في ذكرى ميلاد سناء جميل.. عملت خياطة وقاطعها أهلها بسبب الفن
تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنانة سناء جميل؛ التي استطاعت بموهبتها وأدوارها المميزة أن تخطف قلوب جماهيرها بأعمالها الفنية المتميزة التي لا تنسى، فهي من مواليد هذا اليوم 27 أبريل عام 1930.
ثريا يوسف عطا الله أو سناء جميل - كما عرفها الجمهور- هي واحدة من أهم وأشهر نجمات الزمن الجميل، والتي تركت بصمتها وخلدت اسمها في عشرات الأعمال السينمائية والدرامية والمسرحية، أبرزهم فيلم "بداية ونهاية" الذي شهد بداية تألقها ونجاحها في ستينيات القرن الماضي؛ حيث أشاد بها النقاد والجمهور، إلى أن توالت نجاحاتها في العديد من الأعمال الفنية.
عاشت سناء قصة حب صادقة ووفية مع زوجها الكاتب الصحفي لويس جريس الذي ظن في بداية تعارفه عليها إنها مسلمة لكثرة قولها "والنبي"، حتى فكر في إشهار إسلامه للزواج منها من شدة حبه وتعلقه بها، لكنه اكتشف بعدها إنها مسيحية ليصبح زواجهما أمراً سهلاً، واستجاب لويس أيضاً لرغبتها في عدم الإنجاب والتفرغ للفن، وعاشا معاً حياة سعيدة حتى أًصيبت بسرطان الرئة الذي ظلت تعاني منه لثلاثة أشهر قبل أن تتوفى عام 2002.
نشأتها
سناء جميل صاحبة المشوار الفني الحافل بالعديد من الأعمال الفنية والمسرحية المميزة، ولدت عام 1930 في مركز ملوي بمحافظة المنيا، وتنتمي لعائلة مسيحية قبطية واسمها الحقيقي هو "ثريا يوسف عطا الله"، وانتقلت للقاهرة قبل الحرب العالمية الثانية والتحقت بمدرسة "الميردي ديو الداخلية" وتعلمت اللغة الفرنسية، ودرست سناء بالمعهد العالي للفنون المسرحية وتخرجت في عام 1953 وعملت في الفرقة القومية بالإضافة لذلك تمكُنها باللغتين العربية والفرنسية، وقالت الفنانة في إحدى اللقاءات التلفزيونية أن الفنان الراحل زكي طليمات هو من اختار لها اسمها الفني.
تفضيل الفن عن العائلة
وعاشت الراحلة حياة مليئة بالصعاب والأزمات بعد ما اعترضت أسرتها على عملها بالوسط الفني حتى وصل الأمر لقيام شقيقها بصفعها صفعة أدت إلى فقدانها السمع بإحدى أذنيها، وطردتها أسرتها من المنزل بعد إصرارها على التمثيل وتحقيق حلمها.
ولجأت سناء إلى المخرج زكي طليمات وساعدها في الإقامة في بيت الطالبات، وتعلمت سناء مهنة تفصيل الملابس والمفروشات مقابل 6 جنيهات شهرياً حتى تستطيع الإنفاق على نفسها وتسديد إيجار الشقة التي تعيش فيها وكان أول راتب لها 12 جنيهًا، وساعدها زكي في الانضمام لفرقة "المسرح الحديث".
أعمالها الفنية
وقدمت جميل خلال مشوارها الفني 165 عملا فنيًا ومن أشهر أفلامها: "عندما يأتي المساء" و"بلال مؤذن الرسول" و"فجر جديد" و"المستحيل" و"الزوجة الثانية"، و"البعض يعيش مرتين"، والشوارع الخلفية" و"حكمتك يا رب"، و"توحيدة"، و"الشك يا حبيبي" والمجهول"، و"سواق الهانم"، و"السيد كاف"، و"اضحك الصورة تطلع حلوة" كما قدمت شخصية "سمية" أول شهيدة في الإسلام في فيلم "الرسالة" للمخرج مصطفى العقاد، ومن أعمالها المسرحية، "ماكبث" و"الحجاج بن يوسف"، و"زواج الحلاق"، و"ابن جلا" و"الدخان"، و"سقوط فرعون"، و"قاتل الزوجات" و"رجل الأقدار".
وأُضيفت أفلامها حسب استفتاء 1996 إلى قائمة أفضل 100 فيلم في السينما المصرية، ويُعد فيلم "بداية ونهاية" بداية انطلاق حقيقية لها حيث أنها حلت بديلة للفنانة فاتن حمامة، وجسدت سناء العديد من الأدوار والتي منها أدوار السيدة الأرستقراطية، وبالإضافة لذلك تألقت في مسلسل "الراية البيضاء"، وقال الكاتب أسامة أنور عكاشة عنها "ما منحته سناء للشخصية من حياة وروح فاق كل توقعاتي وتصوراتي وأنا أنسج خيوطها على الورق، فهي أضفت عليها تألقها الخاص".