الفقر والعنف والتفكك الأسري.. أسباب كارثية وراء ظاهرة الدعارة في المجتمع (صور)
تبقى مهنة الدعارة صورة من صور عبودية المرأة التي تؤدي الى سقوط حسها وموت شعورها وهذا نتاج وسبب لبيئة متخلفة محيطة بها، علاوة على الفقر والبطالة , العنف والتفكك الأسري , المخدرات , الضياع , العنف ,الأغتصاب , الظلم , المتعة الشخصية , المشاكل الإجتماعية والنفسية ، الضعف ، الزوج يدفع احياناً زوجته تحت التهديد ، الإضطهاد، الحروب ، وزرع فقر العقول،وفقر المادة فتُعدمْ الثقافة لتبقي نفوذها وهيمنتها على العقول أأمام تلك الأسباب تتزايد نسبة النساء البائعات لأجسادهنّ بشكل ملفت للأنظار، حيث كلما تردت اوضاع اي بلد ثقافيا كلما جرّت خلفها ذيول خرابها الأقتصادية ومنها ستتفاقم اجتماعيا وستشهد حتماً امتهان النساء لتلك المهنة المُهينة لكرامتهنّ , فمن ادنى حقوق المرأة هي ان تعيش حياتها بالحرية التي تجعلها ممتلكة لكرامتها وانسانيتها , وتقل هذه النسبة كلما كان البلد أكثر نهوضاً بثقافته واستقرراً بوضعه الأقتصادي ومن ثم الأجتماعي .
غياب التكافل الاجتماعى والبرامج الاجتماعية المؤثرة وعدم تلبية متطلباتهم بدون ان يُجبر الأنسان فيها على اذلال نفسه وكرامته ببيع آخر ما تبقى له وهو جسده بعد ان سلبه المجتمع انسانيته , فيجدن في الدعارة الوسيلة الوحيدة التي تؤمّن إعالة أولادهن! وغالباً ما تنتمي المرأة التي تندرج في هذه الفئة، إلى بيئة فقيرة لم تتح لها تلقي العلم والثقافة، وحرمتها بالتالي من فرصة الحصول على وظيفة محترمة أو مزاولة مهنة تدر عليها دخلاً لائقًا يقيها العوز والحرمان
في هذه الحالة، التي تترافق عادة مع غياب المعيل لأسباب مختلفة، تجد المرأة أن جسدها هو الوسيلة الوحيدة التي تدر عليها المال من دون القيام بجهدٍ كبير، بصرف النظر عن الإساءات المعنويّة والجسدية التي يمكن أن تتعرض لها من جراء ممارسة الدعارة.
عقدة النقص
ويشير الدكتور خوري إلى فئةٍ أخرى من النساء اللواتي اتجهن إلى هذا المجال لأسباب نفسيّة. فالمرأة في هذه الفئة، هي في العادة أقل جمالًا من الأخريات. وهي ممّن يعانين مركّب نقص، حيث تشعر بأنها غير مرغوب بها أو أنها مرذولة في مجتمعها. يقابل هذا الشعور المرَضي، رغبات وحاجات غرائزيّة، تدفع بها إلى ممارسة البغاء بهدف مقاومة الشعور بالرفض الذي يتملّكها، فتغطّي بذلك عقدها النفسيّة وشعورها بالنقص، وتجد نفسها في الوقت عينه، منتجة مادّيًا!
رغبات جامحة
وهناك فئة أخرى، تعاني حالة مرضيّة تعرف طبيًّا باسم Nymphomania. وتكون لهؤلاء النساء عادة رغبة جنسية فائضة عن الحد الطبيعي، فيسعين إلى إشباع غرائزهن وإرضاء رغباتهن التي لا ترتوي. وتتميز النساء اللواتي يندرجن في هذه الخانة، برغبتهن القوية في استمالة الجنس الآخر، علما أنهن يفخرن بكثرة الشركاء، ويتباهين بكثافة المعجبين، إذ يعتبرن أن ما وصلن إليه يعكس مقدار جمالهن ضحايا بيئتهن.
هناك أيضًا فئة المُكرهات على ممارسة الدعارة من قبل أبٍ أو زوجٍ أو قريبٍ. وتنتمي المرأة في هذه الفئة إلى بيئة تتّصف بالجهل وغياب الثقافة والأخلاق، إضافة إلى التفكّك الاجتماعيّ والأسري. وهي في هذه الحالة، تجد نفسها ضحيّة رجلٍ جاهلٍ يؤجّرها كالسلعة لكل من يدفع ثمنًا جيّدًا، فإن حاولت عدم الطاعة، تعرّضت للضرب والإهانة من الشخص الذي يفترض به أن يصونها ويحميها. في الإطار نفسه تندرج فئة النساء اللواتي يقعن ضحيّة الإتجار بالبشر.
فالواحدة منهن يغرّر بها من قبل قوّادٍ يعرض عليها العمل خارج بلدها في مجالات مختلفة كالفن أو خدمة المطاعم أو الفنادق وغيرها، لتجد نفسها في بلد غريب مكرهة على ممارسة الدعارة، وغير قادرة على الفرار. طريق العودة
هل يمكن للمرأة التي اختارت طريق الدعارة العودة عنها؟ وهل يساعدها العلاج النفسي في تخطّي مشكلتها؟
عندما تمتهن المرأة الدعارة بسبب الفقر، وعندما تكرَه على هذا العمل، يصبح الخروج منه أمرًا صعبًا، والأصعب منه التأقلم مع المجتمع وإيجاد فرصة عمل. فالمرأة التي تمارس الدعارة كوسيلة عيشٍ، تجد نفسها بعد ترك المهنة، من دون مصدر عيش، وهي في الأساس لم تكن مؤهّلة لممارسة وظيفة محترمة، ما يجعلها تعود إلى نقطة الصفر.
ونحمد الله أن بعض النساء يلقين الدعم من المؤسّسات الإنسانيّة التي تساعد المكرهات منهنّ على التخلص من مهنة الدعارة، وقد تساعدهن في تأمين وظيفة في مؤسّسة ما، لكنّها لا تستطيع أن تضمن لهن عدم الوقوع في فخ التحرّش الجنسي من قبل رب العمل وغيره، نظرًا لماضيهن الذي يشجّع الآخرين على القيام بمثل هذا التصرّف.
أمّا بالنسبة إلى النساء اللَّواتي اتجهن إلى الدعارة لأسبابٍ نفسية، فهؤلاء يحتجن إلى علاج نفسي لدى اختصاصيين بغية إيجاد الحلول المناسبة لكل حالة. مثلًا، المرأة التي تعاني مركب نقصٍ يمكن أن يساعدها العلاج في اكتشاف مواهبها وقدراتها الذاتيّة وفي توظيفها في المكان الصحيح، والتخلّص بالتالي من عقــدة النقــص.
إن مناقشة ظاهرة الانحراف الجنسي، أو البحث في أسبابها وتداعياتها كآفة اجتماعية سلبية تستحق منا ومن كل إنسان يعتز بإنسانيته وبأخلاق الآباء والأجداد أن لا نقف منها موقف متفرج بل يجب التصدي لها قدر الإمكان، وان نتبع رسول الأمة (ص) حيث يقول "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه، وذلك اضعف الإيمان"، لذا إن إظهار أسبابها ومسبباتها ودوافعها وتداعياتها وخاصة إفرازاتها الضارة الكبيرة على مستوى المجتمعات أو حتى الدول، تستدعي دراستها دراسة مستفيضة لما لهذه القضية الأثر الضار على بنية المجتمع وتماسكه بشرائحه وطبقاته المتدرجة، إلى جانب كل هذا فإنها تقوم على تخريب الحالة الاجتماعية من أساسها، لأنها آفة خطيرة كما لها تشعباتها الكثيرة، فهي تتغلغل لتفعل فعلتها وخاصة بتفكيك الأسرة وأواصرها الودية والروحية والدينية والإنسانية، من ثم تقودها إلى الانزلاقات الأخلاقية المشينة حتى تسقط به إلى الدرك الأسفل من الانحطاط الإنساني والديني ليتعرى من جميع القيم والأخلاقيات النبيلة.