”فاينانشيال تايمز”: اغتيال حسن نصر الله يُشكل تصعيدًا دراماتيكيًا في استهداف لبنان
اعتبرت صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية في عددها الصادر اليوم الأحد أن اغتيال إسرائيل لزعيم حزب الله حسن نصر الله في ضربة ضخمة على العاصمة اللبنانية "بيروت" أمس الأول /الجمعة يُشكل تصعيدًا دراماتيكيًا في تطورات الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على لبنان
وذكرت الصحيفة - في سياق مقال تحليلي كتبته رئيسة تحريرها رولا خلف - أن الضربة التي استهدفت حيا سكنيا مكتظا بالسكان في جنوب بيروت كانت جزءًا من قصف مكثف نفذته القوات الإسرائيلية أمس الأول وشكل تصعيدًا دراماتيكيا لهجماتها ضد حزب الله.
واستشهدت خلف في مقالها ببيان الحزب الذي نشره أمس /السبت/ وأعلن فيه مقتل نصرالله.. قائلًا إنه انضم إلى القائمة الطويلة من "شهداء" الحزب الذي سيواصل القتال ضد إسرائيل "دعمًا لغزة وفلسطين ودفاعًا عن لبنان وشعبه الصامد والشريف" في حين قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في حديث أدلى به الليلة الماضية إن "مقتل نصر الله كان خطوة ضرورية نحو تحقيق الأهداف التي حددناها بما في ذلك تغيير ميزان القوى في المنطقة لسنوات قادمة".. مضيفا : "أن العمل لم ينته بعد".. محذرًا الإسرائيليين من أنهم "سيواجهون تحديات كبيرة في الأيام المقبلة".
كما أصدر نتنياهو تحذيرًا لخصوم إسرائيل .. قائلا :"لا يوجد مكان في إيران أو الشرق الأوسط بعيدًا عن متناول الذراع الطويلة لإسرائيل واليوم تعرفون مدى صحة ذلك".
ومن جانبه ..قال هيرتسي هاليفي رئيس الأركان العامة للجيش الإسرائيلي:"إن الضربة لم تمثل نهاية العمليات الإسرائيلية ، هذه ليست نهاية صندوق أدواتنا ، الرسالة بسيطة وهي أي شخص يهدد مواطني إسرائيل ، سنعرف كيف نصل إليهم فيما اعتبر الرئيس الأمريكي جو بايدن أن مقتل نصر الله كان "إجراءً للعدالة وانتصارًا لضحاياه العديدين".
وقال بايدن ، في بيان صدر أمس ، : "إن الولايات المتحدة تدعم تمامًا حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد حزب الله وحماس والحوثيين وأي جماعات أخرى مدعومة من إيران ،وفي النهاية، هدفنا هو تهدئة الصراعات الجارية في كل من غزة ولبنان من خلال الوسائل الدبلوماسية".. مضيفا : أن الوقت حان لإبرام صفقات لإنهاء الصراع في كل من غزة ولبنان.
وأعلنت إسرائيل أن الضربة أسفرت أيضا عن مقتل رئيس الجبهة الجنوبية لحزب الله علي كركي وقادة كبار آخرين .. مشيرة إلى أن هذه الضربة كانت أحدث سلسلة من الهجمات الإسرائيلية المنهكة على سلسلة القيادة لحزب الله المدعوم من إيران.
وقال مسئول إيراني - في تصريح خاص لخلف - إن الضربة استهدفت أيضًا قائدًا كبيرًا في الحرس الثوري الإيراني وهو عباس نيلفورشان الذي كان في اجتماع مع نصر الله..فيما رأت الصحيفة البريطانية أن مقتل نيلفورشان ونصر الله، الذي كان أحد أقرب حلفاء إيران، ربما يزيد من خطر الانتقام من قبل طهران.
وأضاف المسئول الإيراني، الذي تحدث شريطة عدم ذكر اسمه، أن المسئولين اللبنانيين حذروا يوم الجمعة الماضي طائرة شحن إيرانية من مغادرة المجال الجوي للبلاد بسبب خطر استهداف إسرائيل لها.
وقال الجيش الإسرائيلي إن طائرات سلاح الجو الإسرائيلي تقوم بدوريات في منطقة مطار بيروت ولن تسمح للرحلات المعادية التي تحمل أسلحة بالهبوط هناك.
وبدوره..قال المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي "إن مصير الشرق الأوسط سيحدده قوى المقاومة، وأهمها حزب الله".. مضيفا:"أن البنية الصلبة للجماعة لا يمكن أن تتضرر بشكل كبير من قبل المجرمين الصهاينة الذين قال إنهم أظهروا سياساتهم قصيرة النظر والغبية"..مناشدا جميع المسلمين للوقوف إلى جانب حزب الله في حربه ضد "نظام محتل ووحشي".. حسب قوله.
وكانت وزارة الصحة اللبنانية قد أعلنت أن 33 شخصًا على الأقل قُتلوا بينما أُصيب 195 في الضربة التي قتلت نصر الله ، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم مع استمرار عمال الإنقاذ في البحث عن ناجين ، وفي الوقت نفسه سُمع دوي انفجارات على مدار أمس في بيروت بينما واصلت إسرائيل ضرب أهداف لحزب الله وأعلنت أنها قتلت عضوًا بارزًا في قسم استخبارات الحزب والمسئول عن اختيار الأهداف في إسرائيل.
كما نشر الجيش الإسرائيلي تحذيرات عبر وسائل التواصل الاجتماعي تطالب اللبنانيين بإخلاء الضواحي الجنوبية لبيروت ووادي البقاع وجنوب لبنان بينما قال الجيش الإسرائيلي إنه اعترض صاروخًا أُطلق من اليمن وأدى إلى إطلاق صفارات الإنذار في وسط إسرائيل ، وفي وقت متأخر من أمس /السبت/ دوت صفارات الإنذار أيضًا في أجزاء من القدس حيث كشف الجيش الإسرائيلي عن صاروخ قادم من لبنان.
ودعا زعماء لبنانيون من مختلف الأطياف السياسية- حسبما أبرزت الكاتبة البريطانية في ختام مقالها - إلى الوحدة، مما يعكس المخاوف من أن الدولة الهشة بالفعل قد تنزلق إلى صراع أهلي في أعقاب اغتيال نصر الله.
فمن جانبه .. قال رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري: "لقد اختلفنا كثيرًا مع الفقيد وحزبه ونادرًا ما وجدنا أرضية مشتركة، لكن لبنان كان خيمة للجميع، وفي هذا الوقت العصيب للغاية فإن وحدتنا وتضامننا أمران أساسيان".