فاينانشيال تايمز: الولايات المتحدة ذاتها قد تكون الخاسر الأكبر في الانتخابات الرئاسية
رأت صحيفة /فاينانشيال تايمز/ البريطانية أن الولايات المتحدة ذاتها قد تكون الخاسر الأكبر في الانتخابات الرئاسية
وذكرت الصحيفة، في مقال رأي، أن الأداء الكارثي للرئيس الأمريكي جو بايدن في المناظرة الأخيرة مع منافسه دونالد ترامب غذت شعورا متزايدا بالفعل بأن الديمقراطية الأمريكية في خطر، بغض النظر عمن سيفوز في انتخابات نوفمبر المقبل.
وقالت إن محاولة اغتيال ترامب أدت إلى تفاقم هذا الشعور بالأزمة بصورة كبيرة، كما أن اندلاع العنف بشكل رهيب في الحملة الانتخابية جلب معه شبح الديمقراطية الذي تحول إلى حرب أهلية.
وأشارت الصحيفة إلى أن من يعيش خارج الولايات المتحدة كان دائما يرغب في التصويت في الانتخابات الأمريكية، فقد بدت دائما أكثر دراماتيكية، ولا يمكن التنبؤ بها، وذات أهمية أكثر مما تشهده الديمقراطيات الأوروبية.
ولكن هذا العام قد يكون العام الذي تفقد فيه الانتخابات الأمريكية سحرها أخيرا. وربما تكون انتخابات نوفمبر هي الأكثر أهمية منذ أجيال، لكنها لم تعد تحظى بنفس الاهتمام السابق. ورغم تأكيد محللين في مختلف أنحاء العالم أن أمريكا تواجه خيارا دراماتيكيا، إلا أنه بالنظر من بعيد، فإن التناقض بين بايدن وترامب لا يبدو صارخا كما كان من قبل، إذ يرى الناس فقط رجلين مسنين كانا رئيسين لا يحظيان بشعبية، بحسب الصحيفة.
وأضافت الصحيفة أن بعض المؤرخين عقدوا مقارنات بين سياسات الشيخوخة الحاكمة في أمريكا اليوم والسنوات الأخيرة من عمر الاتحاد السوفييتي. ورغم أن الاقتصاد الأمريكي قوي، والجيش الأمريكي متميز، وما لا يزال الكثيرون يخاطرون بحياتهم للقدوم إلى الولايات المتحدة، هناك إجماع ناشئ على أن المجتمع الأمريكي، كما حدث قرب نهاية الاتحاد السوفييتي، يمر بأزمة وأن القوة الأمريكية في انحدار.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في غياب بعض التغيير الدراماتيكي، فقد تكون الولايات المتحدة ونفوذها العالمي الخاسر الأكبر في هذه الانتخابات. وكلما بدت أمريكا مبتلاة بالأزمات وخطيرة ــ وحادث إطلاق النار في ولاية بنسلفانيا في نهاية هذا الأسبوع لن يؤدي إلا إلى المساهمة في ذلك ــ كلما زادت حاجة البلاد إلى رئيس قادر على الحديث عن المستقبل وتمثيله.
وقالت إن الأشهر المقبلة سوف تشكل وجهة نظر الديمقراطية الأمريكية للصغار والكبار، وللمواطنين والأجانب على حد سواء، ويكمن سحر الديمقراطية في قدرتها على التجديد والتصحيح الذاتي. وفي هذا الصدد، لا يبدو فوز بايدن ولا فوز ترامب وكأنه موعد مع المستقبل.
وفي ختام مقالها أكدت الصحيفة أنه يجب على معسكر بايدن أن يدرك أنه في لحظات مثل اللحظة الحالية، فإن "المخاطرة الأكبر هي عدم المخاطرة"، وإذا لم يعد بمقدور المواطنين بعد ذلك توقع أن الديمقراطية قادرة على تغيير نفسها في لحظة الأزمة، فإنها بذلك تكون قد فقدت الميزة الأكثر أهمية التي تتمتع بها مقارنة بالأنظمة غير الديمقراطية.