عبدالرحمن سمير يكتب..كبسولات سريعة
تخلى العرب عن غزة وتركها وحيدة تكافح العدو الإسرائيلي وخلفه دعم أمريكى غير مسبوق هو خيانة للضمير العربى والإسلامى وكل القيم الإنسانية . الصمت الأوروبى والعالمى ضد ما يحدث فى غزة هو تواطؤ واضح للعيان وفيه عنصرية واضحة ضد كل ما هو عربى وإسلامي وشتان فى الموقف الأوروبي من حرب روسيا على أوكرانيا وما يحدث لأهلنا في فلسطين . عقد مجلس الأمن الدولي عدة جلسات لمناقشة حرب الإبادة فى غزة دون الوصول لقرار ما هو إلا ذر للرماد فى العيون وتغطية عما تفعله إسرائيل في غزة . ما يحدث في السودان هو نذير شؤم يذكرنا بحروب ملوك الطوائف قديما فى الأندلس وفى النهاية سقطت الأندلس ويخشى المراقبون أن السودان في طريقه للإنهيار والتفكك إلى عدة دويلات . السلطة الفلسطينية تندد بحرب الإبادة الجماعية التي تحدث في غزة وتطالب بالتدخل العاجل لوقف تلك الإبادة ومن ناحية أخرى تنسق مع الإحتلال الإسرائيلي وتطارد المقاومين من الفصائل الفلسطينية. تبادل الأدوار بين الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية في موضوع المفاوضات الجارية مثير للسخرية فالولايات المتحدة وسيط فى المفاوضات وتقنع العالم انها تريد وقفا لإطلاق النار وفى نفس الوقت ترسل الأسلحة الحديثة بكل أنواعها للجيش الإسرائيلي لاستمرار الحرب وإبادة أهلنا في غزة. الفرقاء السياسيون فى ليبيا لا يتعلمون مما يحدث في السودان ويتنازعون من جديد فيما بينهم بين مجلس الدولة ومجلس النواب ولن يتراجعوا عن الصراع والقتال حتى تتفكك ليبيا الى دولتين أو ثلاثة . بعد إغتيال إسرائيل لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس (إسماعيل هنية) فى طهران توعدت إيران بالرد الساحق الماحق على تلك الجريمة النكراء واختراق السيادة الوطنية لإيران وانتظر العالم ومازال ينتظر ذلك الرد المزلزل وفى النهاية سيكون كالمثل العربى تمخض الجبل فأنجب فارا . الرئيس محمود عباس فى وسط البرلمان التركي يعلن على الملأ أنه قرر زيارة غزة ومعه الحكومة الفلسطينية كاملة لدعم غزة وأهلها و هو لا يستطيع دخول رام الله وقصر الحكم فيها إلا بموافقة نتنياهو فكيف سيدخل غزة ؟!. أمريكا تعلن بكل بجاحة وصراحة مطلقة أنها ستدافع عن إسرائيل بكل قوتها عسكرياً وسياسياً واقتصادياً ولا تخشى غضب الدول العربية والإسلامية ولا تهتم بهذا فلماذا لا تعلن الدول العربية والإسلامية دعم فلسطين عسكرياً وسياسياً واقتصادياً ؟! . محكمة العدل الدولية لا ترى أو تسمع ما يحدث من إبادة جماعية في غزة وكذلك المحكمة الجنائية الدولية تتأخر في إصدار مذكرة اعتقال بحق نتنياهو وغلانت وترضخ للضغوط الأمريكية والأوروبية كلها منظمات متواطئة فى تلك الجريمة بعد حرب الإبادة فى غزة لا يتحدث أحد عن وجود القانون الدولي فقد مات ودفن في غزة ،فلا قانون يعلو قانون القوة فالقانون الدولى لا يطبق إلا على الدول الضعيفة والفقيرة . الغالبية من العرب والمسلمين يتمنون فوز كاملاهاريس ولا فرق بينها وبين ترامب فكلاهما منحاز إلى إسرائيل انحيازا كاملاً ويدعمونها دعما مطلقاً ولكن الفرق بينهما أن ترامب واضح وصريح جداً في دعمه الكامل لدولة الإحتلال حتى أنه يرى أن مساحة إسرائيل صغيرة ويجب زيادة تلك المساحة . واخيرا ،تمتلك الدول العربية والإسلامية اوراق ضغط كثيرة تستطيع بها إجبار دولة الإحتلال على وقف عدوانها على غزة وتستطيع الضغط على أمريكا لوقف جنون الحكومة المتطرفة في إسرائيل فلماذا لا تستخدمها وتوقف حرب الإبادة فى غزة ؟