أسرار وكواليس البرلمان المصرى فى 200 سنة
يبدأ موقع الدولة الإخبارية إعتباراً من الغد تقديم عرض متميز لأحدث كتاب عن “ البرلمان المصرى .. 200 سنة تحت القبة “، يؤرخ فيه مؤلفه محمد المصرى المحرر البرلمانى لمجلة أكتوبر للحياة البرلمانية المصرية
يعد هذا الكتاب من المراجع المهمة لتاريخ البرلمان المصرى منذ أن بدأت مصر الأخذ بالنظام البرلمانى قبل قرنين من الزمان ، بعد ان نشطت الحركات الدستورية فى العالم والدعوة الى مبادىء الحرية والمساواه واتجاه الانظار إلى المدنية الأوربية .
ونحن فى موقع الدولة الاخبارية نقدم هذا الكتاب للأعضاء الجدد فى مجلسى النواب والشيوخ وللمحررين البرلمانيين حتى يتعرفوا على تاريخنا البرلمانى العريق فى العصور المختلفة ، ويكون لهم نبراساً وهم يؤدون عملهم التشريعى والرقابى تحت القبة .
فى البداية فقد إختلف المؤلف مع بعض المؤرخين الذين يعتبرون أن مصر لم تعرف المجالس البرلمانية إلا فى عام 1866 عندما أصدر الخديو إسماعيل أوامره إلى سعادة “إسماعيل باشا راغب “ بتأسيس أول مجلس شورى النواب وتعيينه رئيساً له.. لكنه أعتبر أن المجالس التى أنشأها محمد على وأبنه إبراهيم باشا(مجلس الأغوات والأفندية " المجلس العالى " ، مجلس المشورة ،المجلس الخصوصى ، المجلس العمومى ) إنما هى ارهاصات ومقدمات حقيقية للحياة البرلمانية بمنطق ذلك العصروالتى إستمرت 50 عاماً حتى برلمان الخديو.. فمصر من أوائل دول العالم التى عرفت النظم البرلمانية منذ حوالى 200سنة وقبل بعض الدول الكبرى التى تتغنى حالياً بالديمقراطية !.
ويقول الكاتب محمد المصرى ، إن البرلمان المصرى طوال قرنين من الزمان كان شاهداً على كفاح هذه الأمة من أجل كرامتها وحريتها واستقلالها .. وسجلت المضابط أن بعض هذه البرلمانات إستطاعت بكل قوة التصدى للظلم الإجتماعى والاقتصادى والثقافى الذى يقع على المصريين فى بعض العهود، بل إن بعض صفحات التاريخ تؤكد لنا إن البرلمان المصرى فى بعض المواقف الصعبة والمهمة كان يتحدى حكامه ومن بيدهم الأمر، ويفرض رأيه على الجميع ويقف بكل شجاعة أمام الطواغيت وترزية القوانين والعابثين بالدستور ، والفاسدين الذين يصفقون لكل حاكم !.
ويؤكد المؤلف فى مقدمة الكتاب أن حياتنا البرلمانية خلال كل هذه السنوات مرت بفترات من القوة والصمود والدفاع عن مصالح الناس والوطن ، وفى فترات أخرى كان البرلمان يمر بمراحل من الضعف والهوان وتصارع الأحزاب تحت القبة طمعاً فى الكراسى والمناصب والثروة والسلطان،وفى بعض الأحيان أصبح "العوبة " فى يد الحاكم يحقق له كل ما يريد ويقنن له الفساد بالقوانين وتزاوجت تحت القبة دعائم السلطة مع رأس المال وسيطرت السلطة التنفيذية على زمام الأمور رغم أن البرلمان يمثل قمة السلطة التشريعية ولكنه أصبح كخيال المآته لا حول له ولا قوة للأسف الشديد ، أو يكون البرلمان مجرد صورة من صور الديمقراطية الزائفة أمام العالم !.
ومصر عرفت نظام المجلسين التشريعيين ( النواب والشيوخ ) منذ عام 1924 بعد صدور أول دستور مصرى فى عام 1923، وحتى قيام ثورة يوليو 1952 التى الغت الأحزاب السياسية وأخذت بنظام المجلس الواحد فى عام 1957 وكانت برلمانات عبد الناصر تعمل تحت مظلة النظام الشمولى " الإتحاد القومى – الإتحاد الاشتراكى "ورفعت شعار حماية الشرعية الثورية، وذلك حتى عودة نظام التعددية الحزبية فى برلمانات السادات ابتداء من عام 1976والعودة لنظام المجلسين بعد انشاء مجلس الشورى ليكون مجلساً للعائلة المصرية فى نوفمبر 1980 وكان دوره محل جدل دائم بين الباحثين والدارسين حتى أعطته التعديلات الدستورية فى 2007 لدستور 1971بعض الصلاحيات التشريعية حتى تم الغاؤه تماماً فى دستور 2014 .. ثم عاد مجلس الشورى مرة أخرى بمسمى مجلس الشيوخ بعد التعديلات التى ادخلت على الدستور فى عام 2019 .
ويقول الكاتب محمد المصرى .. ا نه من خلال ثلاثة عشرفصلاً حاول رصد بعض المحطات والمواقف البرلمانية المهمة فى تاريخنا البرلمانى منذ عهد الوالى محمد على وحتى الرئيس عبد الفتاح السيسى ،. وتسليط الأضواء على بعض القضايا والأحداث الجسام التى غيرت وجه مصر والعالم كله ، والتى عاصرها تحت القبة وكان شاهداً عليها على مدى 40 سنة بحكم عمله كمحرر برلمانى عاصر فيها سبعة من رؤساء مجلس الشعب ابتداء من المهندس سيد مرعى وحتى د.على عبد العال ، وخمسة رؤساء لمجلس الشورى ابتداء من د. صبحى عبد الحكيم وحتى د. أحمد فهمى ، وإن تكون هذه الأحداث الماضية عبرة وعظة ودروساً لنا جميعاً فى مسيرتنا البرلمانية .
وقد إعتمد الكاتب الصحفى محمد المصرى أثناء إعداده لهذا الكتاب المهم على العديد من الوثائق والمراجع والمضابط ومحاضر جلسات اللجان فى المجلسين .. بالاضافة الى ما كان يسجله فى مذكراته الخاصة أثناء إنعقاد الجلسات على مدى اربعين عاماً..علاوة على مقابلاته الشخصية مع رؤساء مجالس الشعب والشورى والوزراء والأعضاء تحت القبة ، أو من خلال زياراته الميدانية للجان المجلسين لمواقع الاحداث أو اثناء مرافقته لوفود المجلسين للدول الخارجية أو متابعتة للمؤتمرات البرلمانية الدولية ..
ويضم الكتاب أيضا العديد من الصور البرلمانية النادرة من أرشيفه الخاص أو التى كان يزوده به الزملاء المصورين الصحفيين من صور نادرة