نظير عياد: الفكر الأشعري نجح في تعامله مع قضايا الواقع ومشكلات المجتمع قديمًا وحديثًا بموضوعية واعتدال
شارك الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية د. نظير عياد في فعاليات ندوة تثقيفية بجناح مجلس حكماء المسلمين بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، تحت عنوان: «خصائص الدرس الأشعري في ضوء التحديات المعاصرة»؛ وذلك بحضور د. سمير بودينار رئيس مركز الحكماء للسلام.
وقال الأمين العام خلال الندوة، إن مناقشة هذا الموضوع جاء في وقته لأن الإمام الأشعري ينظر إليه على أنه علم فريد، ومع ذلك لم يخل زمان من الأزمنة من التطاول على معتقده أو التقليل من شأنه، فيأتي هذا اللقاء لتصحيح المسار حول هذه الشخصية، ويعطي إشارات واضحة على أهمية هذه الشخصية، وبيان التناول العلمي لها، والذي يكشف على أنه هذه الشخصية حاضرة في الأذهان والبحث العلمي، في مختلف الأزمان.
أضاف عياد أن الإمام الأشعري وضع مذهبًا اعتمد فيه عما نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم وسار عليه السلف الصالح، وهذا ما أكده الإمام الأشعري في كتبه التي نقلت إلينا، مشيرًا إلى أن الإمام الأشعري شخصية فريدة استطاعت أن تمزج بين العقل والنقل من جهة، وبين العقل والعاطفة من جهة أخرى، وأن الأمة الإسلامية تلقت هذا المذهب بالقبول وذلك لنظرتهم الموضوعية، وفكرهم المعتدل، وقبولهم للرأي الآخر، والتعايش معه.
أوضح الأمين العام أن هناك جهود حثيثة من المؤسسات العلمية في تعزيز الفكر الوسطي وفي مقدمتها الأزهر الشريف، والذي ينظر نظرة معتدلة إلى الإرث الحضاري لعلماء الأمة الإسلامية، إضافة إلى القضايا الجدلية والشبه الفكرية التي يعالجها الأزهر الشريف من خلال الفكر الأشعري؛ حيث قام على تصحيح كثير من الأفكار والقضايا المهمة المتعلقة بالواقع ومشكلات المجتمع؛ حيث خطا الأزهر خطوات عملية من بينها إنشاء مركز الإمام الأشعري، والعمل على مواجهة القضايا الجدلية بإبداء الرأي فيها من خلال الفكر الأشعري، والمساهمة في إخراج جانب كبير من تراث هذا المذهب من خلال مراكز علمية بحثية متخصصة، إضافة إلى الشركات العلمية التي عقدها الأزهر الشريف مع الجهات والمؤسسات المهتمة بالفكر الأشعري.
أشار عياد إلى أن أسباب شيوع الفكر الأشعري وانتشاره كثيرة منها: القدرة التي تميز بها في تعامله مع قضايا الواقع ومشكلات المجتمع قديمًا وحديثًا، كما أن ما يحسب له أنه لم يكن مندفعًا أو متسرعًا أو يتصرف عن هوى في معالجة القضايا الفكرية المختلفة ولعل أهمها قضية التكفير، وقضية الإلحاد المعرفي، وقضية التطرف سواء التشدد في الدين أو التسيب فيه، كما يمكن للمذهب الاشعري أن يواجه جل مشكلات العالم؛ حيث قام بمواجهة العديد من القضايا قديما، وحديثا، إضافة إلى الانفتاح على الثقافات الأخرى.
أكد الأمين العام أن البحث في القضايا العقدية والفكرية ينبغي أن ينطلق من واقع العالم الإسلامي، كما يجب أن يكون مرتبطا بين العلم والدين، وأهمية الإيمان بقضية تجديد الدرس الكلامي والعقدي، وضرورة النظرة الشاملة لعلم العقيدة.