دكتورة دينا الصهبى تكتب .. وقفة مع النفس
يحتاج كل منا من وقت للاخر ان يتأمل تصرفاته وأفعاله ويقيمها هل هى ترضى الله ورسوله ،هل هى وفقا لما أمرنا الله ام العكس ونبرر ذلك وفقا لهوى النفس،لذا لابد أن يكون هناك وقفة مع النفس هى بمثابة كشف حساب لتصرفاتنا وافعالنا.
جاءء رجل إلى الحسن البصري فقال له : إني سمعت أن لكل معصية عقاب وإني عصيت الله كثيراً ولم يعاقبني ؟
فقال له : يا بني ، بل كم عاقبك الله وأنت لاتدري
فقال : كيف ؟
قال : ألم يسلبك حلاوة مناجاته ؟ ألم تمر عليك الأيام دون أن تقرأ القرآن ؟ ألم تمر عليك الليالي الطوال وأنت محروم من القيام ؟ ألم يُمسك لسانك عن ذكره ؟ ألم يبتليك بحب المال ، ألم تشعر بثقل الطاعات على قلبك ؟ألم تسهل عليك الغيبة والنميمة والكذب ؟ ألم يُنسك الآخرة وجعلَ الدنيا أكبر همك ؟ ألم تمر عليك مواسم الخير رمضان ، ست شوال ، عشر ذي الحجة ولم تُوفق إلى استغلالها كما ينبغي ؟ !!
كل هذا الخذلان الذي تعيشه أمة الاسلام ما هو إلا صورة من صور عقاب الله وأنت لا تدري .. عقاب الله أعظم من أن تدركه بل من عقابه أن يفتح عليك في الدنيا التي تُنسيك الآخرة، ويرزقك الكثير من الأموا وتنفقها فيما بغضب الله والفواحش والكبائر ويحرمك لذة الطاعات والعبادات ، وهذا وربي من أعظم صور العقاب ..
فكم عاقبك وانت لا تدري ..؟!. فلا تمل من البكاء من خشية اللّه فانت تعلم الدنيا فانيه فانظر لبعض الامثله
عندما طلب إبراهيم إبنه للذبح فأمتثل، وطلب نوح إبنه للحياة فأبى.
البعض بارٌ بوالديه حد الذُّهول، والبعض عاقٌ حد العجب!! ،والبعض ظلم زوجته واولاده واكل حقوقهم والعجب كل العجب من انه جعله الله راعى عليهم ويضيعهم ويتجاهل ان ربك بالمرصاد.
قالوا للنبي هود ( إنا لَنَراكَ في سَفاهةٍ ) فأجابهم ( يا قَومِ ليس بي سفاهَةٌ ) ولم يقل بل أنتم السفهاء
فما أجمل رقي الأخلاق في تعامل الأنبياء.
فأهرب حيث شئت ...﴿ إنّ إلى رَبِّكَ الرُّجْعى ﴾ ... وأعمَل ماشئتَ فهناك كتابٌ … ﴿ لا يُغادرُصغيرةً ولا كَبِيرَةً إلا أَحصَاهَا ﴾ ...اليوم ... ﴿ يُقبل منك مثقال ذَرة ﴾ ...وغداً لن يُقبل منك ...﴿ملءُ اﻷرضِ ذَهباً﴾ ...
فإتقوا اللّه وتأَملوُها بعمق ..( الباقيات الصالحات خيرٌ عند ربك ثواباً وخير أملاً )