سفير الصين: 282 مليار دولار حجم التجارة مع أفريقيا بزيادة 26 ضعفا منذ 2000
قال السفير الصينى بالقاهرة إن حجم التبادل التجارى بين بلاده والقارة الأفريقية ازداد من 10.5 مليار دولار في عام 2000 إلى 282.1 مليار دولار في عام 2023، بزيادة 26 ضعفا. كما ارتفع إجمالي الاستثمار الصيني في إفريقيا من 500 مليون دولار إلى 40 مليار دولار في الوقت الحالي.
وأضاف فى مؤتمر صحفى عقد صباح اليوم لتقديم إحاطة حول مخرجات قمة منتدى التعاون الصينى الأفريقي، أن المنتدى تأسس عام 2000، وهو أول آلية منتظمة أقامتها الصين مع الدول النامية، وأول آلية متعددة الأطراف أقامتها الصين مع قارة ككل.
وأوضح أنه خلال السنوات الـ24 الماضية، أقيمت 4 قمم و9 اجتماعات وزارية و17 اجتماع كبار المسؤولين، وقد أصبح المنتدى منصة مهمة وآلية فعالة لتعزيز الحوار الجماعي والتعاون العملي بين الصين والدول الإفريقية، وكذلك علامة بارزة للتعاون بين دول الجنوب.
وأكد أنه منذ تأسيس المنتدى، تحولت العلاقات الصينية الإفريقية من "الشراكة الجديدة" إلى "الشراكة الاستراتيجية الجديدة" ثم إلى "الشراكة الاستراتيجية الشاملة" وصولا إلى "المجتمع الصيني الأفريقي للمستقبل المشترك في كل الأجواء في العصر الجديد"، وازداد الطابع الاستراتيجي باستمرار.
كما وحقق التعاون في بناء "الحزام والطريق" إنجازات مثمرة، ونُفذت "خطة التعاون العشر" لقمة جوهانسبرج و"الأعمال الثمانية المشتركة" من قمة بكين و"المشاريع التسعة" من قمة دكار بشكل سلس. وفقا للإحصاء، قد ساعدت الصين إفريقية في بناء وتحديث 100 ألف كيلومتر من الطرق العامة، و10 آلاف من السكة الحديدية وحوالي ألف جسر ومائة ميناء. وأرسلت الصين الفرق الطبية إلى تقريبا جميع الدول الإفريقية، وتجولت هذه الفرق في المناطق الريفية لتقديم العلاج لحوالي 230 مليون شخص في إفريقيا. في السنوات الثلاث الماضية فقط، خلقت الشركات الصينية أكثر من مليون و100 ألف فرصة عمل لإفريقيا. وعادت المشاريع المعيشية التي أقامتها الصين في إفريقية في مجالات الأغذية والمياه والتعليم بالفوائد على الشعوب الإفريقية. وطرحت القمة هذا العام "أعمال الشراكة العشرة"، التي ستدفع التعاون الصيني الإفريقي إلى مستوى جديد.
خلال التعاون طويل الأمد مع إفريقيا، تبلورت الخصائص والتقاليد التي يجب الاعتزاز والالتزام بها: أولا، عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأفريقيا وتقديم المساعدات بنية صادقة، وعدم فرض أي شرط سياسي. ثانيا، تلبية احتياجات إفريقيا، وإيلاء الاهتمام بمشاريع البنية التحتية كالمحرك وكذلك المشاريع المعيشية، ومساعدة أفريقيا في رفع القدرة على التنمية الذاتية، وتحويل المزايا في الموارد الطبيعية والبشرية إلى القوة التنافسية ورفاهية الشعب. ثالثا، عدم الخوض في اللعبة الجيوسياسية، ورفض المحاولات لتشكيل الاستقطاب في إفريقيا أو تحقيق المصالح الأنانية باستخدام أفريقيا.
وأكد السفير أنه في نقطة الانطلاق الجديدة، ستلتزم الصين بمفهوم الشفافية والعملية والحميمية والصدق والفهم الصحيح للمسئولية الأخلاقية والمصلحة، وتعمل مع مصر وغيرها من الدول الإفريقية على تنفيذ نتائج هذه القمة، بما يعود بالخير على الصين ومصر والشعوب الإفريقية بشكل أكبر.
ولفت إلى أن الرئيس الصيني شي جين بينج طرح الرؤية ذات النقاط الست للتعاون الصيني الإفريقي في دفع التحديث، وهي العدالة والإنصاف، والانفتاح والكسب المشترك، وأولوية الشعب، والتنوع والشمول، والحفاظ على البيئة، والسلم والأمن. جاءت هذه الرؤية من التفكير العميق حول مجتمع المستقبل المشترك للبشرية والتحديث الصيني النمط، مع أخذ في الاعتبار متطلبات إفريقيا العملية بزيادة مشاركتها في الحوكمة العالمية، وتصحيح المظالم التاريخية، وتحقيق التحديث.
وأضاف أن هذا يجسد سعي الصين وإفريقيا نحو بناء عالم يسوده السلام الدائم والأمن الشامل والرخاء المشترك والانفتاح والشمول والنظافة، ويوضح الاتجاه للتعاون الصيني الإفريقي في حل عجز السلام وعجز التنمية وعجز الأمن وعجز الحوكمة، وهذا الاتجاه يتجاوز النمط التقليدي لنظرية التحديث الغربي، ويكمل نظرية التحديث للبشرية. وأشار "إعلان بكين" الذي تم تبنيه في قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي إلى أن التعاون الصيني الإفريقي في دفع التحديث مهمة تاريخية وعصرية لبناء المجتمع الصيني الإفريقي للمستقبل المشترك رفيع المستوى. ويمثل ذلك الصورة الحية لتطور العلاقات الصينية المصرية