الدكتورة لمياء عفرة تكتبت .. اهمية المشاركة في الانتخابات في مصر ودورها في تعزيز الديمقراطية
تُعتبر الانتخابات في مصر وا.حدة من أهم الأدوات التي تُعبّر عن الإرادة الشعبية وتُجسد روح الديمقراطية التي يسعى المجتمع المصري إلى ترسيخها عبر العقود الماضية. على مر التاريخ المصري، لعبت الانتخابات دورًا محوريًا في تحقيق التحولات السياسية، وكانت وسيلة لتحديد اتجاهات الدولة وطبيعة العلاقة بين المواطن والدولة. واليوم، تظل الانتخابات رمزًا حقيقيًا لمشاركة المواطنين في صناعة مستقبلهم وتقرير مصيرهم.
المشاركة في الانتخابات في مصر ليست مجرد حق قانوني للمواطنين، بل هي مسؤولية وطنية تتطلب من كل فرد أن يساهم فيها من أجل دعم استقرار الدولة وتعزيز نظام الحكم الديمقراطي. غياب المشاركة يطرح تحديات جدية، حيث يقلل من شرعية الحكومة المنتخبة ويؤثر سلبًا على ثقة المواطنين في مؤسسات الدولة. الانتخابات في مصر تمثل فرصة للمواطنين لاختيار ممثليهم سواء في البرلمان أو المجالس المحلية أو حتى على مستوى الانتخابات الرئاسية، وهي تعبير مباشر عن تطلعاتهم وآمالهم في مستقبل أفضل.
عندما يشارك المصريون في الانتخابات، فإنهم يساهمون في تحديد السياسات العامة التي تؤثر على حياتهم اليومية، من القضايا الاقتصادية والاجتماعية إلى التعليم والصحة والأمن. تمثل هذه الانتخابات فرصة حقيقية لتحديد أولويات المجتمع وضمان أن تكون السياسات الحكومية في خدمة مصلحة الشعب. وعلى الرغم من التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي قد تواجه البلاد، إلا أن المشاركة الفعالة في الانتخابات تظل أداة مهمة لتحقيق الإصلاحات المطلوبة وضمان تحقيق التنمية الشاملة.
تساهم الانتخابات أيضًا في تعزيز قيم الانتماء الوطني والمسؤولية الاجتماعية. المواطن المصري الذي يشارك في الانتخابات يشعر بأنه جزء من عملية صنع القرار وأن صوته له دور في تشكيل ملامح المستقبل. هذا الشعور بالمسؤولية يعزز الثقة بين المواطن والدولة، ويحفز على المشاركة بشكل أكبر في الحياة العامة، سواء من خلال التصويت أو حتى الانخراط في العمل السياسي أو الاجتماعي. ومن ثم، فإن الانتخابات تشكل حلقة وصل بين الشعب وممثليه المنتخبين، وتتيح الفرصة لمحاسبة هؤلاء الممثلين في حال لم يقوموا بتنفيذ ما وعدوا به.
وفي سياق التجربة المصرية، لا يمكن إغفال دور الانتخابات في ترسيخ مبادئ الديمقراطية والمواطنة. على مر العقود، خاضت مصر تجارب انتخابية متعددة شهدت فيها تطورات وتحولات كبيرة، سواء من حيث القوانين المنظمة للانتخابات أو من حيث زيادة وعي المواطنين بأهمية المشاركة السياسية. إلا أن التحدي الأكبر يكمن في ضمان استمرار هذه المسيرة الديمقراطية، من خلال تحفيز المواطنين على المشاركة بفعالية في كل انتخابات تُجرى.
في ظل التحديات التي تواجه مصر، سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي، تأتي الانتخابات كأداة لتحديد المسار الذي يرغب المصريون في اتخاذه. وفي هذا الإطار، يتعين على المواطنين أن يدركوا أن عدم المشاركة يعني التنازل عن حقهم في التأثير على سياسات الدولة ومستقبلها. عدم المشاركة يفتح المجال أمام قوى معينة قد تفرض أجندتها الخاصة التي قد لا تتوافق مع الإرادة الشعبية. من هنا، تبرز أهمية الوعي السياسي والتثقيف حول دور الانتخابات في تحقيق التغيير الإيجابي.
ومع التطورات التكنولوجية الحديثة وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت الانتخابات أكثر شفافية ووضوحًا، حيث أصبح للمواطنين القدرة على متابعة العملية الانتخابية بشكل مباشر. إلا أن ذلك يتطلب أيضًا مزيدًا من الحرص على مواجهة التحديات المرتبطة بنشر المعلومات المضللة أو محاولة التأثير على الرأي العام بطرق غير مشروعة. المواطن المصري الواعي هو القادر على التمييز بين الحملات الانتخابية الجادة وتلك التي تهدف إلى التضليل أو خدمة مصالح ضيقة.
في نهاية المطاف، تُعد الانتخابات في مصر أكثر من مجرد عملية سياسية، بل هي تعبير عن روح الشعب المصري وسعيه لتحقيق العدالة والتنمية والازدهار. إن المشاركة في الانتخابات ليست مجرد واجب وطني، بل هي مسؤولية جماعية تُسهم في تعزيز الاستقرار السياسي والاجتماعي. فكل صوت يساهم في تشكيل مستقبل مصر، وكل مشاركة تعكس رغبة المصريين في بناء مجتمع أكثر عدالة واستقرارًا. ومن هنا، يجب على كل مواطن أن يدرك أن الانتخابات هي فرصته لتحقيق التغيير الذي يتطلع إليه، وأنها السبيل لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
كاتبة المقال
لمياء عفرة أمين مساعد أمانة المرأة المركزية حزب
مصر أكتوبر