شعر فى ذكرى رحيل البابا شنوده الثالث
تقام اليوم ذكرى رحيل قداسه البابا شنوده الثالث وفى هذا الشأن نقدم شعر عن قداسة البابا شنودة،بقلم: القس بيشوى القمص بيشوى كاهن كنيسة ماربولس العبور
رحل عنا بالجسد من كان أباً ... معلماً، واعظاً، مرشداً ودارساً
رحل عنا لكنه ظل لنا تاركاً ... كلمات وكلمات وصوتاً مجلجلاً
رحل عنا من كان للنفوس بانياً ... وفى كل بقاع الأرض كان معمراً
فى كنيسة الله بنى الحجارة والنفوس معاً ... وعلى مذبح الله سكب القلب والدمع معاً
يا أبانا خسرناك معلماً بالعيانِ ... يا أبانا ربحناك شفيعاً بالإيمانِ
كنت أسداً على كرسى مرقس الإنجيلى ... كنت طفلا بضحكة وقبلة تدفئ الجبينِ
كنت أباً وسانداً لكل محتاج ذليل ... كنت مرشداً حكيماً لكل سائل دليلِ
كنت واعظاً ، معلماً وستظل لكل جيلِ .... كنت حجةٌ ومنارة وعالماً جليلِ
يا أبانا خسرناك معلماً بالعيانِ ... يا أبانا ربحناك شفيعاً بالإيمانِ
جُلتُ بفكرى بين الآباء لأرى صورة ... فلم أرى صورة تلم كل ما إحتويتُ
فقلت فى نفسى لن تجد هناك نسخةُ ... بها كل الصفات وبحثت ما إهتديتُ
فعرفت أنك متفرد فى مدرسة ... قلما يندر وجودها فدمعت عينى وبكيتُ
وقلت بلسانك أنك
رحت تجر ترحالك ... بعيداً عن ملاهيها
خليُّ القلب لا تهفوا ... لشئ من أمانيها
نزيه السمع لا تصغى ... إلي ضوضاء أهليها
تطوف هناك وحدك ... سعيداً فى بواديها
بقيثار ومزمار .... وألحان تغنيها
وساعات مقدسة ... خلوت بخالقك فيها
يا أبانا خسرناك معلماً بالعيانِ ... يا أبانا ربحناك شفيعاً بالإيمانِ
فنظرت إلى نفسى فى يأسى ... أقارنها بذاك الجبل الراسى
وشخصت ببصرى لذلك العمرِ ... وأقلب فى أفكارى بمعول وفاسى
فلم أجد سوى شعرى ... أقدمه لذاك الشامخ علَّىِ أُذَكر كل ناسى وكل قاسىِ
ما جدوى حياة سوف تفنى ... إن لم أسير على درب آبائى
وأتمثل ببابانا آفا شنوتى ... وأنهج منهج أنطونيوس السريانى
وأدخل لأعماق اللاهوت فى صلواتى .... وأدرس كتابات بولس وأفهم الرائى
يا أبانا خسرناك معلماً بالعيانِ ... يا أبانا ربحناك شفيعاً بالإيمانِ
نظرت للأيام وقلت فى نفسى ... من تراه يا تُرى يشغل الكرسى
هل هو روحانى، هل هو ناسك ... أم صامت أو دارس علم نفسى
من يأتى بعد عملاقين شامخين ... فى الإيمان أقوياء بأسِ
فرجعت وقلت آه يا رأسى ... مالك تُشغَلُ ألم تتعلم الدرسِ
فرحل بابانا وأتى آخر ورحل الآخر ... ولا ريب سيدق الجرسِ
لقديس وشاهد يختاره ... من يعرف ببواطن النفسِ
فركعت أمام خالقى وإلهى ... رافعاً صلواتى وأقول بالهمس
أنت تعرف راعى صالح ... فأنعم به علينا عوض من كان بالأمس
يا أبانا خسرناك معلماً بالعيانِ ... يا أبانا ربحناك شفيعاً بالإيمانِ
أطلب يا حبيبنا من الرب عنا ... كى نتمم بفرح كل أيامنا
ونكمل بخوف طريق جهادنا ... حتى نصل إلى يوم مماتنا
ونختم يا أبانا يا أبانا ... صلواتك وبركتك تكون معانا