الكاتب الصحفى مجدى سبلة يكتب .. ( التقشف هو الحل )
قد يغضب منى البعض لكتابة هذا المقال في هذا التوقيت الذى يعانى منه معظم المصريين بسبب الاسعار لكننى اكتب بدافع الإيجابية مع اعترافي أن هناك أوجه تقصير لدى الحكومة في السنوات الماضية في إدارة السياسات الاقتصادية أدت إلى تردى الأوضاع في البلاد في العديد من الملفات لكن لم يعد ينفع البكاء على اللبن المسكوب نتمنى إنقاذ مايمكن إنقاذه ..
لكن نظرا للأوضاع الإقليمية والحدودية والعالمية وخطط التطويق حول هذه الدولة المصرية ورئيسها التى تأتى متزامنة للوضع الاقتصادى الخانق لم يعد أمام المواطن المصرى سوى التقشف والصبر والتحمل على تجار الاحتكار والأسعار لدرجة أن تحمل تلك الأوضاع تصل إلى أنها واجب وطنى لان حزمة الظروف التى تواجه الدولة ورئيسها تجعلنا نتحمل مع العلم اننا لن نصمت عن فساد أو تكاسل لأننا في اختبار تاريخي شديد الصعوبة.
لدينا وضع اقتصادى داخلى يتلاعب فيه الدولار بالاقتصاد المصرى قاصدا تقليب المواطن على دولته وربما تنتظر الأجهزة المعادية وأصحاب الأجندات السوداء تلك اللحظة .
نحن لديناوضع إقليمي غير مسبوق و حدودنا ملتهبة وخنق وتطويق للدولة ولم يكن أمامنا سوى تحمل هذه الظروف الصعبة لان سمة الشخصية المصرية الصبر والحفاظ على الدولة مهما كلفنا الامر وهذا دأب المصرين .
نعم في ظل ارتفاع الأسعار وعدم ضبط الأسواق المبرر احيانا والغير مبرر في معظم الاحيان وخضوع المصرين لتجار لا تعرف سوى الاحتكار طريقا للثراء الحرام وأصبح المستهلك هوالضحية أمام كل هذا التلاعب وتضارب الاسعار وهناك كارهين ينتظرون تقليب المواطنين على الدولة ورئيسها .
وحتى نكف عن مطالبة الدولة وإيجاد طريقا لتخطى هذه الأزمة الاقتصادية التى تمر بها البلاد علينا أن نبدأ بأفكار لمبادرات للتقشف من تلقاء أنفسنا وليست مفروضة علينا لإيجاد حل ..
مثلا اذا اعتبرنا مثلا شريحة الفلاحين وسكان القرى واقترحنا عليهم أنه لابد أن يعودوا إلى الحياة القديمة كالافران البلدى وطحين القمح والذره والعجين والخببز وحلب الأبقاروالجاموس وطهي الفول المدمس كما كانوا وصناعة الجبن بالحصير وزراعة بعض ما يستهلكونه على قراريطهم وفدادينهم والعودة إلى الحياة الأولى قبل ٥٠ عاما ربما أنه حل يخفف عمليات الاستهلاك النمطي لبعض السلع وعلينا أن نتخلى عن معظم سلع الرفاهية المستورده
هذا هو قدرالمصريين وعليهم أن يستسلموا لهذه المبادرة ربما أن ننقذ نصف سكان مصر وهم سكان القرى والريف مما يسهل تصرف الحكومة للنصف الآخر من سكان الحضر .
هذا مصيرنا فمن لديه قيراطين ارض زراعيه فليحافظ عليهم لكن يبقي سكان القرى اللذين لم يكن لديهم أسهم زراعيه ماذا سيصنعون فى النهاية هم أخف وطأة من سكان المدن .
ومن جانب آخر على صناع هذه الدولة أن يعتمدوا بشكل كبير على تحسين وتسويق المنتج والمكون المحلى وتقليل السعر على المستهلكين حتى وإن كان المنتج سيصبح اقل جودة .
وايضا على المصريين التخلى بشكل ملحوظ عن سلع الدولار والاعتماد على المنتج المصرى مهما تكلف الأمر من تنازلات .
مثلا نحن لدينا عادات وتقاليد لتجهيز العرائس من ابناىنا لابد من التخلى عن طلباتهم المغالى فيها وشراء المصرى كنوع من المشاركة مساهمة في ظروف الدوله ..
وفي خطط الدوله للخدمات والمرافق العامة لابد أن نعتمد على منتجاتنا ونقلل استهلاكنا ونرشده لكى نمر من ازمتنا ونقلص اعتمادنا على الدولار الذى هز اقتصادنا وعرضنا لعدم الاستقرار.
ومن الإيجابية أيضا لم نستسلم للبكاء بل علينا أن نشارك في حل الأزمة لكى نمر منها بسلام حتى لو تطلب الأمر وتحملنا عام أو عامين من الصبر ونعتبره تقشف مؤقت سنعبر هذه الأزمة بسلام ..
اذا انتفض المصرين بهذه الإجراءات وغيرها قد يكون هذا هو المخرج الوحيد أمامنا وهي مبادرات حان الوقت لمشاركة المجتمع المدني لإعلانها على الناس كخطة تقشف أو ترشيد في ممارستنا الحياتية وفي عادتنا وتقاليدنا مساهمة مع الدولة في تخطى أزمتها الاقتصادية الطاحنة التى تمر بها البلاد كنوع من سياسات الحماية الاقتصادية التى تضمن تخفيض الانفاق واحتياج الأسرة وهى ضمن الخطوات القاسية لكن علينا تحملها وتجنب الاستيراد بالدولار وعدم الاقتراض من البنك الدولى .
كاتب المقال الكاتب الصحفى مجدى سبلة رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال السابق