وزير خارجية البحرين: السودان يعاني أزمة إنسانية خطيرة ولابد من إيجاد السبل لإنهاء معاناة الملايين
ألقى وزير خارجية البحرين، عبد اللطيف الزياني، كلمة خلال الاجتماع التشاوري حول تعزيز تنسيق مبادرات وجهود السلام لصالح السودان بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية.
وجاء نص كلمة وزير خارجية البحرين على النحو التالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
معالي الأخ أحمد أبو الغيط الأمين العام،
أصحاب المعالي والسعادة،
يسعدني أن أنقل إليكم تحيات وتقدير جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين المعظم، رئيس الدورة الحالية للقمة العربية، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وتمنياتهما بالتوفيق والنجاح لكم في جهود إعادة السلام والأمن والاستقرار إلى السودان. وأتوجه بالشكر الجزيل لمعالي الأمين العام أحمد أبو الغيط وجامعة الدول العربية على تنظيم هذا الاجتماع بالتنسيق مع الأمم المتحدة، والتقدير واجب للاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية للتنمية "ايجاد" لجهودهما في دعم إرساء السلام والاستقرار والتنمية في السودان.
يعاني السودان وشعبه الشقيق من أزمة إنسانية خطيرة نتيجة للعمليات العسكرية المستمرة التي أدت إلى سقوط ضحايا من المدنيين والنزوح والدمار ونقص حاد في الموارد الأساسية مثل الغذاء والمياه والرعاية الصحية. ولابد من العمل معاً لإيجاد السبل لإنهاء معاناة الملايين من السودانيين.
وفي القمة العربية "قمة البحرين" والتي عقدت مؤخراً، أكد القادة العرب جميعاً على أهمية التضامن مع السودان، ودعوا الأطراف المتنازعة على الانخراط الجاد والفعال مع مبادرات تسوية الأزمة، مثل منتدى جدة والدول المجاورة وغيرها.
وكان إعلان جدة الإنساني، وهو جهد مشترك بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، بمثابة منارة أمل للسودان. إلا أن الفشل في الالتزام ببنوده سمح للحرب المدمرة بالاستمرار، مما تسبب في المزيد من الأذى للمدنيين وانتهاك القوانين والمبادئ الدولية.
ومن الضروري اتخاذ إجراءات فورية لوقف المعاناة في السودان. ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال جهد جماعي يضم جميع الأطراف الملتزمة بإنهاء الأزمة، بدعم من الهيئات الإقليمية والدولية ذات الصلة. وندعو إلى اتخاذ خطوات رئيسية على وجه السرعة، مثل:
- اقتراح هدنة إنسانية خلال أيام عيد الأضحى.
- إبلاغ الأطراف المتنازعة بوضوح أن استمرار الحرب والدمار لن يؤدي إلا إلى إطالة معاناة الشعب السوداني.
- تشجيع العودة إلى طاولة المفاوضات من أجل التوصل إلى حل سلمي، عبر منتدى جدة ودول الجوار.
- حشد الدعم الإقليمي والدولي للتوصل إلى حل سياسي، وممارسة الضغط على جميع الأطراف لوقف القتال.
- تنفيذ المبادرات الاقتصادية لدعم الاقتصاد وبرامج التنمية في السودان.
- ضمان إيصال المساعدات الإنسانية بشكل آمن لتخفيف معاناة المدنيين.
- دعوة المجتمع الدولي، بما في ذلك مجلس الأمن، إلى إصدار قرار ملزم بوقف القتال واحترام القوانين الدولية.
- دعم اللاجئين السودانيين في الدول المجاورة وتقديم المساعدات المالية للدول المضيفة.
أصحاب السعادة، إن مستقبل السودان يعتمد على جهودنا الجماعية لاستعادة السلام والاستقرار في هذه الدولة المضطربة. فلنعمل معًا على توحيد الجهود والتضامن لمساعدة السودان في هذه اللحظة الحرجة من تاريخه