أحمد فقي .... كيف أصبح قائدا للدبلوماسية الصومالية ؟
منذ الوهلة الأولى عندما تجتمع شخصياً بهذا الرجل تجد ان لديه الصلابة والمرونة في شخصه في آن واحد ، وهذا ما أثبته الرجل من خلال تعامله مع الملفات الشائكة التي تواجه الصومال، في هذه الفترة العصيبة التي تحارب فيها الحكومة الفيدرالية حركة الشباب الإرهابية التي تزعزع أمن واستقرار السياسي في البلاد ، فمنذ توليه لمنصب وزير الخارجية لحكومة الصومال الفيدرالية . بدأ هذا الرجل بإعادة ترتيب استراتيجية سير نهج العلاقات الخارجية للصومال مع الدول العالم ولا زالت عجلت التطوير لعمل منظومة السلك الدبلوماسي والعاملين بها مستمرة ويوليها سعادته اهتماما بالغاً ،نرصدها من خلال متابعة اخر الاخبار التي تنشر لموقع الوزارة الرسمي عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة .
وعندما نأخذ مثالا لإحدى الملفات التي تمس في الأمن القومي لصومال ، نذكر مذكرة تفاهم أرض الصومال الغير قانونية مع حكومة إثيوبيا التي لم تحترم حق الجوار ونظم القانون الدولي. قام الرجل بمواجهتها وإدارتها بشكل يتوافق مع معايير الدبلوماسية الدولية . إذ القى خطابه الشهير و التاريخي أمام الاتحاد الافريقي و كان فى خطابه يحمل في طياته صوت الشعب و إراداته، وتتالي بعد ذلك وقام بتحركات مدروسة لحشد الدعم الإقليمي والدولي للصومال من خلال استخدام لغة الدبلوماسية والتفاوض، والاستناد على الأعراف والقوانين الدولية لضمان وحدة وسلامة الأراضي الصومالية. وهذا ما تمسك به فقي حيث نتج عن ذلك حصول الحكومة الصومالية على تأييد ودعم من جامعة الدول العربية ، ومنظمة التعاون الإسلامي ، و الاتحاد الافريقي ، والأمم المتحدة ،بالإضافة إلى المواقف الحازمة والصريحة التي أخذتها بعض دول الإقليم ذات التأثير المركزي كجمهورية مصر العربية، وجمهورية تركيا ، ودولة قطر إذ أكد الجميع مرارا احترامهم لسيادة الصومال وسلامته الإقليمية ووحدته.
وقد نجح الرجل في إطار إدارة هذه الازمة بالتوصل مع حكومته إلى توقيع اتفاقية التعاون الدفاعي والاقتصادي مع تركيا ،وبموجب هذا الاتفاق الدفاعي، ستساعد تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو)في الدفاع عن المياه الإقليمية للصومال، وإعادة تنظيم القوات البحرية لهذا البلد المضطرب في منطقة القرن الأفريقي، هذه الاتفاقية التي تصنع للصومال حليف قوي قادر على الدفاع عنها إن لزم الامر . وهذه العقلية التي يتم بها التعامل مع العلاقات الخارجية في الوقت الراهن تثبت لنا أننا سنشهد تطورات ملموسة على أرض الواقع تصب في المصلحة العامة للصومال. وتطلعات الإدارة الجديدة التي تقود العمل الدبلوماسي والعلاقات الخارجية الطامح للتغيير من خلال تطبيق رؤيتها الجديدة نحو تعزيز حضور الشخص الدبلوماسي الصومالي والمواطن الصومالي بشكل اقوي يليق بمكانة الدولة الصومالية في الساحة الدولية .
إذ يسعي هذا الرجل منذ أن ترأس منصبه بكل جهده داخليا وخارجيا في تحركاته و تصريحاته الي كل ما يضمن توافق وتوحيد جهود ومساعي الشعب و الحكومة الفيدرالية الصومالية إزاء القضايا الداخلية السياسية والخارجية . وما هو معروف عن هذا الرجل هو اهتمامه البالغ وتسليطه الضوء على مكافحة الإرهاب ، من خلال سعيه الحثيث للحصول على دعم الدول الصديقة والشقيقة التي لديها الإمكانيات والخبرات وتاريخ السابق في التعامل مع مثل هذه المنظمات الإرهابية، اذ يصنف حركة الشباب بانها أخطر ملف يهدد السلم والأمن الوطني والقومي للأمة الصومالية . ولابد أن نعترف أن هذا الرجل يواجه ملفات معقدة وشائكة وعقبات داخلية وخارجية من المتوقع أننا سنري في فترة توليه الإدارة النتائج والحصيلة لما قدمه لشعب وبلاده اثناء توليه هذا المنصب .
في ختام هذا الاستعراض لما يقوم به أحمد فقى الوزير الحالي للشؤون الخارجية للصومال يمكننا أن ننظر بتفاؤل إلى مستقبل العلاقات الخارجية للصومال مع دول العالم، وأن تتشكل رؤية إرادة سياسية مشتركة لمستقبل مزدهر يعود بالنفع على تعزيز الاستقرار والتنمية بإتجاه العلاقات الدبلوماسية المستقرة مع دول الجوار للبلاد .
بقلم
أرقسن إسماعيل
كاتبة صومالية
قيادية وعضو المجلس الاستشاري بشبكة إعلام المرأة العربية