حكاية معركة جبل طابور بين الجيش العثمانى والحملة الفرنسية

نشبت معركة جبل طابور فى مثل هذا اليوم 16 أبريل 1799 بين القوات الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت والجنرال كليبر ضد الجيش العثمانى تحت عبد الله باشا العظم حاكم دمشق، وكانت المعركة نتيجة حصار عكا فى المراحل اللاحقة من الحملة الفرنسية فى مصر وسوريا.
وبحلول أبريل من عام 1799 أثناء حصار عكا أصبح نابليون قلقًا بشأن وضعه الاستراتيجى والوجود المحتمل لقوات عثمانية كبيرة فى المنطقة المجاورة وأدى ذلك إلى مزيد من الإشراف على مرؤوسيه وتعليمات مفصلة، وهو ما أثار غضب كليبر.
وأثناء وجوده في الناصرة تلقى كليبر أخبارًا تفيد بأن قوة عثمانية كبيرة كانت تخيم بالقرب من جبل طابور ورآها فرصة لصنع اسم لنفسه وبعد اتخاذ الاحتياطات للكتابة إلى نابليون عن نواياه أخذ كليبر فرقته المكونة من 2000 رجل على أمل شن غارة ليلية جريئة على المعسكر العثمانى وكانت خطته هى السير حول الجانب الشمالى من جبل طابور لمفاجأة القوات العثمانية فى الساعة 2 صباحًا.
وشهدت المعركة التى نتجت عن ذلك أن تسببت القوة الفرنسية التى فاق عددها القوات العثمانية فى العدد فى سقوط آلاف الضحايا وتشتيت ما تبقى من قوات باشا دمشق، مما أجبرهم على التخلى عن آمالهم فى إعادة احتلال مصر وترك نابليون حرًا لمواصلة حصار عكا.
وتذكر موسوعة تاريخ العالم أن الفرنسيين هزموا جيش الإغاثة العثمانى فى معركة جبل طابور، في 16 أبريل، وعلى الرغم من أن هذا الانتصار كان مثيرًا للإعجاب، إلا أنه لم يفعل شيئًا يذكر لتحسين احتمالات بونابرت فى الاستيلاء على عكا، ولم يمض وقت طويل حتى أنجز سيدني سميث أعظم أعماله في الحرب النفسية حتى الآن، عندما سمح لبعض الأخبار الحقيقية بالوصول إلى جيش بونابرت، حيث أعلنت عن بداية حرب التحالف الثانى والهزائم العسكرية التى لحقت بفرنسا فى أوروبا، وهنا أدرك بونابرت أن مواهبه العسكرية ضرورية للعودة إلى أوروبا، فرفع الحصار فى 20 مايو وبدأ رحلة العودة الطويلة المحبطة إلى القاهرة، كان فشل الحصار يطارد دائمًا بونابرت، الذي أعرب عن أسفه لاحقًا، "لقد فقدت حظي في عكا".