زيارة مرتقبة لجو بايدن للقارة الأفريقية منتصف أكتوبر.. لماذا اختار أنجولا؟
يستعد الرئيس الأمريكي جو بايدن، للقيام بأول زيارة له للقارة الأفريقية، كرئيس الولايات المتحدة الأمريكية، إذ من المقرر قيامه بزيارة دولة أنجولا في الفترة من 13 إلى 15 أكتوبر المقبل.
واختيار أنجولا كأول رحلة يقوم بها بايدن إلى إفريقيا كرئيس، تكشف مدى أهمية ممر لوبيتو بالنسبة للولايات المتحدة لمواجهة التمدد الصيني في القارة السمراء، وفقا لما ذكرته صحيفة "The Africa report".
وستركز زيارة بايدن في الفترة من 13 إلى 15 أكتوبر ، والتي تأتي قبل أشهر فقط من انتهاء ولايته، على مشروع متعدد الجنسيات ضخم لإعادة تأهيل خط سكة حديد يبلغ طوله 1300 كيلومتر يربط البلدان الداخلية الغنية بالمعادن بميناء لوبيتو على المحيط الأطلسي في أنجولا.
ومن المقرر أن يبدأ مشروع ممر لوبيتو في أوائل عام 2026، وسينقل الموارد الحيوية للاقتصاد العالمي، بما في ذلك النحاس والكوبالت، من المناجم في جمهورية الكونغو الديمقراطية وزامبيا إلى ميناء لوبيتو في أنجولا.
ويأتي المشروع الطموح، في ظل تصاعد النفوذ الصيني في إفريقيا، والذي تجلَّى بوضوح في مشاريع البنية التحتية والتنمية على مدى العقدين الماضيين، وتسعى الولايات المتحدة حاليًّا إلى اتخاذ إجراءات مضادَّة لتعزيز وجودها في القارة، لا سيما في قطاع المعادن الإستراتيجية، وفقا لورقة بحثية منشورة في مجلة قراءات إفريقية.
ويعد المشروع جزءًا من المعركة الجيوسياسية بين الولايات المتحدة وحلفائها والصين، التي تمتلك مناجم في جمهورية الكونغو الديمقراطية وزامبيا ضمن مجموعة من الاستثمارات في المنطقة.
ووصف بايدن المشروع بأنه "أكبر استثمار أمريكي في مجال السكك الحديدية في أفريقيا على الإطلاق" عندما التقى الرئيس الأنجولي جواو لورينسو في البيت الأبيض في ديسمبر.
وتُعد الدولة الناطقة باللغة البرتغالية والتي يبلغ عدد سكانها 37 مليون نسمة ثاني أكبر مصدر للنفط الخام في أفريقيا، وفقًا لأرقام وكالة الطاقة الدولية لعام 2022، حيث تشكل صناعة النفط حوالي 90 في المائة من صادراتها.
ومن جهته قال أليكس فاينز، مدير برنامج افريقيا في " chathamhouse"، "أنجولا تعمل على تنويع شراكاتها الدولية ولكنها تحتاج أيضا إلى زيادة الاستثمار الأجنبي المباشر، وتشكل الاستثمارات الأمريكية المتزايدة في أنجولا أهمية كبيرة بالنسبة للواندا كجزء من هذه الاستراتيجية".
وقال فاينز إن العلاقات بين الولايات المتحدة وأنجولا تحسنت بشكل ملحوظ منذ انتخاب لورينسو رئيسا في عام 2017.
وتتجلى قوة أنجولا المتزايدة أيضًا في وساطتها لإنهاء الصراع في منطقة شمال كيفو بشرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث يقاتل متمردو حركة إم 23 المدعومة من رواندا القوات الحكومية منذ أواخر عام 2021.
وتوصلت المحادثات في لواندا في أواخر عام 2022 إلى اتفاق لانسحاب حركة إم 23، مع الإعلان عن وقف إطلاق النار في يوليو 2024، والذي تقول كينشاسا إنه تم احترامه بشكل عام.
وقال البيت الأبيض إن السلام والأمن وتعزيز الديمقراطية من الموضوعات التي ستناقش خلال زيارة بايدن، لكن التركيز ينصب على مشروع السكك الحديدية، الذي قالت واشنطن إنه من الممكن أن يمتد عبر القارة إلى المحيط الهندي.
ونشرت السفارة الأمريكية في أنجولا، بيان الأبيض عن تفاصيل الزيارة، وجاء فيه :"سيسافر الرئيس بايدن إلى ألمانيا وأنجولا في الفترة من 10 إلى 15 أكتوبر، وفي ألمانيا، سيجتمع الرئيس بايدن مع القادة الألمان لتعزيز الروابط الوثيقة بين الولايات المتحدة وألمانيا كحلفاء وأصدقاء والتنسيق بشأن الأولويات المشتركة، وسيعزز الرئيس التزام الولايات المتحدة وألمانيا بالديمقراطية ومكافحة معاداة السامية والكراهية، وتعزيز العلاقات الشعبية الدائمة بين بلدينا، وتعزيز التعاون في الاقتصاد والتجارة والتكنولوجيا".
وتابع البيان :"وفي الفترة من 13 إلى 15 أكتوبر، سيسافر الرئيس بايدن إلى لواندا، أنجولا، حيث سيلتقي بالرئيس الأنجولي جواو لورينسو لمناقشة زيادة التعاون بشأن الأولويات المشتركة، بما في ذلك تعزيز شراكاتنا الاقتصادية التي تحافظ على قدرة شركاتنا على المنافسة وتحمي العمال، والاحتفال بالمشروع المميز لشراكة مجموعة السبع من أجل البنية التحتية العالمية والاستثمار (PGI)، والذي يعزز رؤيتنا المشتركة لأول شبكة سكك حديدية مفتوحة الوصول عبر القارة في أفريقيا، والتي تبدأ في لوبيتو وستربط في النهاية المحيط الأطلسي بالمحيط الهندي، و تعزيز الديمقراطية والمشاركة المدنية، وتكثيف العمل بشأن الأمن المناخي والانتقال إلى الطاقة النظيفة، وتعزيز السلام والأمن".
واستمر: "تحتفل زيارة الرئيس إلى لواندا بتطور العلاقة بين الولايات المتحدة وأنجولا، وتؤكد التزام الولايات المتحدة المستمر تجاه الشركاء الأفارقة، وتوضح كيف أن التعاون لحل التحديات المشتركة يحقق نتائج لشعب الولايات المتحدة وفي جميع أنحاء القارة الأفريقية".