استشارى نفسى يوضح كيفية التعامل مع الطفل العصبى
ظاهرة باتت ملاحظة كثيرًا فى الآونة الأخيرة، وتعد مؤشر خطر جدًا على الأسرة وتكوينها ومستقبلها، هى ظاهرة تعدى الأبناء على الآباء بالضرب، ووجدنا قصصا وحكايات كثيرة مؤخرًا بتعدى الابن على أمه أو أبيه، وبات التساؤل المطروح هل هذا السلوك ناتج عن سوء تربية وتدليل من الصغر؟ أم شىء اكتسبه الابن فى كبره؟ أم هو تراكمات من سلوكيات خاطئة قام بها أحد الوالدين أدت إلى هذا الفعل المشين؟ مهما كانت الخلافات الأسرية لا يمكن أن تؤدى إلى ضرب أحد الوالدين الذين أوصنا الله عز وجل بهما خيرًا، وفى هذا السياق نتحدث مع الدكتور نور أسامة محمد استشارى نفسى وتعديل السلوك.
هناك أكثر من سبب قد يؤدى إلى تعدى الابن على والديه منها قد يكون هو التعرض للعنف الأسرى ربما إيذاء نفسي بكلمات سامة، أو تم التعدى عليه بالضرب أو شاهد حالة ضرب أمامه، مع كل هذا يخزن شحنة من الضرب فيخرجها على والديه حين يكون هناك ثغرة في تربية الطفل وهو صغير، هذا ما وضحه استشارى النفسي وتعديل السلوك.
وتابع: يظهر ضرب الأبناء للآباء غالبًا في فترة المراهقة، حيث إنها فترة من التمرد وحب الاستقلال وإثبات الذات، وإذا ظهرت هذه التصرفات السيئة في هذا السن يجب على الآباء التصدى لها بكل قوة وعنف مصحوبا بالتفاهم والحنان، بحيث لا يخرج الابن عن إطار الأسرة.
كما أرجع الدكتور نور هذا السلوك المشين إلى سن الطفولة حين كان الطفل يبتز والديه بالبكاء الشديد عندما كان يريد شيئا ما، أو يقوم بضرب أمه أو أبيه من قبل الضحك وللأسف يضحك الكبار على هذا التصرف السيئ، مع الاستمرارية يصبح سلوك وبعد ذلك يصبح من الشخصية، فكان من المفترض أن يعاقب الطفل على هذا السلوك من البداية، فما كان سهلًا يتخذه الابن سهلًا مدى الحياة.
وأما إذا كان حدث الضرب عارضًا للمرة الأولى فهذا يعنى أن الابن يعانى من حالة نفسية ضغط نفسي وكبت بسبب تعرضه لإيذاء ما، ولكن في كل الأحوال لا يجب أن يرفع الابن يده في وجه والديه مهما كانت الظروف، هذا نقص شديد في التربية وسوء تعليم الطفل احترام أبيه وأمه، ويجب على الآباء أخذ موقف حاد من البداية، واعتراف الابن بخطئه وما يترتب عليه من هذا السلوك السيئ في حياته، ويجب أن يؤكدوا على رأى الدين في هذا السلوك وإقامة جلسات دينية مع أساتذة سلوك تربوى ليعود الابن إلى صوابه، ويحسن من أسلوبه وسلوكه مع والديه.
السلوك السليم من الآباء إذا أخطأ الطفل وضرب والديه فى الصغر
- في سن السنتين تبدأ الأم في رفع الصوت والنظرات الحادة كى يفهم الرضيع أن هذا التصرف خطأ ومحظور فعله.
- ومن سنتين ونصف حتى أربعة سنوات نبدأ في معاقبته إذا أخطأ، نمنع عنه الحلويات أو أشياء يحبها.
- ومن سن 5 سنوات إلى 8 نبدأ في وضع قواعد تأديبية هامة منها "الاحترام، اسمع الكلام، ما تمدش إيدك، صوتك ما يعلاش" تعاليم بسيطة صغيرة تزيد مع الوقت، كتحفيز للسلوك السليم، فإذا تعدى تلك القواعد ابدأ في العقاب المعنوى التدريجى مثل عدم التحدث معه، وإذا زاد الخطأ نسحب منه الموبيل أو الأشياء التى يحبها، وإذا تكرر نعطى له أعباء إضافية، مثل زيادة الواجبات الدراسية، المساعدة فى تنظيف غرفته، كل هذا العقاب لا يحمل الإيذاء النفسى أو البدنى، مما يؤدى إلى تراجع نسبة الخطأ تدريجًا، وفي كل مرة يتراجع فيها عن الخطأ لا بد وأن يأخذ مكافئة.
ونصح الطبيب النفسي وأستاذ تعديل السلوك الآباء بالتصرف مع الابن العصبى، بأن يجلس الطفل في مكان ويبدأ في العد التنازلى من 20 إلى صفر، ويأخذ نفس كبير حتى يهدأ نفسيًا ثم نبدأ فى الحديث معه بهدوء حتى يخرج كل ما بداخله أدى إلى عصبيته، أهم شيء مكافئة الطفل إذا عدل سلوكه الخاطئ