كسوف وقمر وردي وشهب القيثارة.. أبرز الظواهر الفلكية في أبريل
قال أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية الدكتور أشرف تادرس إن هناك العديد من الظواهر الفلكية ستحدث خلال شهر أبريل المقبل من أهمها كسوف كلي للشمس، والقمر الوردي، وشهب القيثارة و9 اقترانات للكواكب والنجوم.
وأضاف أستاذ الفلك - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم /الأحد/ - أن أولى هذه الظواهر ستحدث في 6 أبريل المقبل، وفيها يقترن القمر مع كل من كوكب زحل "لؤلؤة المجموعة الشمسية" وكوكب المريخ "الكوكب الأحمر" في الصباح الباكر قبل شروق الشمس في ذلك اليوم.
وأوضح أنه ستتم رؤية الثلاثة أجرام بالعين المجردة السليمة في السماء الشرقية بغضون الـ4:20 صباحًا تقريبًا إلى أن يختفي المشهد في شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس.
وتابع أنه في 7 أبريل سيقترن القمر مع كوكب الزهرة "ألمع كواكب المجموعة الشمسية"، حيث نراهما بالعين المجردة متجاورين في السماء باتجاة الشرق قبل شروق الشمس مباشرة في ذلك اليوم، حيث يرى هذا المشهد في السماء الشرقية بغضون الـ5:05 صباحًا تقريبًا إلى أن يختفي المشهد في شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس.
ولفت إلى أنه في 8 أبريل سيظهر القمر الجديد (محاق شهر شوال) ولن يكون القمر مرئيًا في السماء طوال الليل في ذلك اليوم؛ إيذانًا ببدء ميلاد القمر الجديد، حيث يشرق القمر مع الشمس ويغرب معها تمامًا فيكون وجهه المضيئ مواجهًا للشمس ووجهه المظلم مواجهًا للأرض.
وأوضح أن رؤية الهلال الجديد بالعين المجردة يعتمد أساسًا على فترة بقاء القمر الوليد في السماء أثناء الغسق بعد غروب الشمس مباشرة، كما تعتمد رؤيته أيضا على نقاء الجو وصفاء السماء وخلوها من السحب والغبار وبخار الماء.
وأكد أن أيام المحاق تعتبر هي أفضل الليالي الليلاء خلال شهور السنة والتي يفضلها الفلكيون كثيرًا لرصد الأجرام السماوية الخافتة مثل: المجرات، والحشود النجمية، ونجوم الكوكبات البعيدة ، حيث لا يعيق ضوء القمر في هذا الوقت الأرصاد الطيفية المطلوبة.
ونوه بأنه في 8 إبريل سيحدث كسوف كلي للشمس، ولا يحدث كسوف الشمس أبدًا إلا إذا كان القمر محاقًا، وفي حالة الكسوف الكلي يحجب قرص القمر قرص الشمس بالكامل كاشفًا لنا عن الغلاف الخارجي للشمس المعروف باسم الإكليل الشمسي أو الكورونا.
ولفت إلى أن هذا الكسوف لن يُرى في مصر أو المنطقة العربية، ولكنه سيُرى في المكسيك والولايات المتحدة الأمريكية وكندا، وسيبدأ مسار الكسوف الكلي من المحيط الهادئ ويتحرك عبر أجزاء من المكسيك ثم شرق الولايات المتحدة وكندا، وسيكون مرئيًا ككسوف جزئي في بعض دول أوروبا.
وأشار إلى أن مدة الكسوف كاملًا منذ بدايته حتى نهايته تبلغ حوالي 5 ساعات، أي منذ بداية دخول قرص القمر تدريجيًا على قرص الشمس حتى يغطيه بالكامل، ثم انسلاخه تدريجيًا إلى أن يتركه تمامًا، أما الظلام التام ستكون مدته حوالي 4 دقائق فقط سيتحول فيها النهار إلى ليل دامس وتترائى بعض النجوم في السماء بوضوح.
وأوضح أن هذه الدقائق القليلة للكسوف الكلي للشمس هي الوقت الوحيد الذي يمكننا فيه رؤية النجوم الخلفية للشمس والتي تمثل البرج الذي تقع فيه الشمس في هذه الفترة من العام، وهو برج الحوت.
ونوه بأنه في 10 أبريل سيقترن الكوكبان المريخ "الكوكب الأحمر" وزحل "لؤلؤة المجموعة الشمسية" حيث يمكن رؤيتهما بالعين المجردة السليمة في الصباح الباكر قبل شروق الشمس في ذلك اليوم.
وأضاف أنه يمكن مراقبة الاقتراب الملحوظ للكوكبين بدءًا من أول الشهر وحتى الاقتران في ذلك اليوم ، ثم بداية التباعد الملحوظ عن بعضهما البعض بدءًا من 13 أبريل.
وقال أستاذ الفلك إنه في 10 أبريل سيترائى القمر مقترنًا مع كوكب المشتري "عملاق المجموعة الشمسية"، حيث نراهما متجاورين في السماء بعد غروب الشمس مباشرة ودخول الليل ، وسيظلان مرئيان حتى بداية غروب المشهد بحلول الـ8:20 مساء تقريبًا .
ولفت إلى أنه في 11 أبريل سيترائى القمر مقترنًا مع الحشد النجمي بلايدس "الثريا أو الأخوات السبع" في برج الثور، حيث نراهما بالعين المجردة السليمة متجاورين في السماء بعد غروب الشمس مباشرة ودخول الليل، وسيظلان مرئيان حتى يبدأ المشهد في الغروب بحلول الساعة 9:15 مساء تقريبًا.
واوضح أن الثريا هو أحد ألمع وأشهر الحشود النجمية المفتوحة في السماء الشمالية، والذي يقع على بعد 440 سنة ضوئية من الأرض، ويتكون هذا الحشد من عدة مئات من النجوم ولكن ألمع نجومه هم 7 فقط التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة السليمة، ولذلك سُمى بالأخوات السبع.
وقال إنه في 15 أبريل سيترائى القمر مقترنًا مع النجم "بولوكس " ألمع نجم في برج التوأم/الجوزاء (ألفا التوأم)، حيث نراهما بالعين المجردة السليمة متجاورين في السماء بعد غروب الشمس مباشرة ودخول الليل، حتى يبدأ المشهد بالغروب بحلول الساعة 1:15 بعد منتصف الليل ،علما بأن بولوكس هو نجم عملاق برتقالي اللون أكبر من الشمس بنحو 3 أضعاف ويبعد عن الأرض بنحو 34 سنة ضوئية.
وكشف عن اقتران القمر يوم 16 أبريل مع الحشد النجمي خلية النحل في برج السرطان، ولصعوبة رؤية هذا الحشد بالعين المجردة ، ننصح باستخدام تلسكوب صغير، حيث نراه جوار القمر في السماء حتى يبدأ المشهد في الغروب بحلول الـ 2:00 بعد منتصف الليل .
وذكر أن الحشد النجمي خلية النحل يقع على مسافة 580 سنة ضوئية تقريبا من الأرض ويبلغ عمره حوالي 600 مليون سنة، وهو يظهر كسحابة مجسمة كما رآها عالم الفلك "جاليليو" لأول مرة باستخدام التلسكوب عام 1609، حيث تمكن من رؤية 40 نجمًا فقط .
وأشار إلى حدوث زخة شهب القيثارة يوم 22 أبريل، والتي تسقط سنويا في الفترة من (16 - 25) أبريل ، وتبلغ ذروتها يومي (22 - 23) وترى هذه الشهب كما لو كانت آتية من كوكبة (القيثارة) وهو سبب تسميتها.
واوضح أن شهب القيثارة تنتج من مخلفات مذنب تاتشر Thatcher الذي تم اكتشافه عام 1861، ويصل عدد الشهب فيها إلى حوالي 20 شهابا في الساعة ويمكن رؤيتها بالعين المجردة السليمة بشرط ظلمة السماء وخلوها من السحب والغبار.
وأكد أن أفضل مشاهدة تكون من مكان مظلم تماما بعيدا عن إضاءة المدينة بعد منتصف الليل ،علما بأن وجود القمر في السماء في هذه الليلة سيحجب الكثير من الشهب باستثناء اللامع منها فقط.
ولفت أستاذ الفلك إلى أنه في (22 - 23) أبريل سيترائى القمر مقترنًا مع النجم سبيكا Spica - السماك الأعزل أو السنبلة - وهو ألمع نجم في برج العذراء (ألفا العذراء)، ويمكن رؤية هذا المشهد بالعين المجردة السليمة، حيث نراهما متجاورين في السماء بعد غروب الشمس مباشرة ودخول الليل، وسيظلان بالسماء طوال الليل إلى أن يبدأ المشهد بالغروب بحلول الـ4:40 صباحا قبل اشتداد ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس.
وأوضح أن النجم سبيكا من النجوم المتغيرة يبلغ حجمه 8 مرات تقريبا مثل حجم الشمس، وتقدر كتلته بـ11 مرة تقريبا مثل كتلة الشمس، ويبعد عن الأرض حوالي 260 سنة ضوئية.
وأشار إلى اكتمال القمر (بدر شهر شوال) يوم 24 أبريل، حيث يكتمل قرص القمر ويصبح بدرًا كاملًا الاستدارة في ذلك اليوم، وتبلغ نسبة لمعانه 100% ويشرق القمر في ذلك اليوم بعد غروب الشمس مباشرة ويظل بالسماء طوال الليل إلى أن يغرب مع شروق الشمس في صباح اليوم التالي.
وأوضح أن العين المجردة لا تستطيع تمييز الاكتمال الحقيقي لقرص القمر، لذلك يبدوا لنا القمر كما لو كان بدرا في الفترة (22 - 26) أبريل، مشيرًا إلى أن هذا البدر يعرف عند القبائل الأمريكية بعدة أسماء أشهرها "القمر الزهري أو الوردي أو القمر العشبي" دلالة على أجواء الربيع ونمو الزروع والعشب ونبات الحقل في هذا الوقت من العام.
وأكد أن وقت اكتمال القمر هو أفضل وقت لرؤية التضاريس والفوهات البركانية والحفر النيزكية على سطح القمر باستخدام النظارات المعظمة والتلسكوبات الصغيرة.
وقال إنه في 26 أبريل سيشرق القمر في ذلك اليوم مقترنا مع النجم العملاق (قلب العقرب) ألمع نجم في برج العقرب، موضحًا أن أنتاريس هو نجم أحمر يفوق كتلة الشمس بـ10 أضعاف ويبعد 600 سنة ضوئية عن الأرض.
ونوه بأنه يمكن رؤية هذا الاقتران بالعين المجردة السليمة باتجاه الشرق بغضون الـ10:15 مساء، ويظل مرئيا إلى أن يختفي المشهد في شدة ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس.