«القبة الحديدية» الإسرائيلية: ما هي وكيف تعمل وماهى تكلفتها العالية؟
تعمل القبة الحديدية الاسرائيلية عن طريق تتبع المقذوفات قصيرة المدى القادمة بواسطة رادار، ثم تحليل البيانات حول منطقة السقوط المحتملة، قبل تقييم ما إذا كان سيتم توفير إحداثيات لوحدة إطلاق الصواريخ لاعتراضها.
وقد جُهزت كل بطارية برادار كشف وتتبع، ونظام تحكم بالإطلاق و3 قاذفات كل واحدة تحمل عشرين صاروخا.
بعد مرور عقد على تشغيل «القبة الحديدية»، تمتلك إسرائيل الآن 10 بطاريات منتشرة في جميع أنحاء البلاد، لكل منها 3 إلى 4 قاذفات يمكنها إطلاق نحو 20 صاروخاً معترضاً.
وتحتوي كل بطارية على نظام للكشف عن الرادار والتتبع ونظام التحكم في إطلاق النار و3 قاذفات لـ20 صاروخاً، كل منها يتراوح مداها بين 2.5 و44 ميلاً.
تعود جذور النظام إلى الحرب التي خاضتها إسرائيل مع «حزب الله» اللبناني في عام 2006، عندما تم إطلاق آلاف الصواريخ على إسرائيل، مما تسبب في أضرار جسيمة وعمليات إجلاء جماعية وعشرات القتلى. بعد ذلك قالت إسرائيل إنه سيتم تطوير درع دفاع صاروخي جديد، وفقاً لـ«هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)».
وقد نُشر نظام "القبة الحديدية" في صيف عام 2011 بالقرب من قطاع غزة الذي أطلقت حركة حماس منه عشرات صواريخ الكاتيوشا على إسرائيل.
ولاحقا نُشرت بطاريات أخرى منه على وجه الخصوص بالقرب من مدينتي عسقلان وأشدود، وجنوب تل أبيب وقرب مدينة نتيفوت الواقعة على مسافة 20 كيلومتراً من حدود غزة.
وتعتبر القبة الحديدية من بين أنظمة الدفاع الأكثر تقدما في العالم، وتستخدم الرادار لتحديد التهديدات القادمة وتدميرها قبل أن تتسبب في أي أضرار.
وقد صُمم النظام، الذي يتناسب مع جميع الأحوال الجوية، خصيصا للتصدي لكافة الأسلحة البدائية قصيرة المدى مثل تلك الصواريخ التي تُطلق من غزة.
قدمت الولايات المتحدة بالفعل دعما كبيرا لتطوير وإنتاج النظام، وتأتي بعض مكوناته بالفعل من الشركات الأمريكية.
ويذكر أن هذا النظام، الذي تطلب تطويره مليارات الدولارات، يواجه انتقادات بسبب تكلفته الباهظة.
ولكن برغم التكلفة الكبيرة، قال قادة إسرائيل في تقرير نشرته وكالة رويترز للأنباء عام 2014 إن تلافي أضرار الصواريخ بفضل القبة الحديدية يخفف من حدة الضغوط الداخلية الداعية إلى تصعيد الهجوم الجوي على غزة إلى غزو بري.
وقد حذر مسؤولون إسرائيليون في عام 2014 مما أطلقوا عليه اسم "سياحة القبة الحديدية" أي اطمئنان الإسرائيليين إلى أداء النظام مما يجعلهم يتابعون اعتراض الصواريخ بدلا من البحث عن ملاجئ آمنة.
وعلى الرغم من التكلفة الباهظة لتطوير نظام القبة الحديدية، إلا أن الشركات المصنعة له تقول إنها فعالة من حيث التكلفة بسبب التكنولوجيا التي تستخدمها للتمييز بين تلك الصواريخ التي من المحتمل أن تصيب المناطق المبنية وتلك التي لن تتمكن من فعل ذلك.
وتطلق الوحدات الثابتة والمتحركة للمنظومة صواريخ اعتراضية فقط لإسقاط أي شيء يتم تفسيره على أنه خطير.
"كيف تمكنت حماس من اختراق القبة عام 2021"؟
نشرت صحيفة التلغراف البريطانية تقريرا في شهر مايو/ أيار 2021 بعنوان: "كيف اخترقت حماس درع القبة الحديدية الشهير لإسرائيل" كتبه مراسلها في الشرق الأوسط كامبل ماكديارميد ومراسلها جيمس روثويل من تل أبيب.
وأشارت الصحيفة إلى تساؤلات واجهها الجيش الإسرائيلي حول ما إذا كانت القبة الحديدية بحاجة إلى تحديث، بعد مقتل خمسة مدنيين إسرائيليين في هجمات صاروخية.
وأشارت إلى أن النظام، الذي يقول مسؤولون إسرائيليون إن معدل اعتراضه يبلغ 90 في المئة، جنّب بالفعل إسرائيل خسائر فادحة في الأرواح.
لكنّ محللين إسرائيليين قالوا إن "مصادر استخباراتية كانت بدأت بالتحذير منذ بعض الوقت" من أن حركة حماس حسنت بشكل كبير أسلحتها لدرجة أنها قد "تخترق درع القبة الحديدية" بحسب الصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن محلل الشؤون الاستخباراتية في صحيفة جيروزاليم بوست، يونا جيريمي بوب، قوله إن "القبة الحديدية كانت تعاني دائماً من نقاط ضعف"، في إشارة إلى معدل نجاح النظام. لكنه أكد أن ذلك لا يعني أن القبة الحديدية لم تعد فعالة.
وقال العميد الإسرائيلي المتقاعد أمير أفيفي إن القبة الحديدية تعمل على النحو المنشود: "تم تصميم النظام لأحداث أكبر بكثير". وأضاف: "يمكن للقبة الحديدية التعامل مع حجم هائل من الصواريخ".
وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي جوناثان كونريكوس "كان من الممكن أن يكون عدد القتلى والجرحى الإسرائيليين أكبر بكثير لولا نظام القبة الحديدية الإسرائيلي".
وقال ستيفن واغنر، وهو محاضر في الأمن الدولي في جامعة برونيل في لندن، للصحيفة: "رغم أن أداء القبة الحديدية الإسرائيلية لافت، إلا أن ذلك يجب أن يكون أيضاً تذكيراً صارخاً بعدم تكافؤ هذا الصراع". وأضاف: "ذخيرة حماس بسيطة ورخيصة ويمكن أن تخترق من حين لآخر نظاماً دفاعياً أنفق عليه مئات ملايين الدولارات بتمويل من الولايات المتحدة".
وأشارت الصحيفة الى أن العدد الهائل من الصواريخ التي في أيدي المقاتلين الفلسطينيين، والتي تم إنتاجها ببضع مئات من الدولارات لكل منها، يمكن أن تشكل تهديداً على القبة الحديدية، حيث تبلغ تكلفة كل صاروخ اعتراض نحو 50 ألف دولار، وفقاً للجيش الإسرائيلي.
ومع ذلك، تقول إسرائيل إنّ "نظامها الدفاعي المكلف يستحق كل قرش أنفق عليه" بحسب الصحيفة.
طوفان الأقصى وضعف القبة الحديدية
كشفت عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ضعف منظومة القبة الحديدية، إذ لم تستطع التصدي للعدد الهائل من الصواريخ التي أطلقتها المقاومة دفعة واحدة.
وبالتزامن مع إنزال مظلات كانت تحمل عناصر من قوات القسام على ارتفاع منخفض وسط التلال، الأمر الذي أدى لتشتت رادار المنظومة في تحديد هدفها، مما شكل ارتباكا واضحا لها.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أثناء عملية "ثأر الأحرار" في مايو/أيار 2023 أن القبة الحديدية تمكنت من اعتراض 62 صاروخا من أصل 270، مما يعني أن عددا كبيرا من صواريخ المقاومة تمكّن من اختراق القبة.
كما كشفت عملية "سيف القدس" في مايو/أيار 2021 بعضا من عيوب منظومة القبة الحديدية، بالرغم من أنها منعت وصول بعض صواريخ المقاومة، إلا أنها لم تجعل إسرائيل تنعم بالأمن.
فقيد غطت صواريخ المقاومة كل أرجاء فلسطين التاريخية، وتمكنت المئات منها من اختراق القبة الحديدية والأنظمة الدفاعية الإسرائيلية.
ويُضاف إخفاق آخر لنظام القبة، وهو عدم قدرة رادارها على كشف الصواريخ ذات المسار الحاد، وكذلك قذائف الهاون من عيار 120 ملم.
إرنا: 100 مليون دولار خسائر إسرائيل خلال الدقائق الأولى من الهجوم الإيراني
كشفت وكالة الأنباء الإيرانية ارنا، عن خسائر دولة الاحتلال الإسرائيلي خلال الدقائق الأولى من الهجوم الإيراني على تل أبيب، بعد أن اطلقت مئات من الطائرات المسيرة بلا طيار وصواريخ كروز.
وبحسب وكالة الأنباء الإيرانية فأن خسائر الاحتلال الإسرائيلي خلال الدقائق الأولى من الهجوم الإيراني تتراوح ما بين 300 إلى 400 مليون شيكل، وهو ما يعادل نحو 100 مليون دولار.
وتأتي تلك الخسائر بسبب التكلفة المرتفعة لنظام التصدي للقبة الحديدية، حيث تبلغ تكلفة كل صاروخ اعتراضي نحو 50 ألف دولار، وفق مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.
يشار إلى أن إيران أطلقت نحو 200 صاروخ وطائرة مسيرة انتحارية، وفق المتحدث الرسمي باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، دانيال هاجاري في مؤتمر صحفي اليوم.
وفضلا عن خسائر المادية التي تسببها القبة الحديدية، فقد أعلن هاجاري عن سقوط صواريخ داخل الأراضي الإسرائيلية وصفها بأنها محدودة، تسببت في أضرار طفيفة في مطار رامون جنوب الأراضي المحتلة.