سفير مصر السابق بإسرائيل: مصر مستمرة بجهودها المكثفة حتى تتوقف الحرب ضد غزة
أكد السفير حازم خيرت، سفير مصر السابق لدى تل أبيب ، أن مصر لم تدخر وسعًا للتوصل إلى هدنة إنسانية بقطاع غزة، و مستمرة في جهودها المكثفة التي لم تنقطع منذ نحو خمسة أسابيع حتى تتوقف الحرب الإسرائيلية اللاانسانية نهائيًا ضد الشعب الفلسطيني الشقيق.
وأضاف السفير حازم خيرت، في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم الخميس، أهمية اتفاق الهدنة الذي توصلت إليها مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية، وما تضمنته من تبادل للمحتجزين لدى حركة حماس وإسرائيل، الأمر الذي سيعطي فرصة للمساعي السياسية والدبلوماسية أن تعلو فوق صوت الحرب والقتل والدمار، كما سيسمح بفتح ممرات آمنة للتخفيف من حجم الكارثة و المأساة التي يعيشها أهل القطاع.
وشدد على أن القيادة السياسية والدبلوماسية المصرية كرست وقتها وجهودها على مدار 24 ساعة منذ أحداث 7 أكتوبر وحتى اللحظة؛ لوقف تلك الحرب الدموية التي لم نشهد مثلها منذ العهد النازي، وعملت على حماية القضية الفلسطينية من مخطط تصفيتها، وتصدت لمحاولات التهجير القسري لأهل القطاع خارج وطنهم، وحشدت الجهود العربية والدولية، وتحدثت مع مختلف دول العالم بلغة العدل والقانون، ورفضت ازدواجية المعايير وإعطاء إسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها بدلًا من تحمل مسئوليتها تجاه الشعب والأراضي التي تحتلها.
وأردف سفير مصر السابق لدى تل أبيب أن نجاح مصر في الوساطة يرجع إلى قدرتها على التواصل مع كل من حركة حماس والحكومة الإسرائيلية، وعلاقتها المتوازنة مع كافة الأطراف، بالإضافة إلى خبرتها الطويلة في هذا الملف وفي التعامل مع الجانبين.
وتابع أن مصر تحرص كل الحرص على القضية الفلسطينية وعلى حقوق شعب فلسطين وبذلت ولا زالت تبذل جهودًا مضنية في سبيل تلك القضية العادلة، إذ أن هذا هو درب مصر منذ بداية الصراع عام 1948 وعهد الملكية مرورًا بكل رؤساء مصر.
وذكر في هذا الصدد بمساعي الدولة المصرية في كافة ملفات القضية الفلسطينية: من إقامة الدول
الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1976 وعاصمتها القدس الشرقية، و ملف الأسرى والمعتقلين بالسجون الإسرائيلية، وملف اللاجئين الفلسطينيين وحق العودة، علاوة على ملف المصالحة الفلسطينية، منوهًا بأنه لا توجد دولة بالعالم قدمت ما قدمته مصر لفلسطين وشعبها.
ورأى السفير حازم خيرت أنه يتعين على الدول العربية بذل جهد جماعي وتكاملي إزاء القضية الفلسطينية ولصالح الفلسطينيين، واصفًا التعاون والتنسيق المصري القطري في هذا الشأن مثالًا يحتذى به عربيًا، إذ يسير في طريق واحد ويصب في مصلحة واحدة، مثمنًا في الوقت ذاته الجهد الكبير الذي تقوم به اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية، لنصرة شعب فلسطين ووقف الحرب والدفع بتجاه حل الدولتين.
ونوه إلى أهمية الاستفادة و البناء على تغير موقف عدد من الدول الغربية بشكل إيجابي لصالح الفلسطينيين، تحت ضغط من شعوبهم والرأي العام العالمي الرافض لحجة "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" عبر عقاب جماعي أودى بحياة نحو 14 ألف فلسطيني، ودمر أرضهم وبيوتهم وشرد الأطفال بلا مأوى أو ملجأ يعانون الجوع والعطش والمرض والبرد.
وأكد ضرورة ممارسة المزيد من الضغط على الدول الغربية لإجبار الحكومة الإسرائيلية على وقف الحرب، لاسيما في ضوء خروج شعوب العالم الحر إلى الشوارع والميادين لاستهجان سياسة الفصل العنصري التي تنتهجها إسرائيل، بجانب ذبح المدنيين الأبرياء لاسيما الأطفال، واستهداف المنشآت والمدارس والمستشفيات ودور العبادة ومراكز الايواء والصحفيين و موظفي الأمم المتحدة المعنيين بالجهود الإنسانية والإغاثية.
وسلط السفير الضوء على حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمته أمام القمة العربية الإسلامية المشتركة بالرياض عن "الامتحان الكاشف", مشيرًا في هذا الصدد إلى أن تلك الحرب قد كشفت أمورًا كثيرة تتعلق بمصداقية المجتمع الدولي وعلى رأسه مجلس الأمن المعني بالسلم والأمن الدوليين والذي تقاعس عن الاضطلاع بمسئولياته وترك المدنيين يقتلون بشكل وحشي، فضلًا عن سياسة الكيل بمكيالين الصادرة من الدول التي طالما نادت بحقوق الإنسان والعدالة ما افقدها اليوم مصداقيتها أمام العالم.
وتوقع السفير حازم خيرت أن تشهد المرحلة المقبلة تحديات كبيرة في ظل تصريحات الحكومة الإسرائيلية ولاسيما رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حول استمرار الحرب حتى القضاء على حركة حماس وإعادة كل المختطفين وخلق واقع جديد في قطاع غزة.
وأبرز قوة الدولة المصرية وقدرتها على التصدي لمخطط إسرائيل بدفع الفلسطينيين للخروج من قطاع غزة تجاه سيناء، لافتًا إلى أن مصر التي تحظى بتقدير كافة بلدان العالم لدورها الرئيسي في حفظ السلم والامن والاستقرار في محيطها استطاعت حشد الدول الكبرى في مواجهة محاولات التهجير القسري.
وأعرب السفير حازم خيرت عن اعتقاده بأن إسرائيل ستعود وتعَدل عن فكرة تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم ولاسيما في اتجاه شبه جزيرة سيناء؛ حتى لا تخسر السلام الذي تقيمه مع مصر منذ أكثر من أربعة عقود، وخاصة أنها أدركت أن مصر، قيادة وشعبًا، تقف بالمرصاد في وجه هذا المخطط، قائلًا:"وهو ما أكده رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى أمام مجلس الشعب ، إذ حذر من أن محاولات التهجير مرفوضة قطعًا ، وأن تصدير الأزمة لمصر والمساس بأمنها القومى خط أحمر غير قابل للنقاش"