”قضايا المرأة” تفتح ملفات جرائم التحرش الجنسي بالأطفال والاغتصاب الزوجي والتربية الجنسية
أقام برنامج الحقوق الصحية والإنجابية بمؤسسة قضايا المرأة المصرية، مائدة حوار بعنوان "أهمية إدماج الصحة الإنجابية والتربية الجنسية بالمناهج الدراسية"، حول أهمية وجود موادا بالمناهج الدراسية تقدم التوعية في مجال الصحة الإنجابية والتربية الجنسية للطلاب بالمدارس في مختلف المراحل التعليمية.
في بداية المائدة تم الوقوف دقيقة حداد على أرواح شهداء غزة، ثم تحدث شريف جمال المدير التنفيذي بمؤسسة قضايا المرأة المصرية، حول أهمية طرح ملف الصحة الإنجابية والتربية الجنسية، خاصة في ظل وجود جرائم كالتحرش الجنسي والاغتصاب الزوجي، والتي تعود في نسبة كبيرة منها إلى قلة الوعي بمفاهيم الصحة الإنجابية والتربية الجنسية السليمة للنشء منذ طفولتهم، لذلك من المهم تقديم المعلومات والتوعية من مصادر موثوقة من قبل المؤسسات التعليمية الرسمية، ومن هنا بدأت الفكرة والحديث حول المطالبة بضرورة وجود منهج خاص بالصحة الإنجابية والتربية الجنسية يتم تدريسه بالمدارس.
قامت بإدارة الحوار دكتورة منى أبو طيرة أستاذ علم النفس بكلية الآداب، جامعة عين شمس، واستشاري التدريب والعلاج النفسي، وأكدت في بداية حديثها خلال مائدة الحوار على أهمية أن تكون هناك توعية بالصحة الإنجابية والتربية الجنسية خاصة مع وجود تغيرات مجتمعية كثيرة، وأنه "آن الأوان أن ترفع النعامة رأسها من الرمال".
وأشارت أبو طيرة إلى أن التربية الجنسية بالمدارس ليست رفاهية، بينما قالت ماجدة سليمان مديرة برنامج الحقوق الصحية والإنجابية بمؤسسة قضايا المرأة المصرية، قالت: " مؤسسة قضايا المرأة المصرية عملت على مدار سنوات طويلة في مجال التوعية في هذا الملف منذ عام 2004 ، حيث تم القيام بتدريب رائدات صحيات في مجال التثقيف الصحي حتى يستطيعوا القيام بدور في التوعية، بالإضافة إلى تقديم التوعية من خلال تدريبات وندوات للشباب والشابات حول موضوعات خاصة بالصحة الإنجابية وختان الإناث وتزويج الطفلات..إلخ."
وأضافت ماجدة سليمان:" في عام 2007 كانت الانطلاقة نحو التوعية بالمدارس من خلال التعاون مع مكتب الخدمات المدرسية بمنطقة شمال الجيزة، وقدمنا العديد من الندوات بالمدارس منذ ذلك الحين وحتى وقتنا الحالي، حيث وصل الطلاب المستفيدين من هذه الندوات والأنشطة بالمدارس إلى حوالي 10884 طالب وطالبة من المراحل التعليمية المختلفة فى ١٦١ مدرسة، بالإضافة إلى الطلاب من ذوي الإعاقة بمدارس التربية الفكرية، كما تم تقديم التوعية للاخصائيين النفسيين والاجتماعيين بالمدارس، ولم نغفل دور أولياء الأمور وتم تقديم ندوات متخصصة لهم حضرها 2100 من الأباء والأمهات على مدار السنوات الماضية. " وخلال المائدة تم عرض مجموعة من الفيديوهات حول أنشطة وعمل برنامج الحقوق الصحية والإنجابية بمؤسسة قضايا المرأة المصرية في مجال الصحة الإنجابية.
الدكتورة إيمان عزت، مؤسسة مبادرة "حماية" لتوعية الأطفال والأسرة عن التحرش، تحدثت حول مبادرة حماية وعملها خلال السنوات القليلة الماضية، مع مختلف المراحل العمرية بداية من الطفولة المبكرة وحتى مرحلة الجامعة، من خلال استخدام الأعمال الفنية والأغاني والأنشطة المختلفة، كما عرضت لكتيب لها بعنوان: "هقول لا ومش هخاف" حول كيفية التصدي لجرائم التحرش الجنسي بالأطفال.
الدكتور مسعد مصطفى- مدير عام الإدارة العامة للتربية البيئية والسكانية والصحية، بوزارة التربية والتعليم، والتعليم الفني سابقا، قال:" إن الصحة الإنجابية جزء مهم من الصحة العامة للإنسان، وهناك اعتراف من قبل وزارة التربية والتعليم بأهمية الصحة الإنجابية ودمج الموضوعات الخاصة بها داخل المناهج الدراسية، لذلك فإن دور المدرسة والمناهج الدراسية مهم جدا فيما يتعلق بالتوعية بقضايا الصحة الإنجابية، وليس هم فقط بل الأب والأم لهم دور لذلك من المهم عدم إغفال دورهم وتقديم التوعية لهم."
الدكتور طلعت حكيم أستاذ علم النفس الإكلينيكي بجامعة عين شمس أشار إلى أن المناهج الدراسية الحالية لا تتضمن أجزاء تتعلق بالصحة الإنجابية والتربية الجنسية، لذلك من المهم أن تكون لدينا مناهج مدمج بها موضوعات في هذا الشأن لتقديم صورة نقية نحو التعامل مع الجنس الأخر، من خلال مصادر علمية موثوقة يتم دمجها بالمناهج الدراسية.