حملة اغتيالات وقضاء على الأنفاق ومعركة قد تمتد لعام في غزة
كشفت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يخطط لشن حملة واسعة النطاق ضد حركة حماس في قطاع غزة، من المتوقع أن تستمر لمدة عام أو أكثر.
وأوضحت الصحيفة أن الاستراتيجية الإسرائيلية تتضمن عدة مراحل، تبدأ بتوغل القوات البرية داخل المناطق الجنوبية من القطاع، بهدف شن عمليات اغتيال لقادة كبار في فصائل المقاومة وتدمير ما تبقى من بنى تحتية والقضاء على قدرة الحركة على الحكم. كما تسعى الخطة إلى تفكيك شبكة الأنفاق التي تستخدمها المقاومة، وفق مصادر مطلعة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الخطة العسكرية الإسرائيلية تبدو مرنة إلى حد ما، إذ يمكن تمديدها أو إنهاؤها بناءً على الظروف الميدانية والتطورات السياسية. لكن مراحلها الأساسية تتضمن هجوماً برياً مكثفاً يستمر حتى أوائل العام المقبل، يليه مرحلة "انتقال واستقرار" تصل حتى نهاية عام 2024.
وكانت هدنة إنسانية بين الجانبين انتهت صباح الجمعة دون تمديد، مما يؤكد استعداد إسرائيل لاستئناف حملتها العسكرية بوتيرة أشد قسوة. وقال جيش الاحتلال إنه يعاود "القتال ضد حماس" بعد انتهاء الهدنة.
وأشار أحد المصادر للصحيفة إلى أن العملية الحالية "السيوف الحديدية" لن تكون محددة المدة كالعمليات السابقة، لكنها مفتوحة قد تستمر حتى تحقيق أهدافها حتى لو استغرق ذلك سنة أو أكثر.
ومنذ فجر اليوم السبت 2 ديسمبر، كثف الطيران جيش الاحتلال الإسرائيلي، قصفه على المناطق الشرقية في خان يونس ووسطها بأحزمة نارية، إلى جانب قصف من الزوارق الحربية والمدفعية.
ودمرت طائرات الاحتلال مسجد عبد الله عزام غربي خان يونس.
وفي السياق ذاته، شنت طائرات الاحتلال سلسلة غارات على القرارة شمال شرق خان يونس ودمرت أربعة منازل بشكل كامل، كما قصفت مسجد الاستقامة، ومسجدي أسامة بن زيد وعثمان بن عفان، شمال القرارة.
واستشهد 200 مواطن معظمهم من النساء والأطفال، منذ انتهاء الهدنة الإنسانية المؤقتة صباح أمس الجمعة.
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي، استُشهد أكثر من 15 ألف فلسطيني، بينهم 6150 طفلًا، وأكثر من 4 آلاف امرأة، إضافة إلى أكثر من 37 ألف جريح، في حصيلة غير نهائية.
وما زال الآلاف من المواطنين في عداد المفقودين، يُرجّح أن يكون غالبيتهم استشهدوا تحت أنقاض منازلهم، ولم تستطع طواقم الإسعاف والإنقاذ من انتشالهم حتى اللحظة.