دول إقليم شرق المتوسط بالصحة العالمية : العالم فقد بوصلته الأخلاقية لفشله في فرض وقف إطلاق النار بغزة والسودان
أكدت الدول الأعضاء في إقليم شرق المتوسط حول عمل منظمة الصحة العالمية في مجال الطوارئ الصحية أن العالم فقد بوصلته الأخلاقية عندما فشل في فرض وقف دائم لإطلاق النار في الحربين الدائرين في قطاع غزة والسودان.
جاء ذلك في بيان للجمهورية العربية السورية باسم الدول الأعضاء في الإقليم تلاه وزير الصحة السوري الدكتور حسن الغباش أمام أعمال الدورة الـ154 للمجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية المنعقدة في جنيف بسويسرا، المستمرة حتى الـ27 من الشهر الجاري، وفقا لوكالة الأنباء السورية (سانا).
وقال الغباش إن الإقليم عانى من حالات طوارئ متعددة على مدى سنوات، مشيراً إلى أن العام الماضي كان الأسوأ على الإطلاق نتيجة الزلازل المروعة التي ضربت كلاً من أفغانستان والمغرب وسوريا، وحصدت آلاف الأرواح، كما اجتاحت الفيضانات ليبيا، وعصف الجفاف بالصومال، الأمر الذي تسبب في عشرات آلاف الوفيات بين الأطفال، والتي كان من الممكن تجنبها.
وأضاف أن منظمة الصحة العالمية وثقت 73 حالة تفش مرضية خلال العام الماضي، وهو ضعف العدد الذي تم توثيقه خلال عام 2021، وذلك في تواصل مستمر لفاشيات الأمراض وأوبئة الحصبة والكوليرا وحمى الضنك، وهذا الأمر ما هو إلا انعكاس لتدهور النظم الصحية بسبب النزاعات وهشاشة الدول وتغير المناخ.
وأشار إلى أن الأزمات الأكثر إثارة للقلق في الوقت الراهن هي ما تشهده الأراضي الفلسطينية المحتلة، وما يقاسيه السودان، حيث إن عمال الإغاثة في غزة يشهدون أقسى وأشد الظروف مع تصاعد العنف، بينما تكافح وكالات المعونة من أجل تقديم المساعدة، وفقد ما يزيد على 23000 من سكان غزة حياتهم في حين جرح حوالي 50 ألف شخص، بينما أدت الأحداث في السودان إلى تشريد عدد كبير من الأشخاص.
وقال الغباش "لقد فقد العالم بوصلته الأخلاقية عندما فشل في فرض وقف دائم لإطلاق النار في هاتين الحربين"، مشيراً إلى أن العالم يجب أن يشعر بالخجل لما يظهره العاملون الصحيون في الخطوط الأمامية في غزة والسودان وغيرهما من شجاعة بطولية وتضحيات كبيرة.
وأشاد بفعالية استجابة منظمة الصحة العالمية ودولها الأعضاء، مشيراً إلى أن هذه الاستجابة لا تكفي دون حلول سياسية، وعمليات سلام وإجراءات بشأن العمل المناخي والأمن الصحي والالتزام بالإنسانية المشتركة.