المستشار محمد سليم: اسرائيل تنتظر عزلة سياسية وعسكرية واقتصادية بعد حكم إدانتها من المحكمة الدولية
توقع المستشار محمد سليم، رئيس المكتب العالمى للمحاماة والاستشارات القانونية، وعضو اللجنة الدستورية والتشريعية بمجلس النواب المصرى السابق، بشكل كبير صدور قرارات من محكمة العدل الدولية في صالح قطاع غزة بشأن الدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل بتهمة ارتكاب إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني الذى يشهد جرائم حرب وإبادة جماعية لابنائة وبنيتة التحتية ، سوف يضع إسرائيل في موقف إشكالي للغاية على الساحة الدولية، خاصة وإن المحكمة الدولية تتمتع بسلطة إصدار "تدابير (أوامر) مؤقتة" في الحالات العاجلة، وقد تكون هذه أمرا لإسرائيل بعدم ارتكاب جرائم إبادة جماعية، ووقف إطلاق النار فوراً و السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل غير محدود"، وهو ما يسهم بالإضرار بمكانتها الدولية، وخلق رأي عام دولي مناهض لها، وزيادة المقاطعة الدولية لها، والامتناع عن تزويدها بأسلحة، وفرض عقوبات عسكرية واقتصادية عليها، وقطع علاقات سياسية واقتصادية معها.
وأوضح" سليم "، في تصريحات خاصة لـ"بوابة الدولة الاخبارية"، أنه يمكن أن يؤدي هذا الضغط إلى إجراء تحقيق في المحكمة الجنائية الدولية وتساعد قضاة المحكمة الجنائية الدولية في ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين وتقديمهم ومثولهم أمامها، لأن محكم العدل هي محكمة دول، بينما الجنائية محكمة أفراد وتساعد أفراد في تحميل المسؤولية الجنائية والشخصية عن جرائم الحرب والإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجريمة العدوان.
ولفت" سليم "، إلى أنه ليس لدى المحكمة قوة شرطة أو عسكرية لتنفيذ أحكامها، إلا أنه إذا انتهكت إسرائيل أوامر أو أحكام المحكمة، فستنظر إليها دول عديدة من منظور سلبي للغاية، مما سيُضر بمكانة إسرائيل في الساحة الدولية، وقد تمتنع دول عديدة عن بيع أسلحة لها، وفرض عقوبات ضد الشركات الإسرائيلية".
وقال " سليم " إن حكم الإدانة ضد إسرائيل من المحكمة الدولية ، يدفع بعض الدول إلى الاستشهاد به في مجلس الأمن في جهودها لفرض عقوبات عسكرية واقتصادية على إسرائيل".
وتابع قائلا: كما ستنظرالى الحكم الصادر من المحكمة الدولية ، دول ومنظمات مختلفة على أنه تأكيد على أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين، وتستخدمها كذريعة لقطع العلاقات السياسية والاقتصادية وخلق رأي عام مناهض لها في وسائل الإعلام المختلفة والجامعات لخلق .
واستكمل" سليم "، إن صدور حكم ضد إسرائيل والضغط الشعبى العالمى يمكن أن يؤثر حتى على إدارة (الرئيس الأمريكي جو بايدن الداعم لتل أبيب في عدوانها على غزة) إلى درجة أنها قد تقيد مبيعات أنظمة الأسلحة لإسرائيل".
ويشن الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر الماضي، عدوانا على غزة خلّف أكثر من 23 ألف شهيد و59 ألفا و410 جرحى، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.