زينة رمضان.. عادة تسلمتها الأجيال للاحتفال بقدوم الشهر الكريم
زينة رمضان، أحد أبرز طقوس الشهر الكريم، إذ تتزين الشوارع المصرية بالفوانيس والأنوار، تعبيرا عن الفرحة والابتهاج بقدوم شهر الصوم، فمن المعتاد أن يتشارك الجيران فى جمع الأموال لتزيين شارعهم وإدخال علامات البهجة للشوارع، وأيضا تزيين العقارات التى يقطنونها.
الزينة أصبحت جزءا أصيلا من طقوس الشهر الكريم، وهى عادة قديمة ومتوارثة، إلا أنه تم تسليمها من جيل لجيل، كجزء لا يتجزأ من أجواء رمضانية، وتأتى جنبا إلى جنب مع شراء الفوانيس، وبالطبع الاستمتاع بالأعمال الدرامية المختلفة على مدار الشهر.
ويوجد روايات متداولة، ترجع أصل زينة رمضان، إلى الصحابى الجليل تميم بن أوس الداري، ويعتقد أنه أول من رسخ فكرة زينة رمضان، وقال الكاتب إبراهيم مرزوق فى كتابه "دليل الأوائل"، أنه أنار المساجد بقناديل كل ليلة جمعة، باعتباره يومًا مقدسًا عند المسلمين، وفقًا لما نشره موقع العين الإخبارى.
إلا أن بعض الروايات، تشير إلى أن أول من زين المساجد وأنارها بالتزامن مع شهر رمضان، حتى يتمكن المصلون من إحياء الشعائر الدينية أثناء الليل هو الخليفة عمر بن الخطاب.
فيما تتردد رواية أخرى، أن زينة رمضان، بدأت فى عهد الدولة الطولونية، وجاء فى كتاب "أبو بكر الجصاص.. الإجماع دراسة فى فكرته"، أن الخلفاء أمروا بتزيين الشوارع بالقناديل بجانب تزيين المساجد.
فانوس رمضان
يوجد الكثير من القصص المتداولة عن تاريخ فانوس رمضان، إحداها، أن الخليفة الفاطمى كان يخرج إلى الشوارع ليلة الرؤية ليستطلع هلال شهر رمضان، وكان الأطفال يخرجون معه ليضيئوا له الطريق، وكان كل طفل يحمل فانوسه ويقوم الأطفال معاً بغناء بعض الأغانى تعبيراً عن سعادتهم باستقبال شهر رمضان.
ورواية أخرى متداولة، عن أن أحد الخلفاء الفاطميين، أراد أن يضىء شوارع القاهرة طوال ليالى شهر رمضان، فأمر كل شيوخ المساجد بتعليق فوانيس يتم إضاءتها عن طريق شموع توضع بداخلها.
والقصة الثالثة، مفادها، أنه خلال العصر الفاطمي، لم يكن يُسمح للنساء بترك بيوتهن إلا فى شهر رمضان وكان يسبقهن غلام يحمل فانوساً لتنبيه الرجال بوجود سيدة فى الطريق لكى يبتعدوا، بهذا الشكل كانت النساء تستمتعن بالخروج وفى نفس الوقت لا يراهن الرجال، وبعد أن أصبح للسيدات حرية الخروج فى أى وقت، ظل الناس متمسكين بتقليد الفانوس حيث يحمل الأطفال الفوانيس ويمشون فى الشوارع ويغنون.
وأول من عرف فانوس رمضان هم المصريون، وذلك يوم دخول المعز لدين الله الفاطمى مدينة القاهرة قادما من الغرب، وكان ذلك فى يوم الخامس من رمضان عام 358 هجرية، وخرج المصريون فى موكب كبير جدا اشترك فيه الرجال والنساء والأطفال على أطراف الصحراء الغربية من ناحية الجيزة للترحيب بالمعز الذى وصل ليلا، كانوا يحملون المشاعل والفوانيس الملونة والمزينة وذلك لإضاءة الطريق إليه، وهكذا بقيت الفوانيس تضئ الشوارع حتى آخر شهر رمضان، وفقًا لموقع ويكيبيديا".