الشاعر إبراهيم بن يحيى المهدي يكتب .. الوسادة الخالية
الوسادة الخالية
سَأُغْمِضُ جَفْنَيَّ يَا غَالِيْةْ
و قُرْبِي وِسَادَتُكِ الخَالِيْةْ
لَعَلِّي أَرَاكِ خَيَالاً بِقُرْبِي
تَنَامِيْنَ كَالزَّهْرَةِ الغَافِيَةْ
و أَمْسَحُ رِفْقاً عَلَى وَجْنَتَيْكِ
فَلا أَخْدِشُ الوَرْدَةَ الزَّاهِيَةْ
تَمُرُّ الأَنَامِلُ فَوْقَ الشِّفَاهِ
لِتَشْفَي مِنْ الوَجْدِ بِالشَّافِيَةْ
و تَخْطُوٍ عَلَى الجِيٍدِ فِي رِقَّةٍ
تُلامِسُهُ لَمْسَةً حَانِيَةْ
و ترْفُلُ في خُصَلٍ كالحرير
ترقُّ بِملْمَسِها لاهِيةْ
سأغمض جفنيَّ لكن سأصحو
لألقى و سادتك الخاليةْ
سأغمض جفنيَّ حتى أراكِ
تطيرينَ شدواَ على الرابية
أمتِّع عيني بحسنٍ تجلى
و أطربُ للَّحنِ والغانيةْ
حماماً تفنَّنَ حوماً وغنَّى
حنيناً وحباً بِلا قافيةْ
أراكِ كطيرٍ يطيرُ لأجلي
فأُهْدي لهُ النغمةَ الشاديةْ
وأَشْعرُ وهماً بحبٍ وعزٍّ
و أُطلق للناس أنْغاميه
أنا الحبُّ لا حبَّ بعدي سيأتي
و ما مرَّ قبلي كأياميه
سأغمض جفنيَّ أُهْديك شِعري
أقولُ ويُغْرِيكِ إلقائيهْ
و أحسبُ أني حظيظٌ لديكِ
و ترضيكِ منيَ ألحانيهْ
فأشْدو و أشْدو لأقْربَ حتَّى
كأنَّكِ نمتِ بأحضانيهْ
فأُصغي لقلبكِ يشكو غراماً
و يشتاقُ للقْبلةِ الهانيهْ
و أرْسُمُها بين عينيكِ حباً
و شوقاً فتَرعشُ أعضائيه
أُحسُّكِ طفتِ بأرجاء جسمي
إلى أن سكنتِ بأحشائيه
سأغمض جفنيَّ أُصغي خيالاً
لصوتك يشدو بأشعاريهْ
فيزداد شِعري جمالاً وأَنْسى
مع الحبِّ آلامي الداميةْ
و أصْبو وأزْهو وأشْدو و أسْمو
أحلِّق في الغيمة العاليةْ
و أطلقُ لحناً يذيبُ القلوبَ
و تهْفو لهُ المهجةُ القاسية
و تسجعُ باللحن كلُّ الطيورِ
و تصْفو المحيطاتُ كالساقيةْ
و تعبقُ في الأرضِ كلُّ الزهورُ
و ترقصُ أغْصَانُها الحاليةْ
أعلِّلُ نفْسي بآمالِ حبٍ
متى تدركُ النفسُ آماليه ؟؟
تعليق :
أحبَّ الوسادةَ لمَّا تولتْ
و أَودَعها لوعةً قاسيةْ
كأنَّ الوسادةَ حنَّتْ عليهِ
وما حنَّتِ الغادةُ الجافيةْ
ينامُ عليها وتحْنو عليه
يحسُّ بها الوجنةَ الدانيةْ
يُقبِّلُ كلَّ الزوايا بشوقٍ
و يحْسبُها المنيةَ القاصيةْ
و يُرْقِدُها كلَّ ليلٍ و ينسى الـ
ـتي قد تسلَّت به لاهية
سميرةُ ليلٍ رفيقةُ حلمٍ
أنيسةُ روحٍ هي الخاليةْ