خدعة ”الميكروباص”.. أحكام رادعة ضد أخطر عصابة على الدائري
قضت محكمة جنايات الجيزة، برئاسة المستشار محسن غراب، وعضوية المستشارين أيمن عبد الحكم أشعت ومحمد الشاهد، بمعاقبة ثلاثة متهمين بالسجن المؤبد، وتغريم كل منهم 200 ألف جنيه، لاتهامهم بحيازة مواد مخدرة بغرض الاتجار في منطقة الهرم بالجيزة، وأمرت بمصادرة المخدر المضبوط.
كما عاقبت المحكمة متهما رابعا بالسجن المشدد ثلاث سنوات وتغريمه عشرين ألف جنيه، لاتهامه بتعاطى المخدر، وكذلك معاقبة المتهمين جميعا بالسجن لمدة سبع سنوات لاتهامهم بالشروع في السرقة بالإكراه، وأمرت بوضعهم جميعا تحت المراقبة الشرطية لمدة ثلاث سنوات عقب انتهاء عقوبة السجن، وعاقبت المتهم الأول بالسجن المشدد ثلاث سنوات لاتهامه بالقتل الخطأ والقيادة تحت تأثير مخدر والإتلاف بإهمال.
وكشفت المحكمة في حيثيات حكمها أن المتهمين سامر سعيد حلمي، وطارق عاطف إمام، ويوسف عمر يوسف، وإسلام علاء الدين محمد، جمعتهم صحبة السوء وسقطوا في فخ إدمان مخدر الباودر"الشادو"، ولتدبير ثمن جرعات التعاطى لهذا السم، كونوا فيما بينهم تشكيلا عصابيا للسرقة بالإكراه، وقاموا باستئجار سيارة أجرة ميكروباص "ماركة إيسوزو بيضاء اللون"، وطمسوا لوحاتها بواسطة لاصق.
العصابة تسرق ضحاياها بالإكراه بحجة توصيلهم
أضافت المحكمة في أسباب حكمها أن المتهمين جابوا الطريق الدائرى بالهرم بالسيارة الميكروباص لتصيد فرائسهم من الضحايا، شريطة كونهم فرادى وضعاف البنيان ليسهل لهم السيطرة عليهم، واستدراجهم بزعم توصيلهم لوجهاتهم على الطريق الدائرى من المنيب باتجاه ميدان الرماية بالهرم، وعقب التحرك بالسيارة قيادة المتهم الأول، يقوم المتهمان الثانى والثالث بتهديد الراكب الضحية بأسلحة بيضاء "كتر"، ويشهراها بوجهه، مع تواجد المتهم الرابع بمؤخرة السيارة للدعم والشد من أزرهم، ويستولون على كافة متعلقات الضحية من نقود وهواتف محمولة وغيرها، كرها عنه، ثم يفتحون باب السيارة ويلقونه منها عنوة بالطريق الدائري، أمام حركة السيارات، غير عابئين بحياته.
جرائم الدائري والاتجار في المخدرات
تابعت أوراق القضية أنه في يوم 15 ديسمبر 2021، تجمع المتهمون بجوار عزبة الهجانة محل سكنهم داخل السيارة قياده المتهم الأول، وقاموا بشراء مجموعة أكياس لمخدر الباودر "20 كيسا"، بغرض الاتجار فيها كعادتهم المشئومة، وتعاطوا جميعا كمية منها حتى اتفقوا على اصطياد ضحاياهم كالمعتاد، والتقطوا المجنى عليه عمار جمال، ونفذوا معه جريمته، ثم ركب معهم المجنى عليه إبراهيم حسن، والذي تشبث من خوفه بباب السيارة، ما دفع سائق السيارة لزيادة سرعتهم للهرب، فسقط االضحية تحت عجلاتها وأصيب بكسور بالفخذ الأيمن والحوض وشرخ بالمثانة ونزيف بالخصيتين.
سقوط المتهمين ووفاة أحد الضحايا خلال دفاعه عن نفسه
أما آخر الضحايا طبقا لحيثيات المحكمة، فكان أمير أسامة، والذي استقل السيارة مع المتهمين، وحينما أشهروا أسلحتهم في وجهه فوجئوا بمقاومته لهم فحاولوا شل حركته وتقييده، فوثب تجاه عجلة القيادة ودفعها ناحية يمين الطريق بقوة لتصطدم السيارة بالحاجز الخرساني، وطار منها المجنى عليه بالخارج، ليقع جثة هامدة، بينما غاب المتهمون عن الوعي لدقائق، وتحطمت مقدمة السيارة.
رجال الشرطة تلقوا بلاغا بالحادث، وانتقل رجال الأمن للمكان، وتمكنوا من ضبط المتهمين الذين حاولوا الهرب بمساعدة الأهالي، عدا المتهم الرابع، قبل أن يقبض عليه لاحقا.
وعثر مع المتهمين على 18 كيسا لمخدر الباودر، وسلاحين أبيضين "كتر"، وخمس هواتف محمولة، ومبالغ مالية حصيلة سرقاتهم قبيل ضبطهم؛ وبالكشف على المتهم الثالث تبين سبق تسجيله سلفا بثلاث قضايا مخدرات. وتم التوصل لبعض المجنى عليهم أصحاب الهواتف المحمولة إحراز المتهمين.
اعترافات المتهمين بجرائمهم
واعترف جميع المتهمين تفصيلا بالوقائع المسندة إليهم بتحقيقات النيابة العامة، والتى اتفقت مع التقارير الفنية من صفة تشريحية وأدلة جنائية، ومعمل كيماوي، ومعاينة النيابة العامة للسيارة ولمسرح الحادث، وأقوال المجنى عليهم عمار جمال، وإبراهيم حسن، على كافة المتهمين بالعرض القانونى بالنيابة العامة.