الدكتور هشام عبدالحكم يكتب: جامعة وصحة ومحليات
تتكلف الجامعة بمهام والقطاع الصحى بمهام أخرى وإدارات المحليات بمهام قد يختلف جوهر ومضمون مهام كل جهة من الجهات الثلاث المذكورة، ولكن لا يختلف هدفهم النهائى وهو خدمة المواطنين فى المقام الأول وتحقيق أهداف تنموية أخرى خاصة بالمشروعات الداخلية فى المنطقة الجغرافية وتطوير المجتمع، وما بالكم لو اتحدوا فى مثلث تنموى كبير داخل كل محافظة وألا يكونوا فى جزر منعزلة بل ويكون هناك تنسيق يومى بين الثلاثة.
مهام الجامعة تعليمية بحثية ولكن لها أدوار عظيمة وجليلة خارج أسوارها تطال كل مشروع قومى وكل مجال تنموى لامتلاكها المقومات البشرية والعلمية والخبرات المتراكمة والحلول العملية فهل من الممكن انتداب الأساتذة فى دواووين العمل داخل كل محافظة فى المجالات المختلفة فى الرى والإدارة والمالية والحسابات والبناء والتخطيط والتعمير وغيرهم من الملفات الأخرى الهامة ليطرحوا أراءهم وأفكارهم ويشتبكوا معهم بهدف تنقيح العمل والمساعدة على اتخاذ قرارات رصينة وجيدة وأيضا فتح قنوات اتصال لتوجيه أبحاثهم العملية والمعملية لصالح إيجاد حلول للمشكلات داخل المناطق الجغرافية المحيطة بكل جامعة.
أيضا يتولى القطاع الصحى والمستشفيات الجامعية مهام كبيرة ولا يجب أن يكتفى فقط بإرسال القوافل وعلاج المرضى المواطنين وتحويل آخرين لمستشفيات كليات الطب لاستكمال العلاج، وقد كتبت مقترحا وتصورا كاملا عن إنشاء مجالس تنسيقية داخل المحافظات من شأنها تنسيق العمل بين مدريات الصحة والمستشفيات الجامعية ووضع خريطة بأماكن التردد الكثيفة وتبادل الأدوار وفتح التنقلات بين كبار الأساتذة ليتنقلوا بين خدمة المواطنين.
هناك أفكار عدة ومقترحات لاستكمال أبعاد مثلث التنمية ولا يمكن النظر لهذا المثلث بدون المحليات باعتبارها الدعم اللوجستى، ووعاء يحتوى الجامعة ومنظومة الصحة ويوفر لهما خط اتصال مفتوحا لما تمتلكه تلك الإدارات من مقومات كبيرة تسهم فى توأمة ودفع عملية التنمية وبالتالى تعظيم الاستفادة والنفع العام داخل الأقاليم خصوصًا.
الظروف الحالية صعبة وتحتاج إلى اتحاد وتخطى حدود الوزارات والهيئات الحكومية وإتاحة مساحة أكبر من المرونة للاشتباك بينهم دون التقيد بلوائح أو قوانين تنظيمية نعم لكل ما ذكرته مهام وظيفية وصلاحيات ولكن يجب التنسيق والدمج للصالح العام.
كاتب المقال الأستاذ الدكتور هشام عبدالحكم العميد السابق لكلية طب الأسنان جامعة القاهرة