القتل في غزة يتجاوز فيتنام.. السلاح الأمريكي يزيد حصيلة الضحايا
وسط الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، ظهرت على الساحة أزمة الاستخدام البشع لقنابل أمريكية الصنع في هجمات إسرائيل على المنطقة. تشير التقارير الإعلامية إلى تفاصيل مروعة لهذا الاستخدام المكثف، الذي يظهر أنه يتفوق على العديد من المواجهات الدموية البارزة في تاريخنا الحديث
فيما ذكرتقرير من موقع بيزنس إنسايدر الأمريكي، قد استخدمت إسرائيل قنابل كبيرة أمريكية الصنع، مما أسفر عن تصاعد حدة العدوان على قطاع غزة بشكل يتفوق على بعض النزاعات الأكثر دموية في العقد الأخير.
ويظهر التقرير أن استخدام قنابل أمريكية الصنع بوزن ألفي رطل في الهجمات على غزة يفوق العديد من المواجهات الدموية في القرن الحالي، بما في ذلك حروب الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان.
أوردت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن حجم الهجمات الإسرائيلية الهائلة واستخدام القنابل الكبيرة الأمريكية الصنع في المناطق الحضرية الكثيفة أسهم في ارتفاع عدد القتلى.
في هذا السياق، أشار مارك جارلاسكو، المستشار العسكري لمنظمة السلام الهولندية والمحلل الاستخباراتي السابق في البنتاجون، إلى أن استخدام إسرائيل لمثل هذه القنابل يتجاوز أي شيء شاهده في حياته المهنية.
وقدم جارلاسكو أمثلة تاريخية تظهر أن إلقاء مثل هذه القنابل الكبيرة على مناطق مكتظة بالسكان، كما حدث في فيتنام وخلال الحرب العالمية الثانية، يعتبر أمرًا غير مسبوق. ووفقًا للتقرير، كانت القنابل الجوية الأمريكية الصنع الأكثر استخدامًا، والتي تزن 500 رطل، كبيرة جدًا بحيث لا يمكن استخدامها في مواجهة داعش، بينما استخدمت إسرائيل بحرية قنابل تزن ألفي رطل في هجماتها على قطاع غزة، وهي أيضًا من صنع الولايات المتحدة، وقادرة على تدمير مجمعات سكنية بأكملها، وفقًا للصحيفة الأمريكية.
وأشارت وول ستريت جورنال إلى أن الإدارة الأمريكية خططت لنقل قنابل دقيقة لجيش الاحتلال الإسرائيلي بقيمة تصل إلى 320 مليون دولار، وهو إعلان يثير مخاوف داخل الكونجرس وبين المسؤولين الأمريكيين نظرًا لارتفاع عدد الضحايا المدنيين جراء الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.
أجرت صحيفة نيويورك تايمز تحليلًا لصور الأقمار الاصطناعية ومقاطع الفيديو المتداولة لمعرفة أنواع الأسلحة التي استخدمها جيش الاحتلال الإسرائيلي في مجزرة جباليا. كشفت البيانات عن استخدام قنبلتين بوزن 970 كيلوجرامًا تقريبًا لاستهداف المنطقة المزعومة لها وجود أنفاق لفصائل المقاومة. تُعد هاتان القنبلتين من أكبر الأسلحة في ترسانة إسرائيل وتستخدم عادة لاستهداف البنية التحتية تحت الأرض، وتم تجهيزهما بأنظمة توجيه دقيقة. وأسفرت الهجمات الجوية الإسرائيلية حتى الآن عن تدمير أو إتلاف ما لا يقل عن ربع المباني في الشمال الفلسطيني وفقًا لتحليل بيانات الأقمار الاصطناعية.
في يوم الجمعة، دخلت هدنة إنسانية مؤقتة حيز التنفيذ لمدة 4 أيام، وهي قابلة للتمديد، بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة. وخلال الأيام الثلاثة الأولى من الهدنة، قامت حماس بإطلاق سراح 40 إسرائيليًا، بينهم نساء وأطفال، و18 أجنبيًا، بينما أطلقت إسرائيل سراح 117 أسيرًا فلسطينيًا، بينهم نساء وأطفال.
تتضمن اتفاقية الهدنة إطلاق سراح 50 أسيرًا إسرائيليًا من غزة، مقابل إطلاق سراح 150 فلسطينيًا من السجون الإسرائيلية، وإدخال مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود إلى جميع مناطق القطاع.