نيويورك تايمز: إنقاذ المحتجزين الأربعة انتصار مؤقت لنتنياهو المحاصر
رأت صحيفة نيويورك تايمز أن النشوة التي تشعر بها إسرائيل حاليا في أعقاب العملية التي استعادت بها عددا من محتجزيها لدى حماس والتي أسفرت عن مقتل العشرات من الفلسطينيين ما هي إلا نشوة عابرة وانتصار مؤقت لرئيس الوزراء المحاصر بنيامين نتنياهو.
وقالت الصحيفة - في تحليل عبر موقعها الإلكتروني اليوم /الاثنين/ - إنه لعدة أشهر، لم يسمع الإسرائيليون إلا عن مقتل المحتجزين أو الإعلان عن وفاتهم.. ومن ثم فإن الإنقاذ الذي وصفته الصحيفة ب"الجريء" لأربعة رهائن أحياء أمس الأول السبت أدى إلى رفع الروح المعنوية في إسرائيل على الفور، وقدم على الأقل انتصارا مؤقتا لنتنياهو المحاصر.
غير أنه بحلول أمس /الأحد/، أفسحت هذه النشوة المجال بالفعل لواقع أكثر قسوة، فقد أدى الهجوم الجوي والبري العنيف الذي رافق عملية استرداد المحتجزين إلى مقتل عشرات الفلسطينيين، بما في ذلك مدنيون، وفقا لمسؤولي الصحة في غزة، مما دحض ادعاءات إسرائيل بأن العملية حققت نجاحا باهرا على الأقل على المستوى الدولي.. وفشلت العملية في حل أي من المعضلات والتحديات العميقة التي تزعج الحكومة الإسرائيلية، وفقا للمحللين.
وأضافت الصحيفة أنه بعد مرور ثمانية أشهر على حربها الطاحنة في غزة، يبدو أن إسرائيل لا تزال بعيدة عن تحقيق أهدافها المعلنة المتمثلة في تفكيك قدرات حماس العسكرية وقدرتها على الحكم، يأتي ذلك وسط مخاوف تنتاب الإسرائيليين من أن الوقت ينفد بالنسبة للعديد من المحتجزين في غزة.. وأعلنت السلطات الإسرائيلية بالفعل وفاة حوالي ثلث الأشخاص الـ 120 المتبقين.
وأشارت نيويورك تايمز إلى أنه في الوقت نفسه، تتصارع القيادة الإسرائيلية مع تصعيد الأعمال العدائية عبر الحدود الشمالية مع لبنان وتسعى بقوة لمواجهة العزلة الدولية المتزايدة التي تعاني منها والازدراء بسبب الحرب التي تشنها على غزة، بما في ذلك اتهامات الإبادة الجماعية التي تنظر فيها محكمة العدل الدولية في لاهاي.
وتعليقا على ذلك، كتب ناحوم بارنيا - وهو كاتب عمود سياسي إسرائيلي بارز - مقالا أمس في صحيفة يديعوت أحرونوت قال فيه " إن مهمة الإنقاذ لا تحل أيا من المشاكل التي تواجهها إسرائيل منذ 7 أكتوبر .. إنها لا تحل المشكلة في الشمال ولا تحل المشكلة في غزة" ، وأضاف: "إنها لا تحل سلسلة من المشاكل الأخرى التي تهدد إسرائيل على الساحة الدولية".
ومضت الصحيفة الأمريكية تقول إن القرار الذي اتخذه بيني جانتس، القائد العسكري السابق والمنافس السياسي الرئيسي لنتنياهو، أمس /الأحد/، بسحب حزب الوحدة الوطنية الوسطي من حكومة الحرب، جعل نتنياهو أكثر عرضة للخطر.. ويبدو الآن أن استقرار حكومة نتنياهو بات على المحك.
وقالت إن الضغوط تتزايد على الحكومة الإسرائيلية للتوصل إلى اتفاق مع حماس لإطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين، غير أن مصير الاقتراح الإسرائيلي للهدنة وتبادل المحتجزين والأسرى، لا يزال غير مؤكد ، وتقول إدارة بايدن والمسؤولون الإسرائيليون إنهم ما زالوا ينتظرون ردا رسميا من حماس لتحديد ما إذا كان من الممكن استئناف المفاوضات.
ويناقش الإسرائيليون الآن ما إذا كانت عملية إنقاذ الرهائن ستساعد أو تعيق احتمالات التوصل إلى مثل هذه الصفقة ، وهي الصفقة التي يمكن -بحسب الصحيفة- في حال تنفيذها أن تهدد قبضة نتنياهو على السلطة، مع تعهد اليمين المتطرف في ائتلافه الحاكم بالانسحاب وإسقاط حكومته.
لكن بالنسبة للعديد من الإسرائيليين وأقارب العشرات من المحتجزين المتبقين، فإن عودة أربعة فقط تبلور الأمر الواضح، والمتمثل في أن مثل هذه العمليات العسكرية المعقدة ربما لا تتمكن إلا من إنقاذ عدد قليل منهم وتشكل خطرا كبيرا على الجيش.
ونوهت الصحيفة بأن العملية تسلط الضوء على المأزق الذي تعيشه إسرائيل: فبدون وجود قوات على الأرض، لن يتمكن الجيش من القيام بأي عملية إنقاذ من هذا القبيل أو الاستمرار في تفكيك قدرات حماس.
أما بالنسبة لحماس، فإن العملية الإسرائيلية قد تؤدي إلى تشديد موقفها ، وألمحت المجموعة إلى أن عملية الإنقاذ قد تجعل الأمور أسوأ بالنسبة للمحتجزين المتبقين.
كما نقلت الصحيفة عن متحدث باسم الحركة قوله إن "العملية ستشكل خطرا كبيرا على محتجزي العدو وسيكون لها تأثير سلبي على أوضاعهم وحياتهم".