32 عاما علي غَرَقَ العبّارة سالم إكسبريس بالبحر الأحمر
غَرَقت "العبّارة سالم إكسبريس" أمام سواحل سفاجا المصرية بالبحر الأحمر.. خلال رحلة بين مدينتَيْ: جدّة والسويس، بعد اصطدامها للشعاب المرجانية قبل منتصف ليل الرابع عشر من ديسمبر 1991م..وهو ما أسفر عن مصرع 476 شخصًا من إجمالي 624 راكبًا كانوا على متنها.
تسبب الاصطدام في أن تفتح الشعاب أسفل بَدن السفينة الأيسر المغمور تحت سطح الماء فتحة مساحتها تقدر بنحو 10 أمتار مربع بسهولة، فتدفقت إليها آلاف الأطنان من ماء البحر الذى ملأ غرفة الماكينات وجميع حجرات السفينة، فغرقت كُلها بعد حوالي 7 دقائق فقط.
أبلغَ رُبّان السفينة
"حسن مورو" ميناء سفاجا الساعة 11 مساءً، بأنه سيدخل منطقة الشمندورات خلال نصف ساعة، ثم أردفها برسالة أنه يعاني من جنوح السفينة نتيجة اصطدامها بالشعاب المرجانية الموجودة في جنوب الميناء على بُعد 16 كيلو متر، من الميناء
وأنه يتعرّض للغرق وطلبَ الإنقاذ والنجدة الفورية نظرًا لاندفاع الماء داخل السفينة، وميلها 14 درجة تمامًا
على الرغم من وضوح إشارة الاستغاثة وضرورة التحرّك الفوري لإنقاذ الركاب، إلا أن السلطات المصرية لم تتحرك إلا في الساعة 8 صباح اليوم التالي.. أي أن الركاب تُركوا أكثر من 9 ساعات كاملة مُعرّضين للمياه الباردة والرياح العاتية مع عدم وجود أدوات إنقاذ، بالإضافة إلى أسماك القِرش القاتلة
اتصلت إدارة ميناء سفاجا بمحافظ البحر الأحمر، في الساعة الثالثة فجرا، ولكنه لم يستيقظ إلا في السادسة صباحا
كان إجمالي عدد الناجين من الحادث 178 راكبًا، حيث لم يتم إخلاء العبّارة بالطريقة الطبيعية بنزول القوارب، ولكنها احتكت بالشعاب المرجانية، وتدفقت المياه داخلها، ثم غرقت في دقائق.
تعتبر المنطقة التي غرقت فيها العبّارة سالم إكسبريس، هي منطقة جحيم للمتواجدين بالمياه، حيث أنها مليئة بأسماك القرش والباراكودا، وبالرغم من هذا فقد نجت ممرّضة العبّارة التي ظلت تسبح لمدة 8 ساعات كاملة حتى وصلت إلى الشاطيء.
نجا أحد أفراد الطاقم بعد أن ظل يسبح لمدة 35 ساعة كاملة.
كان المشهد الحزين يُخيّم على مدينة سفاجا، و أكثر من 300 جثة تقبع داخل العبّارة تحت المياه الباردة، بين فَكَّيْ القِرش والباراكودا والأسماك القاتلة التي سبقت المسؤولين المصريين في الوصول لموقع الحادث.
والمفاجاة وجدوا جثة القبطان "حسن مورو"
في اليوم الثالث، داخل كابينة القيادة، ولم تجد زوجته وذويه غير (سيارة نصف نقل مكشوفة) لنقله إلى مدينة الإسكندرية لدفنه هناك
وظل نائب قائد السفينة، القبطان محمود محمد إسماعيل (ابن محافظة الوادي الجديد) والمشهور بـ "غول البحر"، يفعل المستحيل، ويُقدّم مجهودات خرافية لإنقاذ الركاب، حتى انفلقت بقايا السفينة فجأة - وهو على سطحها - من شدة المياة التي غمرتها، فسقط داخلها مغشيا عليه، من قوة الاصطدام، ومن التعب...ليكون شهيدا
رَوَى شهود العيان في ذلك الوقت أن معظم الركاب صعدوا إلى السطح أثناء الدقائق السبع، ورفعوا أيديهم متضرعين إلى الله
لم يستطع أفراد الطاقم في ذلك الوقت إنزال قوارب النجاة، أو حتى الرمّاثات، غير أن أكثر من قارب ورمّاث طفا بعد الغرق بقدرة الله لإنقاذ بعض الركاب، وغرق كثيرون ممن كانوا يرتدون سترات النجاة، ومن الركاب من نجا بمعجزة عن طريق الإمساك بجركن مصنوع من البلاستيك فارغ ومغلق، أو بجثة راكب شِبه طافية ترتدي سُترة نجاة غير صالحة، أو بباب خشبي طفا فوق أمواج البحر الأحمر التى صارت بفعل ظلام الليل
ومن القصص: نجاة رجل مشلول، بينما غرقَ أخوه السليم، ومن روايات شهود العيان، كانت قصة أسماك الدولفين التي ساعدت الغرقى ..فقد نجح الدولفين - صديق الإنسان - في إنقاذ بعض الركاب، واستطاعت الدلافين مساعدتهم وتوصيلهم للشاطيء سالمين
تاريخ السفينة:
(بدأَ بناء وهيكلة السفينة في يونيو 1963م، بفرنسا، ثمّ تشغيلها بشكلٍ تدريجيّ في نوفمبر 1964م، قبل أن تُسلَّمَ في يونيو من عام 1965م، إلى شركة خاصّة في مرسيليا.
كانت السفينة تحملُ في البداية اسم فريد سكاماروني (بالفرنسية: Fred Scamaroni) أحد زعماء المقاومة الفرنسية، في الحرب العالمية الثانية.
تأخَّر إبحارُ السفينة رسميًا بسببِ حريقٍ شبَّ في غرفة المحرّك في 26 يونيو 1966م، لكنها أبحرت في نفس الشهر - بعد عمليّات الإصلاح - في أول مسارٍ لها بين مديتي مرسيليا - أجاكسيو.
تعرَّضت السفينة المشؤومة خلال 22 عاما، لعشرات الكوارث في فرنسا، ولذا قررت الشركة المالكة بيعها.
تم بيع السفينة عام 1988م، لإحدى الشركات التي يديرها الحاج سالم عبد الرازق، بالسويس، والذي أطلق عليها اسم: (عبَّارة سالم إكسبريس) وكان مسارها المُقرَّر بين السويس المصرية، ومدينة جدة في المملكة العربية السعودية