197 عاما على إنشاء أقدم مدرسة طب بالشرق الأوسط.. تفاصيل تأسيس قصر العينى
نحتفل اليوم بمرور 197 عاما على تدشين مستشفى قصر العينى، إذ أنه فى 18 مارس من العام 1837، أنشئت أول مدرسة قومية للطب فى مصر، وهى مدرسة قصر العينى ووفقا لموقع كلية قصر العينى، فإن المستشفى استمرار لمستشفى أبو زعبل العسكري الذى بناه محمد علي باشا حاكم مصر بمساعدة الطبيب الفرنسي كلوت بيك عام 1826، ورغبة في التوسع، تم نقل مدرسة الطب من أبو زعبل إلى قصر العيني عام 1837، وقد تم تفضيل هذا الموقع الجديد ليس فقط لأنه يتسع لـ 1500 سرير و300 طالب، ولكن أيضًا لأنه يقع في مكان قريب في قلب القاهرة، مقارنة بمنطقة أبو زعبل التي يقع فيها النفط على مشارف العاصمة المصرية في الوقت الحاضر، قصر العيني معروف جدًا لدرجة أن اسمه أمر مفروغ منه، لا أحد يحاول حتى التفكير في كيفية حصوله على هذا الاسم. في الواقع، فهو يأخذ اسمه من الرجل ذو النفوذ الذي بناه في القرن الخامس عشر كقصر للعيش فيه، وهو المكر الشهابي أحمد بن العيني. ثم تحوله بعد ذلك إلى فندق للملوك والأمراء، وظل كذلك حتى حوله الاحتلال الفرنسي لمصر إلى مستشفى عسكري.
العيني هو رجل كان له سلطة واسعة في مصر في عهد السلطان خوشقادين، وحصل على عدة ألقاب خلال حياته: وأفضل دليل على نفاد صبره وسلطته هو وجود سيرتين ذاتيتين له. إنها العظمة التاريخية التي تضفي على قصر العيني طابعه الخاص كمبنى متين ذي ممرات هائلة وجدران سميكة وأساسات قوية قاومت تحديات الزمن، ووجدت الدولة أنها تحتاج إلى مساحة أوسع وأوسع، فتم نقل المستشفى والمدرسة من أبو زعبل إلى قصر العيني.
وتم اعتبار مستشفى أبو زعبل في البداية موقعًا لإجراء انتخابات لكلية الطب بسبب المرافق التي يوفرها للتعليم الطبي. بصرف النظر عن كونه المستشفى الوحيد في ذلك الوقت، كان من الصعب للغاية التخلي عن موقع أبو زعبل كمكان في القاهرة، يمكنه استيعاب ما بين ألف إلى ألف وخمسمائة مريض وفي نفس الوقت، به ملاحق كافية لاستقبال ثلاثة مائة طالب والعديد من الغرف المناسبة للمحاضرات.
وأخيراً منحه الوالي محمد علي كلية قصر العيني الجميلة. وكانت تقع بين مصر القديمة ومنطقة بولاق المأهولة بالسكان، في مواجهة جزيرة الروضة الرائعة المغطاة بالحدائق. وإلى هذه المباني الشاسعة، لجأ د. قام كلوت بك بنقل مدرسة ومستشفى أبو زعبل في شتاء عام 1837.
تم إنشاء المستشفى الجديد لاستيعاب ألف وخمسمائة مريض وثلاثمائة طالب. وقد أتى عدد كبير من الإلميسيين الذين دخلوا المدرسة فيما بعد بثمار تعليمهم في مختلف بلدان الشرق. ووجدوا في قصر العيني مكتبة غنية، ومتحفًا للتاريخ الطبيعي، ومختبرات للفيزياء والكيمياء. كان المستشفى، المجهز بمساكنه وقاعات طعامه، بمثابة أفضل المستشفيات في أوروبا. "كان من الصعب العثور على مؤسسة أكثر شمولاً ذات تصميم وموقع أفضل".