الكاتب الصحفى محمود نفادي يكتب.. ”هل نحن على قلب رجل واحد؟”
في إعتقادى الشخصي إن هذا السؤال هو أكبر وأصعب وأكثر سؤال يهتم به ويشغل بال وفكر الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهو عنده أهم من أسئلة كثيرة قد يعتقدها البعض، منها مثلا سعر الدولار والأزمة الاقتصادية والتحديات على حدودنا الخارجية في غزة ومع ليبيا ومع السودان، وغيرها من التحديات التي تواجه مصر حاليا، ومنها سد النهضة. فالرئيس عبد الفتاح السيسي منذ ان تولى المسؤولية في عام 2014 وطلبه الوحيد من الشعب المصري في جميع كلماته التي وجهها اليه، وفي المناسبات العامة والخاصة عبارة واحدة يرددها دوما "سنجتاز أي ازمة طالما بقينا على قلب رجل واحد."
هذه العبارة يحرص عليها ويرددها الرئيس عبد الفتاح السيسي لانه يعلم حجم الازمات والمشاكل ،والصعاب التي تواجه الوطن، ويعلم ايضا ان هذه الصعاب والمشاكل والازمات صعبة ولكن هناك حلولا لها، وقبل البحث عن الحلول لا بد ان نكون جميعا كشعب على قلب رجل واحد، وان تكون الجبهة الداخلية متماسكة قوية، وبدون ذلك لا يمكن ان نجتاز هذه الصعاب.
هذه هي الحقيقة التي يجب ان يعرفها كل مصري ومصرية الذين تحاصرهم الأزمة الاقتصادية، ويحاصرهم غلاء الاسعار ليل نهار، وتحاصرهم متطلبات الحياة المتزايدة، ويحاصرهم ارتفاع اسعار الدواء بصورة جنونية.
هذه القضية، وهذا السؤال يجب ايضا ان يساله كل مصري لنفسه "هل نحن على قلب رجل واحد؟"
فاذا كانت الاجابة بنعم، فلا بد ان نثق تماما اننا سوف نجتاز الصعاب والازمات الاقتصادية، وسوف نعبر التحديات الداخلية والخارجية.
اما اذا كانت الاجابه بلا، فلنعلم جميعا ان الازمات الاقتصادية سوف تتفاقم والاسعار سوف تتزايد والدولار سوف يختفي ويزداد وينتعش في السوق السوداء.
فحل الازمات الاقتصادية ووقف موجة إرتفاع الاسعار أن نكون حقا وصدقا على قلب رجل واحد، وأن نثق في هذا الرجل ونساعدة ونساندة حتى يمكن عبور هذه الازمة.
واذا كان لدى أحد حلول أخرى غير ما هو مطروح حاليا، فعليه أن يتقدم بها ويطرحها، فحل الازمة الاقتصادية التي نواجهها حاليا، هي أينعم مسؤولية الحكومة في المقام الاول، ولكن هذا لا يمنع أن يتقدم الشعب بالافكار والمقترحات التي يمكن ان تساعد الحكومة على الحل.
لا يكفي ان نتحدث عن اخفاقات للحكومة وعدم تنفيذ الوعود التي قدمتها للشعب منذ ان تولت المسؤولية، ولكن علينا ان نقدم الحلول والمقترحات.
فالشعب المصري صاحب المئة مليون نسمه اعتقد انه لديه 100 مليون مقترح جديد يمكن ان تساعد الحكومة في عبور الازمة الحالية، وخاصة اننا شهدنا خلال الساعات الماضية هبوطا كبيرا في سعر الدولار بالسوق السوداء، حيث هبط من 72 جنيها يوم الاربعاء الماضي ووصل الآن الى 58 جنيها، ولكن لا يتحدث أحد عن هذا الهبوط، ولكن الحديث يزداد ويتسع واللايكات على السوشيال ميديا تزداد وتنتشر عندما يرتفع الدولار فقط في السوق السوداء، اما عندما يهبط الدولار فلا أحد يتحدث والكل يصمت.
هذه الكلمات ليست محاضرة نظرية، أو نصائح أتقدم بها ولكنها حقيقة أعايشها وأدرك معناها ودلالتها، فاذا بقي هذا الشعب وظل واستمر "على قلب رجل واحد"، سوف نجتاز هذه الازمة كما حدث من قبل.
لقد عبر الجيش المصري قناة السويس وحطم الحاجز الكبير، وهو خط برليف في عام 73 عندما كنا "على قلب رجل واحد."- لقد انتصر الشعب في 30 يونيو 2013 وازاح دولة الميليشيات الارهابية الاخوانية عن حكم مصر عندما كنا "على قلب رجل واحد"، وعلينا ان نتذكر دوما هذه الاحداث وتلك الذكريات، وانه عندما يكون الشعب "على قلب رجل واحد"، تنتصر إرادته ونعبر كل التحديات والصعاب، وهو ما سيحدث، باذن الله، لانني أثق في شعب مصر، ومن يراهن على هذا الشعب يكسب دوما الرهان- كونوا "على قلب رجل واحد"، وسنجتاز كل الصعاب والازمات الاقتصادية الراهنة، باذن الله.
كاتب المقال الكاتب الصحفى محمود نفادى مستشار تحرير بوابة الدولة الاخبارية وشيخ المحرريين البرلمانين بمجلسى النواب والشيوخ ونائب رئيس حزب ارادة جيل