5 كتب عن تاريخ العنف على مر العصور.. تعرف عليها
تختلف أنواع الكتب والروايات الموجودة في الساحة الأدبية، حيث تتنوع بين أدب الرعب وأدب الرومانسية والخيال العلمي والغموض وغيرهم من الأنواع الأخرى، ومن بين أنواع الكتب، الكتب التي تحدث عن تاريخ العنف بمختلف العصور والأزمنة، وهو ما سنستعرضه لكم في السطور التالية.
يحمل غاندي حملةً شديدة على ثلاثِ طبقات من الناس: القُضاة والأطباء والمعلِّمين، فأمَّا هؤلاء فالسبب بَيِّن، وهو أنهم أنْسَوا الهنودَ لغتهم الخاصة وروحهم الخاص، وأنهم يحطُّون الناشئ من الوجهة القومية، وأنهم فوق ذلك لا يخاطبون إلا العقل، غافِلين عن القلب، مهمِلين الخُلق.
كان تاريخ البشرية حلقة متصلة من الصراع بين مَن يملك ومَن لا يملك، بين القوي والضعيف، بين الغاصب والمغصوب، فمنذ أن حاوَل "قابيل" انتزاعَ حق أخيه "هابيل"، لم يفتأ البشر يسيرون على نَهجه، ولكن "المهاتما غاندي" سطَّر بفِكره وأسلوب حياته طريقًا جديدًا للبشرية، مُؤثِرًا السلامَ على الحرب، والتسامحَ على العنف، والحب على الكُره، سيقف التاريخ كثيرًا أمام ذلك الرجل الذي قاتَل بسِلميَّته، وضحَّى بحياته في سبيلِ ألَّا يُراق دمُ إنسان، قُتل "غاندي"، ولكن حكمته ودروسه وفلسفته وأثَره لا يمكِن أن تُقتل؛ هكذا يبقى التاريخ وفيًّا لمَن ساهموا في استمراره بنقاء، وأضافوا إليه مساراتٍ جديدة.
يعتقد بعض علماء الاجتماع أنه كلما كانت الهياكل التي نتحرك فيها أكثر تعقيدًا، كان شعورنا بالانقياد أكبر، فنحن نسبح في تيار الأحداث ولا نستطيع تغيير ما لا نتحمله، يسمح الفرد للأمور التي لا يستطيع التأثير عليها بالحدوث ويقتضي بالحدود المفروضة عليه، فماذا يمكن أن يفعله إنسان ليس إلا ترس في صندوق تروس لا يديره أحد.
ثمّة خطٌّ فاصل تاريخياً بين الأجساد "الجديرة بأن تكون محميّة"، وبين تلك التي تجرّد من السلاح ومن حقّها بالحماية وتترك عزلاء، هذا التجريد المنهجي من السلاح يعيد السؤال حول مسألة اللجوء إلى العنف دفاعاً عن النفس عند كل حركة تحررية، عام 1685، حظر "القانون الأسود" أن يحمل "العبيد أي سلاح هجومي أو عصا غليظة"، وفي القرن التاسع عشر، منعت الدولة الاستعمارية السكانَ المحليين في الجزائر من حمل الأسلحة، فيما شرّعته للمستوطنين، أمّا اليوم، فحياة البعض باتت ضئيلة إلى حدّ يمكن فيه قتل مراهق بحجّة أنّه مصدر تهديد، تعيد إلزا دورلين إلى الذاكرة نشأة الدفاع السياسي عن النفس بوصفه ضرورة حيوية وصيرورة سياسية وإحدى ممارسات المقاومة، وتخلص إلى أن الأمر يتعلّق بإنتاج كائنات، كلما زادت قدرتها على الدفاع عن نفسها، عجّلت لقاءَ حتفها.
كيف يكون المتقون ورثة الفردوس، وهم حملة أثقال الخطيئة الأبدية؟! هذا الانفصام المريب، بين الورع والخطيئة، هو تجسيد صراع بالقوة بين حب لذة الحياة ومباهجها، وبين الارتعاد رهبة منها، تلك هي ازدواجية اللعنة التي حملت النفس البائسة أثقالها المُرّة، بيد أن الإنسان وقع من جرائها في تساؤلات جمة: من أنا؟ وإلى أين أنا؟، وهل أنا من يتعقب الخوف، أم هو الذي يتعقبني؟ من الحق أن كل الأشياء التي خافها الإنسان وسجد لها، كانت تأتي من جهالته بها، بل، من جهالته بنفسه، حتى شهوة الجمال خضعن للإخصاء، واعتبر "الأنا الحرماني الأعلى" أنه كلما ازدادت شهوة الجمال تأثيراً في الروح ازداد إثمها، مما جعل الجمال رجساً عظيماً، تلك هي شقوة (ثقافة التحريم) منذ بدء الزمن الأسطوري المقدس، أي حين أدرك ذلك الكائن جمال الخطيئة، فلم تتجرأ نفسه الخطاءة على البوح بما يخالجها، إلا أن معرفته بثقافة الإخصاء التي مورست عليه من خلال التجربة الحية، تؤكد بالقطع أن في نفسه حقيقة الجمال، وليس في الأشياء التي سجد لها، ولقد أدرك الإنسان أن الجمال الذي يجسدها ليس عشقاً لها، وإنما الإله المتجسد فيها جمالاً يُعشق، وتطلع إلى التخلص من عقدة البحث عن الشفقة وذل الإنفصام والخوف، وأيقن أن ماتهفو إليه الروح هو من تجليات القداسة.
الصخب والعنف" هي في رأي النقاد "رواية الروائيين"، تركيبها الفني، على صعوبته، معجزة من معجزات الخيال، وغاية فوكنر في هذه الرواية هي أن يصور انحلال أسرة آل كمبسن، ضمن الانحلال العام في "الجنوب" الذي يتألف من الولايات المتحدة التي انتعشت على زراعة القطن واستخدمت الزنوج رقيقاً إلى أن اندلعت نيران الحرب، وألغي الرق، وغزا الشمال الجنوب بوسائل شتى وتغيرت معالم الحياة فيه. وهذا التغير، بما فيه من انحطاط أو سموّ، من شهامة أو حقارة، وبما سبقه أو تلاه من جرائم وصراع وهتك أعراض، هو موضوع فوكنر.