن في الأديرة البيزنطية لإيقاظ الرهبان من أجل الصلاة، مثل دير "سانت كاترين"، وأديرة "جبل أثوس" في اليونان، ودير "صيدنايا" في سوريا، إلّا أن البابا سابينيانوس شرّع رسميّاً استخدام الأجراس في عام 604، ثم إنتشرت ظاهرة الأجراس فى أوروبا الشّمالية أوائل العصور الوسطى تزامناً مع وصول الإرساليات الإيرلندية.
وبالرغم من الغزو الكهربائى لأجراس الكنائس، إلا معظم الكنائس ما زالت تحتفظ بأجراسها اليدوية والتي تتطلب مجهود من "خادم" الكنيسة لجذبه، وبما أن دقات الجرس متعددة حيث تختلف الدقات باختلاف المناسبة والظرف فكان الجرس اليدوي يتطلب آلية معينة ليُصدر تلك الرنات المختلفة، أما في حال الكنائس متعددة الأجراس الكهربائية، فأن الأمر أصبح أكثر سهولة، واختلاف تلك الرنات يعرفها المسيحى فيدرك فور سماعها ما يدور فى الكنيسة.